رسالة، ابعثها لصديقك الثرثار!

صحيفة مكة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
قل له: نعم، أحد أهدافي أن نضحك عليك يا صديقي الثرثار، لعلك تفهم أننا نضحك عليك ونتندر عليك، ونقصدك أنت، ولا نعني غيرك، لعلك تتوقف عن الثرثرة السلبية من أجل نفسك، من أجل أن يحترمك الناس، وحتى لا أبعث لك برسالة أخرى يا صديقي الثرثار، هذه بعض صفاتك:

عزيزي، يبدو أنك تجيد مقاطعة أحاديث الآخرين، فلكل قصة يرويها أحدهم تملك قصة أخرى لا تشبهها، لكنك تزعم أنها مشابهة لها بل أختها. تعلق على كل متحدث بلا استثناء، مما يجعلك مؤهلا لدور مسلّي الجماهير، و "الرجل الذي معه المايك دائما" وكما قيل "مجلس لا كذوب فيه ممل"، فكذلك مجلس فيه أنت، ونقول عنه "مجلس بلا ثرثار يكون ساكنا وهادئا".

عزيزي، أنت تمتلك فن إساءة التوقيت بإتقان. تتحدث عن زيارة تايلاند وجزيرة بالي في مجلس عزاء، وتناقش أن الجلطة تتبعها جلطات أمام مريض اكتشف للتو أن لديه تسارعا خفيفا في نبضات القلب، وتقترح على أحدهم شراء أرض بينما نحن نجمع له "عونة زواج" بالمناسبة، ليس عليك أن تكون مثل هؤلاء تماما، يكفي أن تقترب من تصرفاتهم لتصبح واحدا منهم.

عزيزي، يبدو أنك بطل في عدم فهم الإشارات المرسلة إليك. فرغم أن الجميع يغمز ويلمز بوضوح لك "ليس هذا وقت الحديث عن هذا الموضوع"، إلا أنك تستمر بلا توقف، وكأنك محصن ضد الغمزات والقرصات والتلميحات والتصريحات. لذا أنصحك بأن تختبر حواسك الخمس وتتحقق مما إذا كانت تعمل بكفاءة.

عزيزي، أنت موسوعة متنقلة في الإشاعات والترويج للكذب، وإن حاولت التحسين من ذاتك والتطوير من قدرات تصبح كحاطب ليل، تجمع كل شيء وتقول أي شيء. وإن ارتقيت أكثر، تصل إلى مرحلة تجعلنا نتساءل: هل لوجودك أي فائدة؟ فكرة: ألم تفكر يوما في اختبار أهمية وجودك؟

عزيزي، يبدو أنك تشعر وكأن ميكروفونا غير مرئي مثبتا أمام فمك طوال الوقت.

حتى بعد مغادرتك الجلسة تعاودك رغبة ملحة للعودة لأنك تذكرت نقطة غير مهمة، لكنها بالنسبة لك ضرورية للثرثرة. فتقرر إكمال ما نقص من الضوضاء والإزعاج عن طريق الاتصال بنا، وبالمناسبة، أنت من يقول دوما في الإف إم: ممكن أشارك، وهو مشارك مشارك بالقوة!

عزيزي، أنت مهندس بارع في إعادة تدوير القصص والأحاديث، ترويها مرتين بصيغتين مختلفتين وكأنك تضيف لها لمسة إبداعية. وإن ضحك عليك أحدهم مرة واحدة لأنك تعيد القصص، وأنت تظن أنك كوميدي بالفطرة، فتتمادى أكثر! لذا، أنصح من يستمع إليك أن يصدمك من البداية ويقول لك "قديمة!".

أبيات شعر لابن جذلان:
الملتزم بالصمت ما يخطي ولا يخطى عليه
أنشهد أن الصمت يحفظ للرجل شخصيته
لا تعطي الهذار وجه ولا تخاوي لك سفيه
لو ساق لك جاهه وطش عقاله وطاقيته

Halemalbaarrak@

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق