عمان- حس المسؤولية والرغبة في المساعدة ومد يد العون، عوامل مشتركة جمعت اختصاصي التغذية من مختلف محافظات المملكة ليكونوا جزءا من مبادرة "همم" لمكافحة سمنة الأطفال، التي أطلقها اختصاصي التغذية أشرف حسان، لتكون بذلك أول مبادرة بتنظيم من القطاع الخاص.اضافة اعلان
وتسعى مبادرة "همم" التطوعية المجانية إلى مكافحة سمنة الأطفال، لتقديم استشارات طبية، ومتابعة مجانية للأطفال المصابين بالسمنة أسبوعيا، حتى تتضافر الجهود وتتكامل في دعم الأسرة الأردنية لحل مشكلة السمنة التي يعاني منها العالم أجمع.
وفي حديث خاص مع "الغد"، أوضح صاحب ومؤسس المبادرة أشرف حسان، أن "همم" انطلقت في اليوم الأول من العام 2025، موضحا أنه تم العمل عليها والتحضير لها لمدة سبعة أشهر، وخلال تلك المدة تم عقد اجتماعات دورية في مختلف المحافظات للتنسيق مع جميع المراكز. مؤكدا أن هذه المهمة لم تكن سهلة، إذ شملت جميع محافظات المملكة.
وأوضح حسان أن مبادرة "همم"، مخصصة حاليا لفئة الأطفال من عمر 6 إلى 16 عاما، لافتا إلى أنها الفئة الحرجة التي تعاني من نسبة سمنة مرتفعة، ليس فقط على مستوى الأردن، بل على مستوى الوطن العربي، ولها تبعات اقتصادية وصحية.
وأشار حسان، إلى أنهم اختاروا فئة الأطفال بعد أن لاحظوا في الفترة الأخيرة، أن غالبية الحالات التي تزور مراكز التغذية هي لأطفال، حيث بدأوا يشهدون أمراضا جديدة لم تكن شائعة من قبل، مثل مقاومة الأنسولين، تكيس المبايض، السكري والضغط، مما جعل الوضع يتجه نحو الأسوأ.
وذكر أنهم كانوا نبهوا إلى هذا الأمر منذ سنوات خلال الفعاليات التي قاموا بتنظيمها، محذرين من أن عدم تدارك الوضع سيؤدي إلى كارثة، ومن هذا الباب انطلقت المبادرة.
ويضيف حسان أنهم اختاروا أن تشمل المبادرة جميع محافظات المملكة، نظرا للصعوبات الاقتصادية التي تواجهها الأسر في بعض المحافظات، حيث إن كثيرا من الأسر غير قادرة على تغطية تكاليف زيارة اختصاصي التغذية.
ويؤكد أن المبادرة ليست عملا فرديا، بل هي جهود جماعية من جميع المشاركين الذين سعوا إلى المساعدة ومد يد العون، لتكون بذلك حملة وطنية.
ويبين حسان أن فكرة المبادرة تقوم على أنه يمكن للعائلات زيارة أي عيادة تابعة للمبادرة مع أطفالهم، حيث سيتم إجراء اختبار لتحديد المشكلة التي يعاني منها الطفل، ومن ثم البدء في حلها. كما سيتم وضع برنامج علاجي للطفل، والمبادرة لا تقتصر على استشارات يومية، بل تشمل متابعة مستمرة لكل حالة.
ويقول: "إننا نسعى للوصول إلى كل بيت وقرية ومحافظة ومنطقة نائية، فليس الجميع لديه القدرة المادية نفسها. والأهم من ذلك، أننا من خلال هذه المبادرة المجانية نشجع الأهالي على الاستمرار في الاهتمام بصحة أطفالهم".
تهدف المبادرة، بحسب حسان، إلى أن تكون الشرارة التي تحفز جهات أخرى لتصبح شريكة في هذه الحملة، فالسمنة مشكلة تمس الوطن بأسره، وليست مقتصرة على فئة معينة.
ويضيف، أنهم بدأوا هذه الشرارة بهدف تحفيز مراكز أخرى للانضمام إلى المبادرة، لتستمر على المدى البعيد وتساهم في الحد من مشكلة السمنة على مستوى المملكة.
ووفقا لذلك، يشير حسان إلى أنه في اليوم الثاني من إطلاق المبادرة، تواصل معهم عدد كبير من مراكز أخرى وطلاب جامعات ومهن مختلفة يرغبون في التطوع، والانضمام للمبادرة.
والمبادرة انطلقت بـ30 مركزا من جميع محافظات المملكة، وخلال يومين فقط زاد العدد بشكل كبير، موضحا أنهم ليسوا مجموعة ثابتة، بل مرحب بكل من يرغب في المشاركة. هدفهم اليوم هو أن تكون جميع مراكز الأردن جزءا من المبادرة، فهي ليست مقتصرة على فئة معينة. كما أشار إلى أنهم أضافوا مؤخرا، 7 محافظات جديدة وهم في تحديث مستمر.
كما أن هناك أشخاصا تطوعوا مع المبادرة، مثل مستشارين في التسويق ومصممين، للعمل على الترويج والتصميم لها. هؤلاء هم الجنود الذين يعملون خلف الكواليس لنشر المبادرة.
ويؤكد حسان أن المبادرة في المستقبل بحاجة إلى دعم كبير، ولكنه لا يقصد الدعم المادي فقط، بل المعنوي أيضا. فالشكر والثناء والشعور بالتقدير لجهودهم سيعزز عزيمتهم ويزيد من عطائهم.
الغاية من المبادرة، بحسب حسان، هي إحداث فرق وتأثير في المجتمع الأردني، موضحا أن المبادرة بدأت بالتفكير في الحل قبل المشكلة وطبقتها بشكل عملي، لأنها تسعى إلى تحقيق تغيير نوعي.
"نحن سعداء بتغيير حياة طفل واحد، وإذا خرجنا هذا العام بقصة نجاح واحدة سنكون فخورين. هدفنا هو تحسين حياة الأطفال وتغييرها للأفضل" وفق حسان.
المبادرة لاقت إقبالا جيدا في أيامها الأولى ومن مختلف المحافظات، وفق حسان، مؤكدا أن حملتهم الإعلامية والمقابلات التي شاركوا فيها ساهمت في إيصال فكرة المبادرة وتحقيق أهدافهم، كما لامست قلوب العائلات.
وعن اختيار اسم "همم" للمبادرة، يوضح حسان أن اختار هذا الاسم جاء بعدما رأى الهمم والفزعة الإيجابية من جميع المحافظات. مبينا أن هناك أشخاصا لم يلتقوا بهم، لكن مشاركتهم كانت بمثابة فزعة إيجابية مع الفكرة. لذلك، كان من الضروري أن تحمل المبادرة هذا الاسم، لأنه من دون هذه الهمم جميعها لم تكن لتتحقق المبادرة على أرض الواقع.
ويذكر حسان أنه تم إنشاء صفحات للمبادرة على مواقع التواصل الاجتماعي مثل، "فيسبوك" و"إنستغرام"، حيث يتم الترويج للمبادرة ونشر أخبارها من خلال هاتين المنصتين، مع التحديثات والتطورات المستقبلية.
يقول حسان: "ما نزال في البدايات ولكن الطموح كبير"، منوها إلى أن الأهم بالنسبة للفريق هو تحقيق المبادرة للهدف المرجو منها، وهو أن تكون في نهاية العام 3 آلاف قصة نجاح لأطفال غيروا حياتهم.
ويتابع حسان: "نأمل في أن تصبح هذه المبادرة مظلة لمبادرات أخرى، وتلقى الدعم لتتوسع بشكل أكبر".
0 تعليق