إراقة دماء الآلاف وتدمير غزة بالكامل تقريبًا هو ما تطلبه الأمر قبل أن تتمكن دولة الاحتلال الإسرائيلي وحماس من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين بعد 15 شهرًا من الحرب المدمرة.
أعلن الوسطاء (مصر-قطر-الولايات المتحدة) عن اتفاق وقف إطلاق النار الضروري بين حماس و الاحتلال الإسرائيلي، والإطار الرئيسي للخطة، والتي سيتم تنفيذها على ثلاث مراحل.
لكن بعد ساعات من الإعلان، قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن اتفاق وقف إطلاق النار لم يكتمل بعد، وأن "التفاصيل النهائية" للاتفاق لا تزال قيد الإعداد.
المراحل الثلاث
في حين لا تزال تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى غامضة، قال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني إن المرحلة الأولى من الاتفاق ستدخل حيز التنفيذ اعتبارًا من يوم الأحد 19 يناير 2025.
وقال أثناء إعلانه عن الاتفاق: "نأمل أن تكون هذه هي الصفحة الأخيرة من الحرب، ونأمل أن تلتزم جميع الأطراف بتنفيذ جميع بنود هذا الاتفاق".
وشارك الرئيس الأمريكي جو بايدن، في مؤتمر صحفي بعد الإعلان، بعض تفاصيل الخطة.
وقال: "إن المرحلة الأولى من الاتفاق ستستمر ستة أسابيع وستشهد وقف إطلاق نار كامل في غزة".
وأضاف بايدن: "أن المرحلة الأولية تشمل أيضًا انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة بالسكان في غزة وإطلاق سراح بعض الأسرى الإسرائيليين - بمن فيهم "نساء وكبار السن والجرحى"".
وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد في كلمته: "إن الأطفال سيطلق سراحهم أيضا في المرحلة الأولى التي تستمر 42 يوما"، بحسب تقرير لوكالة فرانس برس.
وقال بايدن أيضا: إنه في مقابل هؤلاء المحتجزين، ستطلق دولة الاحتلال أيضا سراح "مئات" السجناء الفلسطينيين. وأضاف: أنه "خلال المرحلة الأولى، يمكن للفلسطينيين أيضا العودة إلى أحيائهم في جميع مناطق غزة، وستبدأ زيادة في المساعدات الإنسانية في غزة، ويمكن للأبرياء الحصول على قدر أكبر من الوصول إلى هذه الإمدادات الحيوية".
وقال بايدن: "إنه خلال المرحلة الأولى، ستتفاوض إسرائيل على شروط تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق". ومع ذلك، إذا استغرقت المفاوضات وقتا أطول، فإن وقف إطلاق النار سيبقى قائما طالما كان ذلك ضروريا.
وبشأن المرحلة الثانية، قال بايدن: إنه متى تم تنفيذها، ستشهد عودة المحتجزين الإسرائيليين الأحياء المتبقين، بما في ذلك "الجنود الذكور".
وأضاف: "سيتم إخراج القوات الإسرائيلية المتبقية من غزة، وسيصبح وقف إطلاق النار المؤقت دائما".
ومع ذلك، ذكرت وكالة فرانس برس نقلا عن مسؤول إسرائيلي لم تسمه أن القوات الإسرائيلية لن تنسحب بالكامل من غزة حتى "يعود جميع الرهائن".
أما المرحلة الثالثة من الاتفاق، ستشمل خطة إعادة إعمار غزة التي لا تزال في حالة خراب حتى الآن بدون بنية تحتية صحية أو أي نوع من البنية التحتية.
وقال بايدن "أخيرًا، المرحلة الثالثة، أي رفات أخيرة للرهائن الذين قتلوا ستعود إلى عائلاتهم وستبدأ خطة إعادة إعمار كبرى لغزة".
المفاوضات بشأن المرحلتين الثانية والثالثة
وقال نتنياهو: "إن اتفاق وقف إطلاق النار، في شكله الحالي، غير مكتمل وهناك حاجة إلى المزيد من المفاوضات لإتمام المرحلتين الأخيرتين من الخطة".
وزعم نتنياهو أن حماس تراجعت عن الشروط التي تم الاتفاق عليها سابقًا لتبادل الأسرى، زاعمًا أن حماس تحاول إملاء السجناء الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم، وفقًا لتقرير وكالة أسوشيتد برس. ولم يكن هناك أى رد من حماس.
ماذا يحدث في غزة؟
بعد وقت قصير من الإعلان عن خطة السلام بين دولة الاحتلال وحماس ليلة الأربعاء، كثفت الأولى الغارات الجوية القاتلة على غزة، مما أسفر عن مقتل 32 شخصًا، وفقًا لتقرير رويترز، نقلًا عن مسعفين في غزة.
واستمرت الضربات حتى صباح اليوم الخميس ودمرت منازل في عدة أجزاء من مدينة غزة، وفقًا للتقرير.
وسوف يدخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في التاسع عشر من يناير، وهو ما يترك لدولة الاحتلال فرصة مدتها ثلاثة أيام لقصف غزة الممزقة بالفعل.
وبينما واجه سكان غزة عداء جيش الاحتلالالإسرائيلي بعد إعلان وقف إطلاق النار، كانت هناك موجة من الارتياح بينهم.
واحتفل سكان غزة بوقف إطلاق النار، الذي من شأنه أن يجلب نهاية دائمة محتملة لمعاناتهم التي استمرت 15 شهرًا، على الرغم من أن الطريق إلى العودة إلى الحياة الطبيعية لا يزال طويلًا للغاية.
وتعهدت الأمم المتحدة بتقديم المساعدة لتوفير أكبر قدر ممكن من المساعدات الإنسانية لقطاع غزة. وقالت رئيسة برنامج الغذاء العالمي سيندي ماكين: إن الغذاء الذي يكفي لما يصل إلى مليون شخص "يعانون من الجوع الشديد" ينتظر سكان غزة على الحدود.
0 تعليق