سادت الفرحة العارمة قطاع غزة المدمر، بعدما أعلن رسمياً عن اتفاق وقف إطلاق النار يسمح بإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من 15 شهراً، والتي خلفت حتى الآن 46 ألفاً من القتلى في القطاع الذي تحول إلى أطلال وبات سكانه البالغ عددهم 2.4 مليون نازحين.
مظاهر احتفالية
وسادت مظاهر احتفالية في عدد من أرجاء القطاع المدمر، حيث استقبل غزيون أنباء انتهاء الحرب، بالتكبيرات والهتافات، ودموع الفرح أحياناً، فيما نظم البعض مسيرات احتفالية وسط المخيمات التي تعج بآلاف النازحين.
ويترقب مئات الآلاف من النازحين العودة إلى مناطقهم المدمرة خاصة في شمال القطاع الذي بات أغلبه أطلالاً بسبب المعارك المستمرة بين الجيش الإسرائيلي وحركة «حماس».
وجاء اتفاق وقف إطلاق النار، بعد أشهر من المفاوضات المتقطعة التي توسطت فيها مصر وقطر، بدعم من الولايات المتحدة، وكذلك قبل تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في 20 يناير/ كانون الثاني الجاري.
وتشير أرقام وزارة الصحة في غزة إلى أن الحملة الإسرائيلية على القطاع أسفرت عن مقتل أكثر من 46 ألفاً، وحولت القطاع إلى أنقاض.
وتنفس الغزيون الذي عانوا من مرارات التهجير والنزوح المتكرر، أخيراً الصعداء، عقب خروج اتفاق وقف إطلاق النار، أخيراً إلى النور، ما يفتح الباب أمام إنهاء الحرب المدمرة، وعودة مئات الآلاف من النازحين إلى بيوتهم، وإنهاء الأزمة الإنسانية في القطاع المحاصر منذ سنوات طويلة.
انسحاب تدريجي
وأكد مسؤول أمريكي: «الاتفاق بين إسرائيل وحماس يشمل وقفا لإطلاق النار مدته 6 أسابيع تشهد انسحاباً تدريجياً للقوات الإسرائيلية من وسط غزة وعودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال القطاع» .
وأكد مصدر مصري مطلع: «تم التوصل إلى اتفاق ينهي معاناة الشعب الفلسطيني في غزة بجهود الوسطاء».وأكدت حركة «حماس» من جهتها، في بيان، أنها سلمت ردّها للوسطاء على مقترح اتفاق وقف إطلاق النار.
وقالت الحركة : «تعاملنا بكل مسؤولية وإيجابية بشأن مقترح اتفاق وقف إطلاق النار».
ضمانة أمريكية مصرية قطرية
وأكد مسؤول مطلع، أن قطر ومصر وأمريكا تضمن تنفيذ الاتفاق الذي سيتم تنفيذه على مراحل عدة، وفيه ستفرج «حماس» عن الرهائن الإسرائيليين على مدى ستة أسابيع، بواقع ثلاث رهائن كل أسبوع والبقية قبل نهاية الفترة.
وسيتم إطلاق سراح جميع الرهائن الأحياء أولا، ثم رفات الرهائن القتلى.
الإفراج عن الرهائن
وستفرج «حماس» عن 33 رهينة إسرائيلية بينهم جميع النساء (مجندات ومدنيات) والأطفال والرجال فوق سن 50.
كما ستفرج إسرائيل عن جميع النساء والأطفال الفلسطينيين دون سن 19 المحتجزين منذ 7 أكتوبر 2023 بحلول نهاية المرحلة الأولى.
وأكد مسؤول مطلع، أن العدد الإجمالي للفلسطينيين المفرج عنهم سيعتمد على عدد الرهائن المفرج عنهم، وقد يتراوح بين 990 و1650 معتقلاً فلسطينياً من بينهم رجال ونساء وأطفال.
30 معتقلاً فلسطينياً مقابل كل رهينة
وبموجب الاتفاق، ستفرج إسرائيل عن 30 معتقلاً فلسطينياً، مقابل كل رهينة مدنية، و50 مقابل كل جندية إسرائيلية تفرج عنها «حماس».
ويسمح الاتفاق بدخول 600 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية إلى غزة كل يوم من أيام وقف إطلاق النار، 50 منها تحمل الوقود، مع تخصيص 300 شاحنة لشمال القطاع.
وفي إسرائيل، ربما تخفف عودة الرهائن بعض الغضب الشعبي على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحكومته اليمينية بسبب الفشل الأمني في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 الذي أدى إلى سقوط أكبر عدد من القتلى في يوم واحد في تاريخ إسرائيل.
0 تعليق