سلوي بكر: "الجماهر في معرفة الجواهر" مرجع غني عن الأحجار الكريمة

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أكدت الروائية الكبيرة سلوي بكر، خلال مناقشة كتاب "الجماهر في معرفة الجواهر" للمؤلف أبو الريحان محمد بن أحمد البيروني، الذي قام بدراسته وتحقيقه الدكتور طارق نازل، والصادر عن سلسلة التراث الحضاري بالهيئة المصرية العامة للكتاب، أن الكتاب يعد مرجعًا غنيًا بالمعلومات عن الأحجار الكريمة، حيث وصف فيه المؤلف الأحجار الكريمة بكل دقة وتفصيل من حيث الصفات والعيوب وأماكن وجودها، وفوائدها، وطرق إصلاحها، وجداول أسعارها في البلدان المختلفة على مر العصور. كما تناول الكتاب أشهر القطع النفيسة من هذه الأحجار.


وأشارت “بكر” إلى أن الكتاب لا غنى عنه لأي باحث أو هاوٍ للأحجار الكريمة، كما خصص فيه فصولًا عن الفلزات، وبالتحديد الزئبق والذهب ومعادنها، والفضة والنحاس والحديد والإسرب.

من جانبه، قال د. علاء الدين محمود، إن دراسة كتاب "الجماهر في معرفة الجواهر" للدكتور طارق نازل تُعد أمرًا يستحق الذكر في سياق دراسة علم المعادن، مشيرًا إلى أن ما يزيد من إعجابنا هو أن المؤلف البيروني لم يكن عالمًا في المعادن وحسب، بل ألف في العديد من العلوم، من بينها كتاب يُعد من أبرز الدراسات الأنثروبولوجية الرائدة، وهو "تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة"، الذي يُعتبر بحق المشروع التأسيسي لعلم الأنثروبولوجيا.
وأضاف: دراسة كتاب "الجماهر" أثبتت معلومات لم يكن بوسعنا معرفتها سابقًا بشأن قيمة الماس لدى العرب والمسلمين، حيث لم يكن له المنزلة الرفيعة التي خصه بها أهل الهند، إذ أظهر البيروني أن الماس كان يُعتبر أقل قيمة من العديد من الأحجار الكريمة الأخرى مثل الياقوت والزمرد واللؤلؤ.


وتابع: "ذكر البيروني نصًا جاء فيه: وليس يميز أهل العراق وخراسان بين أنواع الألماس وألوانه وكلها عندهم سواء بمثابة واحدة إذ لا يستعملونه في غير الثقب والتسميم ولا يعظمونه تعظيم الهند إياه".


وأوضح الدكتور علاء الدين محمود أنه على الرغم من أن الكتاب قد تم تحقيقه ونشره سابقًا، حيث كانت أولى طبعاته بواسطة المستشرق الألماني فريتز كرنكو عام 1936م في حيدر آباد بالهند، إلا أن الطبعة التي صدرت عن هيئة الكتاب المصرية قد قدمت إضافة كبيرة من حيث التحقيق والدراسة، حيث أثبتت أن البيروني قد سبق عصر النهضة في نقل علم المعادن من مرحلة العلم الوصفي الذي كان يعتمد بشكل أساسي على وصف اللون والصلابة والملمس، إلى مرحلة العلم الدقيق الذي يعتمد على الأرقام والمعادلات الحسابية.

وفي السياق نفسه، أكد الدكتور طارق نازل، أن كتاب البيروني يبرز تأكيدًا لتقديم ذكر الماس على الجواهر الأخرى، حيث قال: "لأنه فاعل في الياقوت فيما دونه وغير منفعل بشيء فوقه ولا يتأثر مما دونه".


وأضاف نازل أن التحقيق أثبت بما لا يدع مجالًا للشك أن المسلمين والعرب قد سبقوا العالم الغربي بنحو خمسة قرون في دراسة الخواص البلورية والبصرية للماس.


وأشار إلى تعليق أحد علماء الغرب، الباحث الروسي بورمين، الذي استشهد بفقرات من كتاب بليني، العالم الروماني الشهير، الذي أبدى تعجبًا من أنه لم يشر إلى القيم الجمالية للماس.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق