"بانتظار" إكرامهم بالدفن.. غزيون على موعد مع لقاء أحبتهم تحت الركام في غزة

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

علاوة على مشاعر القلق، والشغف، والأمل، كانت ليلة أمس مليئة بعلامات الاستفهام بالنسبة للغزيين، وهم يترقبون عقارب الساعة لكي تستقر عند الثامنة والنصف صباحاً لبدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار، لتحل من بعده حقائق كثيرة منها أن شلال الدم قد توقف، ومنها أن هناك أحبة بانتظار حقهم بإكرامهم بالدفن.
 
لعل تساؤلات الغزيين مساء أمس البارد الطقس والمشتعل في القلب، بانتظار بزوغ فجر الخلاص من المحرقة الإسرائيلية، تجاوزت حدود الحقيقة ولامست الخيال، مثل هل لربما ما تزال أرواح الأحبة ما زال فيها بصيص من الحياة؟ هل ما زالت عنيدة مثل صمود شعبها وصامدة ومتمسكة بالحياة أيضاً مثل شعبها؟
 
هذه الأسئلة وإن كانت غير واقعية إلا أنها مشروعة، ومن حق من فقدوا أحبائهم خلال الحرب أن يتجرؤوا ويسألوا أنفسهم بها، ذلك لأن  كل المشاهد التي خلفتها الحرب غير واقعية، ولن يتوقف حدود الخيال عند الأمل بأن هناك أرواح أخذت صفة الشهادة، ربما نكتشف أنها ما زالت حية تحت الركام.
 
ما استقبله العقل الغزي خلال هذه الحرب الدامية، عبئه ثقيل على أي قدرة عقلية لاستيعابه، وترجيحات مثل ذلك قد يصفها أطباء نفسيون بأنها "هلوسات" بسبب الحرب، لكنها أمام قدرة تحمل ما استقبله العقل فهي طبيعية، وأكثر من طبيعية.
 
على عكس من يهرولون ويركضون من غزيين اليوم باتجاه مناطقهم التي هجروا منها، هناك عائلات تسير باتجاه مناطقها ببطء ورجل إلى الأمام وأخرى إلى الخلف، تخوفاً من الاصطدام بالإجابة التي ستحسم حدود خيالهم، وتكشف على ما زال "الحبايب عايشين"؟ أم يراقبونهم من المساء فرحين بما آتاهم الله من فضله؟اضافة اعلان

 

 

[email protected]

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق