الأم الفلسطينية جنة الأسير والشهيد

السبيل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

فبراير 1, 2025 5:07 م

كاتب- علي سعادة

دائما وأبدا تكون الأم الفلسطينية هي أول من تستقبل الأسير المحرر، أو الشهيد، لا يسبقها إليه حتى الأب نفسه.
هي أول من يسأل عنه الأسير في سجنه أو في حريته، هي من تزوره في سجنه وتسعى حثيثة للمس يديه من خلف الشبك الحديدي، ومن بين نظرات السجان الحاقد، وهي زيارات قليلة على أية حال.
أحد الأسرى لم تكن تهمه الزنزانة الانفرادية المظلمة والرطبة والموحشة والمؤبدات، سأل فقط : أمي عايشة والا ميتة؟
ودائما يكون الحضن الأول لها، ولا أحد يجرؤ على مقاطعتها وهي تقبل ابنها وتحتضنه، الكل يقف ينتظر دوره حتى تنهي الأم طقوس الحب العفوية والفوضوية، ولها من طقوس تطول أو تقصر بناء على شغف الأم.
وفي ظاهرة تكاد تخص الأسرى، فإن أول ما يفعله الأسير المحرر هو تقبيل قدمي الأم التي تنحني بكل حنان وصلابة لترفعه عاليا إلى أحضانها، مكانك هنا قريبا من قلبي وليس عندي قدمي، قريبا من وجهي حتى أسمع أنفاسك ودقات قلبك وحرارة لقياك، وأراك تقبل يدي فينبت عليها الورد والزنبق.
الأم حين يستشهد ابنها أو يسجن، تذهب معه في الحالتين، يبقى عقلها وقلبها معه، لا يغيب عن بالها في جميع تفاصيل حياتها، وهي تعد الطعام أو تشاهد نشرات الأخبار على أمل خبر يريح قلبها، أو وهي تصلي مع نسمات الفجر وتدعو بعيون غارقة بالدمع بأن تقر عينها ولا تحزن برؤيته يدخل عليها البيت فاتحا ذراعيه.
ولأن للأم قلب مثل أفئدة الطير، لا يحتمل كل ذلك، فقد خصها الله برباط على قلبها، كما حال أم موسى لتكون من المؤمنين بوعد الله.
جاء أحدهم إلى الرسول الكريم يطلب الجهاد، فقال: هل لك أم؟ قال: نعم، قال: فالزمها فإن الجنة تحت رجليها.
هل حين ينحني الأسير عند رجلي الأم فهو بذلك يطلب جنتها، ويشم رائحة عبيرها.
الأم نعمة بدونها ستضل الطريق وتبقى أسير الخيبة، ابق قريبا دائما وأقم ما شاء الله لها الإقامة قريبا من جنتها.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق