الأراضي الفلسطينية.«وكالات»: توقّف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس الساعة 9,15 بتوقيت جرينتش اليوم الأحد بتأخير حوالي ثلاث ساعات بسبب رفض إسرائيل الالتزام بوقف النار قبل الحصول على قائمة بأسماء ثلاث أسيرات يفترض الإفراج عنهن خلال النهار وتأخّرت حماس لأسباب «فنية ميدانية» في تسليمها في إطار المرحلة الأولى من تنفيذ الاتفاق.
وسلك آلاف الفلسطينيين النازحين بسبب الحرب في قطاع غزة طريق العودة إلى منازلهم اليوم في اليوم الأول من دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ. وبدأ آلاف النازحين العودة إلى منازلهم. واكتظت الطرق في مدن القطاع المدمّر بأعداد كبيرة من العائدين لا سيما في الشمال سيرا على الأقدام أو في عربات تجرها دواب، حاملين أمتعتهم وخيمهم، رافعين شارة النصر، بينما حمل آخرون العلم الفلسطيني.
ودخلت أولى شاحنات المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بعد بدء تنفيذ وقف إطلاق النار، حسب ما أعلن مسؤول في الأمم المتحدة عبر منصة «إكس».
وكتب جوناثان ويتال، كبير مسؤولي الأراضي الفلسطينية المحتلة في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، «بدأت أولى شاحنات الإمداد تدخل بعد 15 دقيقة» من بدء الهدنة.
وأفاد برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة بأن المساعدات دخلت إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم الحدودي جنوبا، ومعبر زيكيم شمالا.
وبحسب تقارير إعلامية عربية، كانت هناك نحو 200 شاحنة في طريقها إلى الأراضي الفلسطينية.
وذكر مسؤول مصري اليوم أن 260 شاحنة دخلت اليوم قطاع غزة، بينها 16 شاحنة وقود.
وأكدت حركة حماس التزامها بتنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار في غزة مع دخوله حيز التنفيذ اليوم.
وقالت في بيان أورده المركز الفلسطيني للإعلام على حسابه بمنصة إكس اليوم:«نتوجه إلى شعبنا العظيم في غزة البطولة والصمود بأسمى عبارات التحية والفخر، ونجدد عهدنا معه، بأن نكون الأمناء على حقوقه والمدافعين عنها، حتى التحرير الكامل للأرض والمقدسات».
وأضافت: «كل العالم اليوم يجب أن يقف إجلالا للصمود الأسطوري لأهلنا في غزة، وتقديرا لصبرهم وتضحياتهم على مدار 471 يوما»، قائلة: «مع دخول وقف إطلاق النار؛ نؤكد التزامنا بتنفيذ بنود الاتفاق، الذي هو ثمرة صمود وصبر شعبنا العظيم، والثبات الأسطوري لمــقاومتنا الباسلة أمام آلة الإرهاب والقتل الصهيونية».
وتابعت: «أسرانا الأبطال على موعد مع الحرية ابتداء من الغد، وهو عهدنا الثابت معهم دوما، حتى يكسروا أغلال السجان ويتنسموا الحرية في سماء فلسطين».
وأشارت إلى أنها تتابع «عمليات إدخال المساعدات وإغاثة شعبنا بكل ما يلزم»، مؤكدة «بذل كافة الجهود لتوفير كل متطلبات الدعم والإسناد اللازمة لإعادة دورة الحياة في قطاع غزة إلى طبيعتها».
وبين الموعد الأساسي لبدء تنفيذ الاتفاق الساعة الثامنة والنصف صباحا، وبدء العمل به، نفّذت إسرائيل ضربات على شمال قطاع غزة أوقعت ثمانية قتلى، بحسب الدفاع المدني في غزة. وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس اليوم ارتفاع حصيلة القتلى في قطاع غزة نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية إلى 46913 منذ بدء الحرب قبل أكثر من خمسة عشر شهرا.
وتمّت عملية التسليم وسط انتشار كثيف لمقاتلين مسلحين وملثمين من حركة حماس تجمهرت حولهم حشود كبيرة.
ورفع عناصر حماس شارات النصر، فيما هتف المتجمّعون «تحية لكتائب عز الدين القسام»، الجناح العسكري لحركة حماس، و«نحنا رجالك محمد ضيف»، قائد كتائب القسام، و«على القدس رايحين، شهداء بالملايين».
وأعلن الجيش الإسرائيلي اليوم أن الرهينات الثلاث اللواتي أفرجت عنهن حركة حماس بتن في عهدة قواته في قطاع غزة.
وأوضح الجيش في بيان «الرهينات الثلاث المفرج عنهن، هن بمواكبة القوات الخاصة في الجيش الإسرائيلي وجهاز الشين بيت في طريق العودة إلى الأراضي الإسرائيلية حيث سيخضعن لفحص طبي أولي».
ويأتي ذلك في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق والتي تستمر ستة أسابيع، وسيتم خلالها إطلاق سراح 33 من أصل 98 أسيرا متبقين، نساء وأطفال ورجال فوق الخمسين عاما ومرضى وجرحى، مقابل إطلاق سراح ما يقرب من 2000 سجين ومعتقل فلسطيني.
وتشمل قائمة المعتقلين الفلسطينيين 737 سجينا من الذكور والإناث والقصر، بعضهم أعضاء في جماعات مسلحة أدينوا في هجمات أسفرت عن مقتل العشرات من الإسرائيليين، فضلا عن مئات الفلسطينيين من غزة محتجزين منذ بداية الحرب.
ووفقا لبيانات وزارة الصحة في غزة، أدت الحملة الإسرائيلية إلى استشهاد ما يقرب من 47 ألف فلسطيني.
ويشمل هذا العدد الآلاف من مقاتلي حماس وكبار القادة العسكريين للحركة، لكن مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة يقول إن معظم القتلى الذين تحقق من هوياتهم من النساء والأطفال.
وكشف وقف إطلاق النار عن التوتر داخل الحكومة الإسرائيلية، إذ سعى أعضاء ينتمون إلى التيار اليميني الديني القوي في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لعدة أشهر إلى عرقلة محاولات التوصل للاتفاق.
وأعلن حزب عوتسماه يهوديت (القوة اليهودية) الذي يترأسه وزير الأمن الوطني الإسرائيلي المنتمي إلى اليمين المتطرف إيتمار بن جفير استقالة زعيمه ووزيرين آخرين من أعضاء الحزب من حكومة نتنياهو بسبب اتفاق غزة.
وهدد وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش بالاستقالة من الحكومة الائتلافية إذا أوقفت إسرائيل الحرب على حماس في غزة. وقال الوزير المنتمي إلى اليمين المتطرف إنه لن يبقى في حكومة توقف الحرب. وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم خلال اتصال هاتفي مع رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس أهمية «عودة إدارة فلسطينية لحكم غزة بمشاركة كاملة للسلطة الفلسطينية»، على ما أعلنت الرئاسة الفرنسية.
وشدد ماكرون كذلك على أن «مستقبل قطاع غزة يجب أن يندرج في سياق دولة فلسطينية مستقبلية».
كما دعا المستشار الألماني أولاف شولتس إلى العمل لقيام دولة فلسطينية تعيش بسلام ، بعيد دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس حيّز التنفيذ.
وجاء في منشور للمستشار الألماني على منصة إكس «يتعيّن علينا أن نغتنم هذا الزخم للالتزام بالعمل لقيام دولة فلسطينية قادرة على أن تعيش بسلام جنبا إلى جنب مع إسرائيل».
0 تعليق