"لأن الكتاب أنيس وحدتي، ورفيق أيامي، ولأن البؤس يحيط بنا من كل حدبٍ وصوب، ولأن حياتنا قصيرة جدًا.. اتخذت أخيراً القرار الذي لطالما أرجأته"، بهذه الكلمات أعلنت الشابة مرح الشايب تأسيس نادٍ للقراءة، أسمته "أُنس"، ليكون مساحة شهرية دافئة لمناقشة الكتب بعد قراءتها في إحدى مقاهي العاصمة عمّان.
تعمل مرح الشايب (28 عامًا) في مجال المحاماة منذ ما يقرب العامين، وتلقي اهتماما بالغاً بقوانين الملكية الفكرية، خاصة فيما يتعلق بقانون حق المؤلف، وهو ما يربط بين شغلها العملي كمحامية، وبين "اقرأ مع مرح".
قبل أعوام، أسست الشايب صفحة أسمتها "اقرأ مع مرح"، انبثقت فكرتها حين قرأت رواية "ظل الريح" للإسباني "كارلوس زافون"، حيث شعرت بحاجتها لمكان تشاطر فيه آرائها حول ما تقرأ، ولكنها تغاضت عن الفكرة بطبعها المائل للوحدة، إلى أن أنشأت أخيراً الحساب لحظة حماس مفاجئ، بعد ٤ سنوات من التأجيل والمماطلة. اضافة اعلان
تقول مرح إن الجميع بدأ يسأل عن احتمالية تأسيس نادٍ للقراءة، إذ كانت فكرة مستبعدة للغاية، مضيفة: "كنت أفكر بيني وبين نفسي: أنا حتى الصفحة "يمكن أسكرها"، لكنها غدت متنفسي وملجأي وشغفي الجديد، وصار لي أصدقاء وصديقات يقرأون ويسمعون ويعقلّون".
في نهاية العام الماضي، اكتفت مرح من العلاقات الإلكترونية، إذ رغبت بنقاشات جادة في مقاهي عمّان، كما أرادت أن تتقاسم الدهشة والتعبير مع غيرها من القرّاء الشغوفين، ولكن الشجاعة خانتها، فأرجأت الفكرة في ذهنها، ظنتها نزوة، وحاولت أن تضمرها.
تقول الشايب: لكن الفكرة ظلت تدق وتدق، حتى ظهرت في وجهي رواية "ميثاق النساء"، وشعرت أني بحاجة إلى عصبة اقرأ معها هذا العمل لمناقشته، فظهرت للأصدقاء وتحدثت على "ستوري الإنستغرام" عن النادي، حيث كان بلا اسم حينها، ولم يكن لدي خطة ولا أعرف كيف سأتصرف. وبعد أن أعلنت عن ناد للقراءة دون اسم، فكرت قليلاً، وجاء أُنس، جاء اسم النادي بهدوء، لأن الكتاب أنيس وحدتي.
اقرأ أيضاً:
البحر بين المكان والشخصيات الروائية.. 3 نماذج من الرواية الكويتية
0 تعليق