الوزير الصفدي والمراهنة على الحصان الكسيح

السبيل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يناير 23, 2025 12:12 م

فرج شلهوب

تصريحات الوزير أيمن الصفدي في دافوس..هل كانت فلتة لسان ام سياسة َمقرة ومعتمده للحكومة الأردنية؟ وما الرسالة التي تستبطنها.. عندما يقول ان الحكومة الفلسطينية/ السلطة يجب أن تحكم غزة بدون وجود لمليشيات مسلحة.. وان يكون قرار الحرب والسلم عندها حصرا؟
ما هذه المساهمة للدبلوماسية الأردنية في ترتيب البيت الفلسطيني بعد ستة عشر شهرا من حرب الإبادة على غزة والصمود الأسطوري لأهلها ومقاومتها؟؟
هل فكر الوزير وفحص مضمون تصريحه واي شيء يعني في السياسة والكياسة؟ وما فرص مثل هذا المقترح في إنتاج واقع فلسطيني سليم ومتعاف؟؟
الوزير عندما يقول الحكومة الفلسطينية يقصد حكومة رام الله التي دفنت رأسها في الرمال طيلة ستة عشر شهرا.. ولم تقدم لغزة الا الخذلان وحملات التشكيك.. والتي لم تخجل من الهجوم على مخيم جنين ومقاوَمي الضفة الذين انتصروا لمظلومية غزة.
كان يمكن تفهم تصريح الوزير لو انه دعا لتشكيل حكومة وحدة وطنية تفوض بكل ما قاله.. وان المقاومة وجودا وعدما .. مرتبط بوجود الاحتلال .. وان زوال الاحتلال هو الاستحقاق الذي يفضي لوقف المقاومة.
ولكن الوزير أخفق هذه المرة في أن ينطق بالحقيقة.. وذهب لتأكيد سياسة حكومته واختياراتها المنحازة لسلطة التنسيق الأمني.. وإدانة المقاومة.
وفي ظل واقع يميني إسرائيلي يهدد الضفة بالاجتياح.. ويعلن أن حاجة إسرائيل للتوسع شرقا باتت أكثر من ضرورة.. يصبح كلام الوزير لغوا لا يخدم قضية الفلسطينيين.. ولا الدفاع عن الأردن في وجه أطماع التوسع الصهيونية.
مَعالي الوزير فصيح اللسان.. حكومة التنسيق الأمني لا تستطيع ولا هي مؤهلة ولا قادرة على تقديم إجابة لواقع غزة.. وفي الآن ذاته لا تستطيع ولا هي مؤهلة.. للوقوف في وجه المخطط الصهيوني الذي يتهدد الضفة والأردن في قابل الايام..
معالي الوزير.. اصحى وصحصح.. الأردن اليوم يحتاج أن يتموضع في مكان ليس فقط يساعد أهل فلسطين.. بل ان يكون قادرا على أن يساعد نفسه في معركة الدفاع عن مصالحه وارضه .. وهذا لا يتأتى بما ذهبت إليه من نفخ الروح في جسد ميت تآكلت شرعيته ويبست مفاصله حتى الكساح.
فقط دعوة الأردن لتشكيل حكومة وحدة وفاق وطني فلسطيني ما يمكن أن يسهم في حل.. اشكالات الوضع الفلسطيني.. والإسهام في حماية المصالح والأرض الاردنية.
اما الانحياز غير المبرر وغير المفهوم لحكومة التنسيق الأمنى بعد كل الذي جرى.. وانكشاف عورتها وعوارها .. وفي ظل استهداف صهيوني واضح وصريح لمصالح الأردن وارضه.. فسياسة غريبة ومجازفة.. يغيب عنها استحضار الواقع.. ومعرفة ما يسر وما يضر.. ما يجلب النفع وما يؤسس للخراب.
خانك ذكاؤك هذه المرة معالي الوزير.. انت تسير في الطريق الخاطئ.. وتريد أن تواجه العاصفة بكفين فارغتين.. وقدمين تغوصان في الطين إلى ما فوق الركب.. فلا تذهب بعيدا… وعد من قريب.. لسلامتك.. وتأمينا لنفسك وما تمثل.. فسموترتش من يقف على الضفة الأخرى.. ومن خلفة إدارة ترامب التي قد لا تجد وقتا لسماع ما تبسطه من غزل خفي.. وانحناء لا ينتهي السبيل..
ودمت بخير.. والأردن العزيز.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق