طرفان للتحرر.. ونتنياهو يركز على مصالحه

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
يديعوت أحرنوت
بقلم: ناحوم برنياع
 19/1/2025

بالدموع وبرأس مُطأطئة سنستقبل هذا المساء المحررات الثلاث في صفقة المخطوفين. كل الجهود لتحريرهن، حيال منظمة حماس، حيال الوسطاء، حيال حكومة إسرائيل الحالية ورئيسها، حيال آلة السم البيبية هي قطرة في بحر مقارنة بالبطولة الهادئة لتلك النساء الثلاثة وباقي المخطوفات والمخطوفين. لن يتمكن أحد من أن يعيد لهن الزمن الذي ضاع وأبناء العائلة والأصدقاء الذين ضاعوا بلا عودة لكن يمكننا أن نعرض عليهن أذنا مصغية، بيتا دافئا، مستقبلا، أملا وليس أقل أهمية وهدوءاً.اضافة اعلان
سمعت أمس رئيس الوزراء وأسفت. حتى عندما يتخذ خطوة صحيحة يكون ملزما بأن يغلفه بالأكاذيب وبإنصاف الحقائق. نتنياهو يرفض أن يفهم ما يفهمه كل واحد من الإسرائيليين. للصفقة يوجد ثمن. ثمن باهظ. زعيم وطني ينبغي أن يعترف بالثمن وان يتصدى له. لأجل أن يفعل هذا لا حاجة لأن يكون تشرتشل – فقط أن يوجه نظره إلى الكاميرا وأن يقول الحقيقة.
في إطار الصفقة سيتحرر إلى غزة، إلى الضفة وإلى دول إسلامية آلاف المسلحين. لو كان القرار بيدي، مع كل الألم الذي ينطوي عليه ذلك كنت سأحرر المعتقل على أن ترى مخطوفة واحد أو مخطوف واحد نور النهار. رئيس وزراء نزيه كان ينبغي أن يقول أمس للأسرائيليين: "الصفقة التي أمامنا تلزمنا بأن نحرر كذا وكذا سجناء خطيرين، محكومين. فشلنا وعلينا أن ندفع الثمن. أنا أفعل هذا بقلب جسيم لكن بقرار مصمم، لا مفر، هذا ما نحن ملزمون بأن نفعله كي نحرر الناس الذين تركناهم لمصيرهم".
وربما، في يوم طيب، كان سيضيف أيضا الجملة التالية: قلبي مع العائلات التي تضطر لأن ترى الآن الأعداء يخرجون إلى الحرية. توجد آلاف العائلات كهذه في شعب إسرائيل وأنا أشاطرها حزنها".
للأسف، هو ليس نزيها وهو ليس زعيما. هو ليس واثقا بحكمة الشعب الذي انتخبه، بذكائه. هو يسير بعيدا في الثناء والتمجيد للشعب في خطاباته لكن لا يثق بشعبه. الشريط الذي يضعه على طرف لباسه أصفر جدا لكن ليس لديه تجاه الناس ذرة عطف. ربما كان له ذات مرة، لكن السياسة أكلت كل شيء.
نتنياهو (وعقيلته بالطبع) هو رئيس الوزراء الأول في تاريخنا الذي يحل مشاكل عائلية في بلاغ للأمة) مجد الجنود الأبطال لكنه نسي أن يمجد الوحدة في الجيش الإسرائيلي التي عملت بكد شديد كي تجلب إلى الديار كل مخطوف، إذا كان ممكنا بالمعلومات وبالقوة وبانعدام البديل بالاتفاق. اللواء احتياط نيتسان الون ورجاله بذلوا كل جهد، ابتلعوا كل مهانة، قاتلوا على كل ذرة احتمال من أجل المخطوفين. قصتهم لا بد ستروى.
هذا ليس الزمن للغرق في الفرص التي فوتت: اذا ما تدبر كل شيء سيكون هذا يوم فرح، يوم إصلاح. لكن المستقبل يجب أن نراه بعيون مفتوحة. نتنياهو وعد أمس، وعاد ووعد بان الحرب في غزة ستستأنف. بكلمات أخرى: لن تكون مرحلة ثانية.
هو لم يقل أن للتانغو هذه حاجة لاثنين، وربما ثلاثة وأربعة: لاجل استئناف الحرب حماس ملزمة بأن تخرق الاتفاق. إذا لم تخرقه فلا توجد ذريعة. العائلات وملايين الإسرائيليين الذين يؤيدونها عليهم أن يسلموا بقرار يبقي أعزائهم في الخلف، ومن شبه اليقين أن يتركوهم للموت. وترامب، رب البيت الجديد ينبغي أن يقتنع بان نتنياهو يسلب منه جائزة نوبل بيدين نقيتين. احتمال أن يحصل كل هذا ليس كبيرا.
لما كانت إسرائيل رفضت السماح بنشوء حكم فلسطيني شرعي في غزة، فإن حماس ستعود لتسيطر عليها. وهي تفعل هذا منذ الآن، برعاية وقف النار. المليارات التي ستتدفق إلى الداخل، للمعونة الإنسانية وللإعمار، ستمر عبرها. من كل الأفعال والقصورات منذ 8 أكتوبر، فإن إخفاق ترك غزة لحماس هو اصعبها.
صفقة المخطوفين هي أيضا درس في المستقبل السياسي لإسرائيل. كتلة اليمين، الإنجاز السياسي الأكبر لنتنياهو قد تكون قادرة على أن تنتصر في صندوق الاقتراع لكنها غير قادرة على أن تدير دولة. كل واحد من عناصرها لا يركز إلا على أجندته الهدامة فقط. بن غفير بزعرنته؛ سموتريتش بمسيحانيته، لفين بكراهياته، الحريديم بطفيلياتهم. الإصلاح يبدأ بإعادة المخطوفين. هو لا يمكنه أن ينتهي بها.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق