معركة التوثيق العلمي لحرب الإبادة التي شنت ضد قطاع غزة مهمة للغاية، وهنا نتحدث عن التوثيق الدقيق لكل تفاصيل الحرب المجنونة بأيامها وحتى بساعاتها الـ(13704)، ذلك أن كل ساعة منها كانت تمثل حدثا؛ ارتقاء شهيد أو مصاب أو تدمير منزل أو مسجد أو مدرسة أو جامعة أو مستشفى أو شارع أو خط مياه أو عمود كهرباء، أو ….

لحسن الحظ فهناك منظمات دولية معنية بالتوثيق، وهي بالفعل قامت بجهد كبير. ولحسن الحظ فهناك منظومة حكومية ظلت تعمل على مدار الساعة لتوثيق كل جرائم الاحتلال، وبالمناسبة فهذه المنظومة تستحق كل أوسمة الفخار حيث تحدت كل إمكانات وأدوات الكيان الإجرامية وظلت تعمل حتى آخر دقيقة من العدوان.

المطلوب تجميع كل تلك التقارير والتوثيقات على كافة الصعد؛ على صعيد البشر و كافة القطاعات؛ التعليم والصحة والبنية التحتية والبيئة.

المطلوب توثيق كافة الجرائم والمجازر خصوصا حرب التجويع وتفاصيل الحصار الذي فرض على القطاع ومن يتحمل مسؤولية ذلك.

المطلوب توثيق كافة أنواع الأسلحة التي استخدمها العدو في حربه المجنونة على القطاع ومصادر تلك الأسلحة.

المطلوب توثيق كافة التصريحات التحريضية لمسؤولي العدو التي تؤكد نيتهم ارتكاب إبادة جماعية وتطهير عرقي في قطاع غزة.

المطلوب توثيق كافة المواقف العربية والإسلامية والدولية من حرب الإبادة.

المطلوب توثيق بطولات وقصص المقاومين وتضحياتهم.

المطلوب من المهتمين والخيرين تدشين مؤسسة باسم طوفان الأقصى لتوثيق كل ما يتعلق بتلك المعركة العظيمة.

المطلوب المهم الآخر هو عكس ذلك التوثيق في أعمال وثائقية ودرامية على شاشات الفضائيات وعبر منصات التواصل الاجتماعي.

التوثيق الدرامي سيبث الروح في التوثيق العلمي، وسيمكنه من الوصول إلى كافة الشرائح الاجتماعية في العالم، وهذا يحتاج إلى جهد كبير وموارد مالية ضخمة، لكن ذلك الجهد وتلك الأموال تستحق أن تصرف في معركة تثبيت وترويج السردية الفلسطينية في العالم أجمع.

التوثيق الدرامي سيساعد في الدفاع عن سردية المقاومة وسيعلي من روح التضحية والفداء في سبيل الله وفي سبيل الدفاع الأرض والعرض.