قال د.محمد عبد الرحيم البيومي، الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الدينية، إن الله سبحانه وتعالى علّم آدم الأسماء كلها لضبط المصطلحات وتحقيق الدقة في المعلومات، وهو أمر اعتمده الهدهد بفطرته النقية التي أودعها الله فيه.
معرض القاهرة الدولي للكتاب
وعند الحديث عن منهجية الفتوى وصناعتها، بيَّن البيومي، خلال ندوة بجناح دار الإفتاء بمعرض للكتاب أن هذه العملية تعتمد على 12 علمًا تتفرع إلى أربعة علوم رئيسية، لذلك يجب على المفتي أن يكون متخصصًا وواعيًا بالمذهبية.
أشار إلى خطورة أن يتصدى غير المؤهلين للإفتاء قائلًا إن من يفعل ذلك فهو على خطر عظيم، كأنه يغتصب منصب الألوهية؛ لأن المفتي هو الموقع عن الله، كما قال تعالى: "ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام".
وساق د.البيومي قصة عن أحد العلماء في العراق الذي كان يُحرَج من قول "لا أدري". فقال له الناس: "ألا تستحي من قول لا أدري؟" فرد قائلًا: "إن الملائكة لم تستحِ أن تقول: لا علم لنا".
أكد ضرورة إدراك المفتي لأهمية المدخلات الذاتية التي تمكنه من نقل العلم والفتوى بمسؤولية، مشددًا على أن المستفتي أحيانًا يطلب الدليل رغم أنه قد لا يكون مؤهلًا لفهمه أو إسقاطه على الواقع.
وأشار إلى ثلاثية أساسية في صناعة الفتوى: الأول طلب الدليل، والثاني فهم الدليل، والثالث إسقاط الدليل على الواقع.
أوضح أن هذه الخطوات تجعل من الفتوى صناعة محترمة تراعي عقل المفتي والمستفتي، مشيرًا إلى أن ليس كل ما يُعرف يقال، وليس كل ما يقال يصلح أن يُطرح على العامة. واستشهد بقول الله: "فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين."
وختم البيومي بالإشارة إلى مراعاة ابن عباس لحال المستفتي عندما سُئل عن القتل من رجل أراد أن يهلك الحرث والنسل، حيث قدم إجابة تتناسب مع واقع السائل وظروفه.
0 تعليق