أكد الكاتب الفلسطيني، نزال نزال، أن عملية تسليم حركة حماس للمحتجزات الإسرائيليات، السبت، حملت رسائل متعددة وجهتها الحركة إلى أطراف محلية ودولية.
وأوضح "نزال"، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن الرسالة الأولى كانت موجهة لإسرائيل، مفادها أن الإفراج عن المحتجزين في غزة لا يمكن أن يتم بالقوة والعنف والبارود، وهو ما أثبتته الشهور الماضية من المواجهات.
وتابع نزال: "الرسالة الثانية استهدفت الشارع الإسرائيلي، إذ تسعى حماس لتحفيز الإسرائيليين على الضغط على حكومتهم ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للمضي قدمًا في تنفيذ الاتفاق دون خروقات".
كما أشار "نزال" إلى أن الرسالة الثالثة استهدفت النخب الإسرائيلية، خاصة العلمانية منها، بهدف إثارة حراك شعبي واسع في حال تعثرت الاتفاقات.
وفيما يتعلق بالمؤسسة العسكرية الإسرائيلية، شدد "نزال" على أن حماس أرادت توجيه رسالة واضحة بأنها ما زالت قوية، وأن محاولات إسرائيل للقضاء عليها أو اجتثاثها باءت بالفشل، مشيرًا إلى تصريحات النخبة الإسرائيلية عام 2023 حول القضاء على الحركة.
وأضاف "نزال" أن حماس أرادت كذلك إيصال رسالة دولية بأنها تعاملت مع المحتجزات وفق القانون الدولي الخاص بمعاملة الأسرى، خاصة وأنهن كن يرتدين الزي العسكري.
كما أكدت الحركة من خلال الحدث أنها عنصر لا يمكن تجاوزه في أي ترتيبات سياسية مستقبلية لإدارة قطاع غزة بعد الحرب.
لماذا اختارت حركة حماس ساحة فلسطين لتسليم المحتجزات؟
وحول رمزية اختيار مكان تسليم المحتجزات في "ساحة فلسطين" وسط مدينة غزة، أوضح "نزال" أن هذا الموقع يحمل دلالات عميقة، إذ شهد معارك ضارية بين المقاومة وإسرائيل.
والتنظيم الدقيق للحدث، الذي شمل أعلامًا فلسطينية ومنصة رسمية وعرضًا عسكريًا، كان رسالة واضحة عن سيطرة حماس الكاملة على القطاع وجغرافياه، وعن الحاضنة الشعبية التي تدعم المقاومة.
واعتبر "نزال" أن المشهد، الذي وصفه بالزلزال داخل إسرائيل، فضح فشل المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية التي لم تتمكن خلال 15 شهرًا من تحديد أماكن المحتجزين أو القضاء على المقاومة.
0 تعليق