الجمعة 17 يناير 2025
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
تقارير وتحقيقات
تزخر محافظات مصر بأصحاب المهارة الفنية والخبرة الكبيرة فى العديد من الصناعات اليدوية التى تندرج ضمن الحرف التراثية والتى تعتمد بشكل كامل على الأيدى العاملة من "الصنايعية" الفنانين الذين قد يشتهرون بألقاب محددة ومعروفون بالاسم بين ربوع المهنة الواحدة فهم يمتلكون أنامل ذهبية يبدعون فى الحرف اليدوية فى سبيل المحافظة على التاريخ والتراث الفنى لمصر والعالم العربي، واستمرار الموروث الثقافى وانتقاله بين الأجيال وبعضهم البعض من ناحية، ومن ناحية أخرى انتقاله إلى ثقافات الدول الأخرى وتصدير الحضارة المصرية من خلال الأعمال الفنية المختلفة. «البوابة» التقت أصحاب الأنامل الذهبية من خلال جولة فى عالم الحرف التراثية وإلقاء الضوء على إبداعهم ورؤية ما تبقى من تراث مصر وتاريخها.
يتميز معدن النحاس بقيمة عالية بين جميع المعادن الأخرى، حيث عرفه المصریون القدماء واستخدموه فى صناعة أدواتهم والتى سطرتها الحضارة الفرعونية من خلال نقوش أروقة المعابد وبين المشغولات التى تم العثور عليها فى المقابر المختلفة عبر العصور، وتميزت المشغولات النحاسية بنقوش مذهلة ودقة وإبداع؛ مما دلل على أن الصُناع المصريين منذ زمن بعيد بأنهم الأمهر فى صناعة المشغولات النحاسية، خاصة اليدوية.
فى أروقة القاهرة الكبرى والمحلات السياحية والبازارات المختلفة فى حى الحسين تتزين المحلات بالمشغولات النحاسية الجميلة وفى زقاقات حى الجمالية تسمع أصوات دق النحاس بين الورش المختلفة يمكن تمييزها من خلال آلات الطرق اليدوي، والتى سميت المنطقة على اسمهم بحى النحاسين.
وفى إحدى الحارات تكمن إحدى ورش دق النحاس، حيث التقت «البوابة» أحد صنايعية النحاس "يوسف محمود" والذى يعمل بالمهنة منذ ٢٥ عاما، وقال: "الصنعة مش زى زمان.. توجد صعوبات تواجهنا من أجل الاستمرار لافتا إلى أن توفير المواد الخام وارتفاع أسعارها يؤثر على عملية التداول فى السوق وبالتالى على عمليات التصنيع.
وحول تراث المشغولات النحاسية قال إن المهنة تحتاج إلى الدقة والممارسة والإبداع فى استخدام العدد والأدوات، لافتا إلى أن معظم المشغولات النحاسية تتم من خلال العدد اليدوية، وأن التصاميم تأخذ طابعًا إسلاميًا خاصة مشغولات النحاس للإنارة والإضاءة وتبدأ الأسعار من ١٠٠ جنيه وتصل إلى آلاف الجنيهات.
وأوضح أن إعداد المشغولات النحاسية تبدأ من خلال تشكيل الخراطة للشكل المطلوب، ثم يقوم المصمم بكتابة الرسوم الإسلامية أو الرموز المطلوب دقها بالنحاس، ثم يأتى دورنا فى النقش عليها ودقها وقد نستخدم آلات بسيطة أو من خلال النقش اليدوي، ثم يقوم التجليد بالدق على النقوش مرة أخرى قبل تشطيبها ومن ثم تركيبها فى شكلها النهائى وتلميعها.
وأثناء جولتنا التقينا رامى الشيخ؛ وهو أحد أصحاب المحلات والمصانع المتخصصة المعروفة بالمشغولات النحاسية المختلفة، وقال إنه توارث المهنة أبًا عن جد، وأن معظم الحرف اليدوية هى حرف تراثية مشيرًا إلى أن صناعة المشغولات النحاسية من الحرف التراثية المهمة والتى يبرز جمالها من خلال الديكورات المختلفة، حيث استطاعت أن تنتقل من الأشكال التاريخية لتتطور إلى التصميم المودرن.
وأضاف "الشيخ" أن صناعة كل منتج مختلف عن المنتج الآخر، وأن الاعتماد على الشغل اليدوى من خلال الدق والنقش بالقلم والشاكوش يحتاج إلى وقت وجهد للحصول على منتج نهائي، ابتداءً من لوح النحاس الذى يتم تقطيعه وتشكيله حسب رغبة العميل وصولا إلى الخراطة والدق والنقش ثم الوصول إلى المنتج فى صورته النهائية.
وتابع؛ المشغولات النحاسية لها زبائن مخصوصة تقدر قيمتها وتستهدفهم بشكل مباشر، وكلما كان المنتج النهائى مميزا كلما كان الزبون ممتنا لذلك ويقدر القطع الفنية النحاسية.
وأشار "الشيخ" أن من أهم الصعوبات التى تقابل المشغولات النحاسية هو توفير المواد الخام، وتوفير العمالة اللازمة خاصة أن الشغل الحرفى يحتاج إلى إبداع وممارسة وصبر، لكن الجيل الحالى يريد الكسب السريع مما يجعله ينفر من الحرف التراثية اليدوية ويتجه إلى مهن لا تحتاج إلى مجهود مثل "سائق التوكتوك".
وكشف الشيخ عن أهمية صناعة المشغولات النحاسية فى استمرار التراث المصرى حيث يقوم المصنع بتصدير المشغولات للدول العربية مثل قطر، كما أن المشغولات النحاسية توثق التاريخ من خلال الدراما التاريخية والأفلام السينمائية، وأنه قام بصناعة جميع السيوف والدروع والمشغولات النحاسية لمسلسل "الحشاشين" رمضان الماضى لتتناسب مع العصر التاريخي، إضافة إلى أعمال تاريخية أخرى مختلفة.
على مدار أكثر من ٢٠ عامًا عمل "محمد عاطف" فى صناعة السجاد اليدوي؛ حيث ورث الصناعة أبًا عن جدٍ، فمنذ عام ١٩٥٠ امتهن الأجداد صناعة السجاد اليدوى حتى أصبح لديهم ليس فقط حرفة ذهبية، واسمًا لدى المستهلكين ولكن استطاعوا أيضًا الترويج للصناعة وانشاء عدة مصانع داخل مصر ويصدرون من خلالها خارج مصر فى دول الخليج وأوروبا وأمريكا لتروج إلى التراث الحرفى المصرى فى صناعة السجاد اليدوي.
فصناعة السجاد اليدوى مهنة عريقة من الحرف التراثية التى يمتهنها أعداد قليلة من الأيدى العاملة وتتوارثها الأجيال فى مصر، وتعبر عن تاريخها وحاضرها من خلال ما ينقشه المصممون من رسومات وألوان مزهرة تعبر عن العصور الماضية مثل العصر الفاطمى والمملوكى أو العثمانى أو تعبر عن أذواق الحاضر المتجددة.
يؤكد "عاطف" أن صناعة السجاد اليدوى فى مصر تنافس مثيلاتها فى إيران وتركيا، وأن "الزبون اللى بيفهم يبقى غاوى السجاد المصنوع يدويًا وهناك زبون يشترى السجاد اليدوى ولا يشترى غيره" على حسب تعبيره.
وأوضح "عاطف" لـ "البوابة" أن السجاد اليدوى يختلف من نوع إلى آخر كما أنه يستهلك وقتًا طويلاً فى التصنيع على حسب حجم السجادة والألوان والرسومات المستخدمة فى التصميم، وأيضًا على حسب نوع الخيوط المستخدمة، على عكس السجاد المصنوع بالماكينات والآلات، وكلما قدم السجاد اليدوى كلما زادت قيمته وزاد سعره، وأن هناك بعض أنواع من السجاد اليدوى القديم قد يرتفع سعره عن السجاد الحديث.
وأشار "عاطف" إلى أن قيمة السجاد اليدوى ترتفع إلى حد وضعها فى المتاحف، مثل السجاد الموضوع فى "متحف الفن الإسلامي" والسجاد اليدوى فى "متحف محمد علي".
وأضاف أن العمال المصريين يتقنون عمل السجاد اليدوى من خلال الغرز اليدوية المتقنة والتى تستند إلى عوامل الخبرة والمهارة والفن أيضًا، وأن لديهم ثلاثة مصانع داخل مصر فى القليوبية والشرقية والفيوم يعمل بكل مصنع أكثر من ٢٥ عاملا.
لافتًا إلى أن الخيوط المستخدمة فى السجاد تشمل الحرير، والقطن، والصوف، أو خليطا بين أنواع مختلفة من الخيوط قائلًا إن الخيط الحرير أغلى أنواع الخيوط المستخدمة فى السجاد اليدوى ويبدأ سعره من ٧ آلاف جنيه وتصل إلى ٣٠ ألف فى المتر الواحد، وفقًا لنوع الحرير الطبيعى أو المخلوط. وتعتبر خيوط الصوف أقل الأسعار وتبدأ من ثلاثة آلاف إلى عشرة آلاف فى المتر الواحد، محذرًا من استخدام خيوط مغشوشة فى السجاد.
وألمح إلى أن أذواق المشترى تختلف من فرد إلى آخر وتختلف أيضًا ما بين المصريين والعرب والأجانب، لافتا إلى أن هناك العديد من المشتريين من دول الكويت والسعودية ودول أوروبا، وأن هناك تصديرا لمعظم دول الخليج ويتم تصديرها إلى نيويورك فى الولايات المتحدة الأمريكية.
وأوضح "عاطف" لـ البوابة، أن السجاد أنواع مختلفة من الرسوم والألوان التى تتناسب معًا، فالتصميم والأشكال والخامة المستخدمة وطريقة التصنيع يجب أن تكون متكاملة مع بعضها البعض، وتختلف باختلاف تصميمات عصر إلى آخر فلا يمكن استخدام ألوان أو رسومات العصر المملوكى مع نوع أخر من السجاد، كما تختلف كل سجادة عن الأخرى، فالعصر المملوكى له أكثر من تصميم وشكل ولون.
وكشف أن السجاد المملوكى يعتبر أكثر أنواع السجاد طلبًا خاصة من العرب، وأن معظم طلبات التصدير إلى الولايات المتحدة الأمريكية تكون بألوان فاتحة ورسومات وتصميمات من اختياراتهم، وتتراوح مدة صنع السجادة الواحدة من شهر إلى شهرين، وقد تحتاج السجادة الواحدة مقاس ٢ فى ٣ متر إلى عاملين أو أكثر حسب التصميم.
وثمن محمد عاطف توارث صناعة السجاد بين الأجيال وبعضهم البعض والحفاظ على الصناعة من الاندثار، مشيرًا إلى أن العمال الذين يعملون فى السجاد اليدوى أعمارهم متفاوتة فهناك من يبلغ ٧٠ أو ٦٥ عامًا، وهناك أجيال جديدة ١٤ و١٦ عامًا تشق طريقها فى احتراف المهنة أثناء فترة الإجازة المدرسية.
النحاس مزيج من الأصالة والمعاصرة فى صناعة الأثاث والحلى
هوية مصر
الصدف والأرابيسك فنون تحمل عبق التاريخ
على مدار قرون عديدة تمتع صناعة الأرابيسك بمكانة كبيرة محفوظة له خصيصًا بين أنواع الفنون الأخرى حيث تميز بالنمط العربى الأصيل، سواء من خلال القطع الصغيرة للديكور من تحف ومفروشات، وحتى قطع الأثاث الجذابة باختلاف أنواعها وأشكالها، ومنابر المساجد وزخرفتها، والكنائس ووصولًا لتصميم المبنى المعمارى ككل.
وعلى مدار التاريخ برع المصريون فى استخدام الصدف والأرابيسك فى صناعة الأثاث والحلى وأدخلوه فى العديد من المشغولات الأخرى، حتى أنه تم استخدامهم فى الدولة العثمانية لتحلية القصور وتجميلها وغيرها من الأماكن.
ومنذ العصر القبطى مرورا بالعصر العباسى حتى الآن استمرت الأجيال على امتهان حرفة الصدف والأرابيسك واستمرار الصناعة على الرغم من صعوبة ذلك الفن وانتشاره فى ربوع مصر القديمة خاصة أحياء خان الخليلى والدرب الأحمر والجمالية، إلا أنها انتقلت إلى بعض محافظات الدلتا أيضًا لسهولة توفير أيدٍ عاملة.
يقول "أحمد رجب لـ "البوابة": ورثت المهنة عن أبى الذى ورثها بدوره عن جدي، وتعلمت فى ورشة الحاج "محمود قوطة" كل فنون وأسرار المهنة، واستطاع أبى نقل الحرفة إلى أولاد بلدى فى محافظة المنوفية لتوفير أيدٍ عاملة من الصنايعية الذين يبدعون فى أعمال الصدف والأرابيسك وإنشاء مصنع يتولى صناعة الأثاث والمشغولات الخشبية المطعمة بالصدف والمشغولة بالأرابيسك بشكل مميز.
ويوضح "أحمد" أن مشغولات الأرابيسك والصدف تشمل صناعة الأثاث مثل المجالس العربية والصالونات والركنة المودرن، والكراسي، سواء للمنازل أو الفنادق والمطاعم، ذلك إضافة إلى إدخال الفن بالصدف فى علب المجوهرات المشهورة والصوانى والمرايا وغيرها من الحلى والمشغولات البسيطة والتى تبرز جمالها من خلال الصدف والأرابيسك.
وكشف "أحمد" طريقة صناعة الأثاث بالصدف والأرابيسك، قائلا: " الاعتماد بيبقى على الخشب والصدف اللى بيجى من البحر ومعظمه مستورد، وبيدخل الصدف معالجة عشان يوصل لشكله النهائى فى التطعيم من خلال قشور لامعة من الصدف وتقطيعه إلى قطع صغيرة، ثم يتم تصميم المنتج الخشبى حسب نوعه ويتم رسمه على الخشب.
وأضاف أن مراحل إنتاج الأثاث تنقسم إلى عدة مراحل أهمها مرحلة التصميم التى تضم الرسومات والأشكال للأجزاء المطلوب خرطها من الصدف، ثم تأتى مرحلة اختيار أنواع الخشب المناسبة لهذه الرسومات، على حسب طلب العميل، ويتم تشكيلها باستخدام المخرطة الخشبية وتصنيعها على هيئة كرسى أو مجلس أو كنبة وغيره، قبل أن يبدأ الصناع فى الحفر اليدوي.
ويأتى دور لصق الصدف على التصميم الخشبى والذى يحتاج إلى دقة وخبرة مع الاستخدام يستمدها الصنايعية مع طول السنوات، ثم يتم دهان الخشب وتلميع الصدف بمواد خاصة عالية الجودة للحفاظ عليه على مدار السنوات.
وأوضح أن سعر عمل الأثاث فى المجالس العربية بالأرابيسك والصدف يبدأ من ٥.٨٠٠ جنيه إلى المتر، بينما تتراوح أسعار المشغولات مثل العلب والمرايا بداية من ٧٥ جنيها.
مشيرًا إلى صعوبة امتهان الحرفة فى البداية ولكن مع استمرار العمل والحصول على الخبرة الكافية يسهل على "الصنايعية" العمل بل يحبون العمل بالصدف والأرابيسك ويبدعون فيه، حيث تعتمد الصناعة على العدد اليدوية والاستخدام اليدوى فى اللصق والتلميع وسنفرة المنتج وتجهيزه حتى وصوله إلى الشكل النهائي، مما يحتاج إلى مجهود بدنى وذهنى كبير.
وكشف "أحمد" أن الصناعات بالأرابيسك والصدف تعد سفيرا لمصر بالدول العربية، وأن هناك مصنعا مصريا خاصا فى العراق، كما يتم تصدير الأثاث العربى إلى معظم الدول العربية مثل السعودية، كما أن هناك تسويقا للمنتجات فى تركيا، مشيدًا بمعرض "تراثنا" الذى تقيمه الدولة المصرية ويسمح بعرض الحرف التراثية على مستوى عالٍ من الجودة والذى أتاح لهم فرصًا تصديرية وتعريف المنتج على جمهور مختلف ومتنوع.
من الطين إلى الفرن
الخيامية.. تراث النسيج المصرى
الخزف اليدوى ينافس أدوات المائدة على السفرة المصرية
براويز ومفارش وأقمشة تناسب جميع المناسبات
أشكال متعددة اشتهر بها الخزف المصرى مع دخول الألوان إلى صناعة الفخار، ما جعلها فى منافسة قوية مع أدوات المائدة الأخرى على السفرة المصرية والعربية، حيث يتميز الفخار بالمواد الطبيعية البيئية المستخدمة فى تصنيعه والتى يعمل على انتاجها الحرفيين المهرة فى مختلفة محافظات مصر بدء من القلل القناوى فى محافظة قنا بصعيد مصر، مرورا بالطواجن الفخارية، والأوانى التى تشتهر بها قرية تونس بالفيوم ومحافظة الجيزة فى الحرانية.
وتتولى بعض مراكز الحرف التراثية فى القاهرة الكبرى من خلال المحلات والورش الفنية والجاليرى عملية تصنيع الخزف والفخار والزجاج فى عدة محافظات فى اتجاه تنمية الموارد المحلية وإحياء التراث والحرف اليدوية.
وقالت فيمى فوزى، إحدى المشرفات على جاليرى الخزف فى مركز الفسطاط للحرف التراثية، إن صناعة الخزف والفخار والزجاج، من أهم الحرف التراثية فى مصر والتى يعمل عليها فنانون فى محافظات عدة، وتتميز كل محافظة بالأشكال الفنية الخاصة بها، حيث نعمل على صناعة الفخار مع العمال بقرية تونس، والذى يتميز برسوم وألوان مميزة.
وأضافت لـ"البوابة" أن هناك فن خاص من الخزف والفخار المعالج تقوم به "مدام سيمون " فى "ايجيبشين كريتيف ارتس" القاهرة ويتميز بسهولة استخدامه ودخوله الفرن والميكروويف وغسالة الأطباق أيضا، ما يسهل على السيدات استعماله بشكل صحى فى المنزل. ولفتت إلى وجود الخزف الفخار فى مدينة قرقوس فى الصعيد، وفى مدينة الحرانية فى الجيزة. وأضافت "فوزى" أن مراحل صناعة الفخار مجهدة ومتعددة، تبدأ من اختيار مادة الخزف أو الفخار ثم تشكيلها وتلوينها ثم مرحلة الفرن لتكون صالحة للاستخدام، مشيرة إلى أن أكثر أنواع الفخار الذى يقبل عليه الجمهور هو الفخار المعالج من ايجيبشين كريتيف أو فخار قرية تونس الفيوم.
عرفت الخيامية كفن مصرى قديم، والمصطلح مشتق من كلمة خيام، وهو صناعة الأقمشة الملونة التى تستخدم فى عمل السرادقات، وربما يمتد تاريخ هذه المهنة إلى العصر الفرعوني، إلا أن العصر الحديث مزج بين صناعة النسيج اليدوى للخيامية والمناسبات المختلفة، حيث نجد أنواع مخصصة للمناسبات مثل شهر رمضان الكريم وأعياد الفطر والأضحى المباركان، إضافة إلى استخدامها بشكل عام فى السرادقات والمفارش ونسيج الأغطية للسرائر وفرش لغرف المعيشة وغيرها، كما تم استخدامها فى صناعة الكراسى المرنة المصنعة من القطن، والمفارش الأرضية.
وفى شارع الخيامية فى حى الحسين تصطف المحلات يمينا ويسارا تتزين بقماش الخيامية والنسيج العربى والذى يتميز بأنه نسيج من العمل اليدوي، بألوان مبهرة أكثرها من ألوان الأزرق والأخضر والأحمر .
وأوضح الحاج ياسر أحد العاملين فى نسيج الخيامية، أنهم يعملون فى المجال منذ أكثر من ١٠٠ عام، ويتم استخدام نسيج الخيامية العربى فى المناسبات خاصة قبل شهر رمضان؛ حيث يتم طباعة الرموز المعروفة للشهر الكريم مثل بوجى وطمطم وفانوس رمضان.
وأضاف فى حديثه إلى “البوابة” أن هناك تعددا فى الأشكال والألوان من خلال استخدام النسيج وليس الطباعة، ويشمل الشغل اليدوى وقسم للشغل الميكنة فى المصانع، ويتم اختيار الأشكال من خلال مصممين متخصصين.
وأشار إلى أن الجمهور يحب شراء الخيامية والنسيج العربى لإمكانية غسله فهو يدوم عمر كبير من الاستخدام، إضافة إلى سعره المنخفض مقارنة بطول عمر المنتج، وتبدأ الأسعار من ٥٠ جنيها للمتر حتى ١٥٠٠ جنيه.
على الجانب المقابل، وقف الحاج أحمد يطرز بأنامله أطراف تابلوه من القماش الأبيض باستخدام قصاصات مختلفة من النسيج بمختلف الألوان.
0 تعليق