معرض الكتاب| هل الإنسانيات والرقمنة في حالة توافق أم صراع؟.. أكاديميون يجيبون

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قال الدكتور وليد رشاد زكي، أستاذ علم الاجتماع الرقمي بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، إن علاقة الإنسان بالآلة هي علاقة صراع، ولكن يبقى السؤال: من سينتصر في النهاية؟ محاولًا تقديم إجابة لهذا التساؤل.

وأضاف "زكي" خلال ندوة "الإنسانيات الرقمية" ضمن فعاليات الصالون الثقافي ببلازا 2، التي تديرها الإعلامية الدكتورة هبة حمزة، أن الرقمية أصبحت الأساس، وأصبح الإنسان تابعًا لها للأسف. ولفت إلى أن الإنسانيات الرقمية تجمع بين الأمل والإحباط، والواقع والافتراضي، مشيرًا إلى أنها تُسمى الآن "الخيمة الكبيرة"، وموضحًا أن هناك دعوة للتحرر من الرقمية.

وبسؤاله عن تأثير الذكاء الاصطناعي على الأسرة، أكد أن الأسرة حول العالم مهددة، وأشار إلى أن الدراسات المتعلقة بتأثير الذكاء الاصطناعي على الأسرة المصرية أظهرت أنه ساهم في انخفاض قيمة الطاعة بين الأبناء والآباء، وزيادة حالات الانفصال، وتراجع الثقة.

من جانبه، قال الدكتور محمد سليم سوسة، أستاذ الآداب بجامعة الفيوم، إن الذكاء الاصطناعي يختلف تمامًا عن التحول الرقمي، مشيرًا إلى أن العالم يشهد تحولًا كبيرًا في اللغة.

وأضاف "سوسة" أن الذكاء الاصطناعي يحاكي بشكل كامل ما يدور في عقل الإنسان والشبكات العصبية البشرية عبر شرائح أشباه المواصلات، التي تعتبر بمثابة عقل الآلة، والتي تمثل المعادل للغة الطبيعية للعقل البشري. وأكد أنه كان يجب على علماء اللغويات والعلوم الإنسانية والأدب التركيز على معالجة اللغة الطبيعية.

وأشار "سوسة" إلى أن الذكاء الاصطناعي يشبه "حيًا سكنيًا" تقوم فيه الآلات بمعالجة مليارات البيانات، وهو ما يفوق قدرة البشر. وأضاف أنه في كتابه فخ الحضارة ناقش العديد من الموضوعات المتعلقة بتأثير الذكاء الاصطناعي في اللغة والدين، مؤكدًا أنه يجب أن نعيد النظر في حالتنا الثقافية في ضوء هذه المستجدات، وكيفية فهم الآلات لثقافتنا بطريقتها الخاصة.

ولفت "سوسة" إلى أن الأبحاث الحديثة أثبتت أن الإنسان يفكر بالسرد، بمعنى أن اللغة هي كل شيء بالنسبة له، سواء على المستوى الفردي أو الجماعي، وأن مشكلة المضطربين النفسيين تكمن في أنهم فقدوا قدرتهم على تماسك لغتهم. وأضاف أن عصر ما قبل الذكاء الاصطناعي كان مرتبطًا بالفرد، حيث كانت الأجهزة بمثابة خزانات لبياناتنا، بينما في عصر الذكاء الاصطناعي، خرج الأمر من سيطرة الإنسان، وأصبح هناك كائنات جديدة تهيمن على البشر.

وأكد "سوسة" أن الذكاء الاصطناعي لا يستطيع فهم المجاز في النصوص التي يتعامل معها، وبالتالي تختلف نتائجه وتفسيراته للغة العربية بشكل خاص. كما أشار إلى أن نقص البيانات المتعلقة باللغة العربية في قواعد بيانات الذكاء الاصطناعي، نتيجة لخروجها من تدريس علوم الطب والهندسة، أدى إلى تراجعها في هذه القواعد.

من جانبه، قال الدكتور محمد سليم حفني، أستاذ الآداب تخصص فلسفة اللغة بجامعة سوهاج، إن كتابه العقل الإبداعي الآني يبحث في فلسفة الذكاء الاصطناعي ومسألة المنطق الرمزي، موضحًا أن العقل البشري يتميز بخصائص عقلية معينة تميزه عن الآلة، وأن علماء الحاسبات يرون أن الذكاء الاصطناعي قادر على محاكاة العقل البشري.

وأضاف "حفني" أنه مع مزيد من الدراسات قد نتمكن من الوصول إلى ذكاء اصطناعي أكثر دقة ونتائج غير متحيزة، مع الإنتباه إلى نتائجه التي قد تكون متحيزة تجاه وجهات نظر مختلفة. وأشار إلى أنه قريبًا ستتلاعب الرقمية بالجماهير وليس بالأفراد، ما قد يؤدي إلى التلاعب بالثقافات.

ولفت "حفني" إلى أن أبرز التحديات المتعلقة بتعريب العلوم مثل الطب والهندسة تأتي في وقت شهدت فيه اللغة الإنجليزية انتشارًا كبيرًا باعتبارها لغة العلم، بعد أن كانت اللغة العربية هي لغة العلم في السابق. وطالب بضرورة تقديم علومنا باللغة العربية، واستشراف مستقبل العلم في العالم العربي خلال الفترة المقبلة.

وأشار "حفني" إلى أن فكرة كتابه فلسفة الذكاء الاصطناعي جاءت نتيجة لأن الذكاء الاصطناعي قد حاكى الكثير من القدرات العقلية وتفوق عليها، في وقت يشهد فيه انتشار أدوات التعلم العميق.

382.jpg
383.jpg
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق