في بعض المواقف.. دعها جانبا..!

صحيفة مكة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
قد تتشكل أحيانا بعض الضغوط في هيئة بشر، فيصبح التخلص منها أمرا صعبا إلى حد ما، فليس من السهل أن تسيطر على أمر.. التحكم فيه ليس بيدك بل بيد شخص آخر، يصبح البلاء في هذه الحالة مرتبطا ارتباطا قويا بمدى تركيز ذاك الشخص عليك وانشغاله عنك، يجعلك تدعو الله دائما "اللهم أشغله في نفسه" حتى تستطيع ممارسة حياتك اليومية بصورة جيدة، قد لا يكون هناك سبب محدد لهذه العداوة فقط عدم إحساسه بالراحة نحوك، فلم تأتِ على مزاجه كما يقولون وغير ذلك لا سبب، أو قد يكون الأمر يرجع لكونك كنت ومن سوء حظك في مكان ما ومع أشخاص هو لا يفضلهم فأصبحت من ضمن فريق العدو، حتى لو حاولت جاهدا أن ترسل له ابتساماتك الودودة باستمرار وتملئ مكانه بحديقة من الزهور، على العكس تماما فمن الأفضل أن لا تفعل، نواياك ستظل في دائرة المشكوك فيها وستبقى في قائمة المغضوب عليهم مهما حاولت إثبات أنك حمامة سلام.

لا عليك فمهما عظم الأمر هي فترة "وحتعدي" لأن شخصية بهذا المزاج المتقلب الذي يبني آراءه بناء على حدس أو عدم راحة ويصب جام ثوراته الداخلية على من حوله دون سبب مقنع.. سيأتي عليه يوم ويدير كرسيه على أشخاص آخرين بعد ظهور مسببات قوية من وجهة نظره تحسن صورتك أمامه، لعل أبسطها وصولك لمكانة لا تختلف عنه وظيفيا، أو رضاه عن زميلك الذي تسبب في كرهه لك سابقا.

وجود الحلقة الأضعف في أي منظومة هو سبب في إيجاد ثغرة يمكن الدخول بها على تلك المجموعة والتأثير على قوتها مهما كانت متماسكة، لذا ففي الغالب يتم التخلص من تلك الثغرة في أقرب فرصة مواتية، قد تطول المدة وتتحول العلاقة بين أعضاء الفريق إلى درجة من الود والألفة ويصبح إبعاد أحد أفراده محفوفا بالمشاعر المؤلمة، قد يضطر الفريق إلى إبقائه تحت سيطرة رقابية عالية عوضا عن إبعاده، بل أحيانا يصل الأمر إلى تحمل بعض أعباء العمل خاصته، وهذا ما يجعله مستمرا في ضعفه نتيجة للمداراة عنه، إنما اللوم في الأول والأخير يقع على سوء الاختيار من قبل قائد الفريق أو من أوصى به من الأعضاء، وهذا ما يحدث بالفعل عندما ترتفع توقعاتنا تجاه بعض الأفراد ونفشل في التقدير، وهو أمر وارد مهما بلغنا من الدقة وحسن التقدير المبني على الخبرة الوظيفية والحياتية أيضا، وحتى نحافظ على ما تبقى من توقعاتنا التي باءت بالفشل، لا بد من إبداء الكثير من النصح والإرشاد لذلك الشخص الذي تيقنا مسبقا أنه لا أمل منه، وأن الأمر لن يتعدى بعض الأيام ونرفع فيها راية الاستسلام والاعتراف بالخطأ، إلا أننا قد نقع في شباك الإنسانية الذي يجعلنا نخطئ التقدير، وتكون النتيجة توجه أصابع الاتهام نحونا بداية من المدير المباشر إلى صاحب المنشأة ومن باب (الترقيع لا أكثر) في حالات كهذه نقوم بعملية تدوير للموظف لعله ينجو في وظيفة أخرى ويبتعد عن قرار إنهاء الخدمات الذي سيترتب عليه فقدانه لمصدر عيشه، أو هذا ما نشعر به دون إدراك منّا أننا قد نكون السبب في استمرار فشله، وأن هذا المكان لا يتناسب مع قدراته وإمكانياته، بل لعلنا حرمناه من لحظة الاكتشاف التي قد تظهر له جلية في مكان يتناسب معه، أحيانا العاطفة تعود على المعطوف عليه بالخسارة، لأن العاطف استخدم العاطفة لا الحكمة.

eman_bajunaid@

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق