دلالات اقتصاد العافية في السعودية لعام 2024

صحيفة مكة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
أصدر معهد العافية العالمي (GWI)، الرائد في أبحاث صناعة العافية، تقريرا جديدا يكشف عن تفاصيل مثيرة حول اقتصاد العافية في المملكة العربية السعودية، والذي يقدر بنحو 19.8 مليار دولار، حيث تبرز الأرقام أن هذا القطاع يحتل مكانة بارزة كأحد أسرع أسواق العافية نموا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث حققت سياحة العافية بمفردها معدل نمو سنوي متوسط قدره 66% بين عامي 2020 و2022.

تحدثت سوزي إليس، رئيسة مجلس إدارة GWI، عن الدلالات الواضحة لنمو سوق العافية في المملكة، مشيرة إلى المرونة الكبيرة التي أظهرها، والتي تعود جزئيا إلى الاستثمارات الاستراتيجية المنصوص عليها في رؤية المملكة 2030، وذكرت أن المملكة لم تقتصر على التعافي من آثار الجائحة، بل تجاوزت أيضا مستويات الأداء المسجلة قبل الوباء في عام 2019.

شراكة وتحول شامل نحو التنوع الاقتصادي

تتوفر المعلومات الجديدة من خلال منصة جغرافية العافية التابعة لـGWI، وذلك بفضل الشراكة مع شركة Red Sea Global، التي تبرز بكونها مطورا عقاريا متكاملا. هذه الشراكة، التي استمرت على مدار العام، ساهمت أيضا في تعزيز ظهور مشاريع العافية في فعاليات GWI الدولية، مما يساعد في تسليط الضوء على القطاع المتنامي في المملكة.

أوضحت ليندسي مادن نادو، مديرة العافية في Red Sea Global، أن المملكة تشهد واحدة من أكثر التحولات إثارة في تاريخها، بدعم من رؤية 2030 التي تهدف إلى بناء مجتمع نابض بالحياة واقتصاد متنوع، وأكدت أن هذا التعاون قد أسفر عن تقرير السوق الذي يساعد في فهم التوجهات المستقبلية، مع آمال في تعزيز التعاون مع الشركاء السعوديين في عام 2025.

العافية كركيزة اقتصادية

يعمل مشروع أمالا الضخم على إقامة شراكات مع علامات تجارية عالمية مرموقة، مثل Clinique La Prairie وEquinox Hotels، لتقديم تجارب صحية متميزة للزوار، وهذه التعاونات ستسمح للضيوف بالاستمتاع بتجارب جديدة كل مرة يزورون فيها أمالا، مما يعزز من مكانة المملكة كمركز للرفاهية والعافية.

تعتبر السياحة، بما في ذلك سياحة العافية، واحدة من الركائز الأساسية لرؤية 2030، حيث تهدف المملكة إلى خلق اقتصاد مستدام ومتوازن، وقد حققت المملكة إنجازا تاريخيا باستقبال أكثر من 100 مليون سائح في عام 2023، وهو ما يعكس نجاح استراتيجياتها الطموحة، ووفقا للبيانات الحكومية، ارتفعت حصة السياحة من الناتج المحلي الإجمالي من 3% إلى 7% منذ إطلاق رؤية 2030، مع هدف للوصول إلى 10% بحلول عام 2030.

إحصائيات قوية تعكس النمو

تظهر بيانات GWI أن قطاع السياحة الصحية وحده ينمو بمعدل سنوي متوسط يبلغ 66%، بينما حققت القطاعات المجاورة، مثل الينابيع الحرارية حيث احتلت المركز 111 عالميا، والمنتجعات الصحية بمعدلات نمو تقدر بـ41.5% و35.6% على التوالي. علاوة على ذلك، شهد قطاع العقارات الصحية زيادة مذهلة بنسبة 23.4% سنويا منذ عام 2020.

تقدم السعودية مزيجا من التراث الصحي والمناظر الطبيعية الخلابة، بما في ذلك الشواطئ الرملية الممتدة وأشجار المانغروف الشاطئية، كما يمكن للزوار الاستمتاع بالعلاجات التقليدية المستمدة من الطب الإسلامي والعربي، مما يوفر تجربة غنية تعزز من الصحة والرفاهية، وعلى المستوى الاقتصادي فإننا يمكن أن نرى هذا التغير وذلك التأثير والتغيرات الجذرية في قطاع سياحة العافية، إذ تحتل المملكة المرتبة 67 عالميا، بزيادة قدرها 66% وعائدات بلغت 0.5 مليار دولار، كما جنى قطاع المنتجعات الصحية ومراكز الاسترخاء المتشعبة في كل من قطاع السياحة وكذلك على مستوى المواطنين عائدات بلغت 0.6 مليار دولار بزيادة قدرها +35.6% لتحتل بذلك المملكة المرتبة 31 على مستوى العالم.

لمحة عن اقتصاد العافية بأشكاله المختلفة

يعكس التغير الذي حدث وكم الجهد المبذول في تعزيز نمو اقتصاد العافية بمختلف روافده، حين نلقى نظرة سريعة على أبرز قطاعات العافية في السعودية وحجم السوق الذى يشهد ارتفاعا ملحوظا وبارزا في كل قطاع على انفراد، حيث إن هذا الإدراك الكبير والعميق من المؤسسات المعنية بتمكين رؤية المملكة فيما يتعلق بالعافية كمفهوم متشعب ومتجذر، ليس فقط في جانب واحد وصورة واحدة وإهمال البعض الآخر، وإنما التأكد من تنشيط وتفعيل وإدماج مفهوم العافية بأشكالها المختلفة وصورها المتعددة، هذا بطبيعة الحال يعود بالنفع على الفرد والمجتمع واقتصاد الدولة وحتى السياح المحبين للعافية برونق وطابع المملكة، نجده جليا في الأرقام بكل وضوح، حين نستعرض ترتيب المملكة في القطاعات المختلفة من العافية على مستوى العالم وحجم الزيادة في هذا القطاع مقارنة بالأعوام السابقة وكذلك حجم التجارة والاقتصاد الخاص بهذا القطاع.

قطاع التغذية والأكل الصحي

إذا ما أردنا تقسيم القطاعات المعنية بصحة الفرد والمجتمع في آن واحد - لأنه بالنهاية التأثر والتأثير على الفرد سيؤثر بالتبعية على المجتمع الكبير ككل - فإن ألقينا نظرة على الأرقام التي تتعلق بقطاع الغذاء والوزن والذي يشمل الأكل الصحي وأساليب التغذية الصحيحة وفقدان الوزن؛ فإننا نرى صعودا لترتيب المملكة في هذا القطاع والذي حل في المرتبة 27، بإجمالي زيادة في العائدات بمقدار +5.5%، وحجم اقتصاد بلغ 5.8 مليارات دولار.

الجانب الرياضي للعافية والنشاط البدني

واستكمالا للمنحى نفسه والقطاعات التي تتمركز حول الاهتمام والعناية بصحة المواطن السعودي كركيزة أساسية لرؤية 2030 في تنشئة وتكوين وتمتع المواطن بصحة جيدة، باعتبار أن صحة الفرد الركيزة الأساسية في تمتع المواطن بجسد وعقل سليم ومن ثم ضمان كونه فردا منتجا مفيدا لمجتمعه، فإننا نستكمل في هذا السياق القطاعات الأخرى التي تدور في الفلك نفسه، فإن تطرقنا لقطاع النشاط البدني، نجد أن المملكة تحتل إحدى المراكز العالمية المتقدمة في هذا القطاع وهو المركز 25، وقد كان إحدى الأمور التي تخطت التوقعات، وبزيادة بلغت +16.6%، وعائدات بلغت 4.7 مليارات دولار.

اقتصاد الجمال والعناية الشخصية

وفي مجال العناية الشخصية والجمال: كانت المملكة في المركز الـ41 على مستوى العالم، بزيادة بلغت +9.6% وحجم تجارة واقتصاد بلغ 4.4 مليارات دولار، وفي مجال الصحة العامة والوقاية والطب الشخصي ارتقت المملكة إلى المركز 25 مع ارتفاع في العائدات بمقدار +6.5% واقتصاد بلغ 2.5 مليار دولار، أما عن قطاع العافية في مكان العمل: جاءت في المركز الـ15، بعائدات بلغت 0.5 مليار دولار بنسبة +2.8%.

اقتصاديات الطب التقليدي والتكميلي

أما في مجال الطب البديل والتكميلي، كان المركز الـ61 على العالم من نصيب المملكة العربية السعودية، بزيادة بلغت +5.3% بواقع 0.2 مليار دولار، كما أن لمستحضرات وعقارات العافية حضورا بارزا متمثلا في ارتفاع نسبتها بمقدار +23.4% أي ما يعادل 0.2 مليار دولار محتلة بذلك المركز 39 في ترتيب دول العالم، وجاءت المملكة في المرتبة الـ34 على مستوى العالم في اقتصاد العافية كلية بمجموع أجزائه، وبلغ إجمالي اقتصاد العافية 19.8 مليار دولار بنسبة زيادة وصلت إلى +10.6%.

ختاما، تُظهر هذه الأرقام أن هناك إمكانيات هائلة للنمو في قطاع العافية بالمملكة، مما يؤكد على أهمية هذا المجال في تعزيز الاقتصاد السعودي وتحقيق رؤية 2030 الطموحة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق