هل نملك "بنكاً" للعقول؟!

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

لولا الأفكار، ولولا الابتكار، لما وصلنا اليوم لعالم مليء بالاختراعات المفيدة.

لكن لنطور هذه الجملة قليلاً، إذ لولا "الحاجة" ولولا "المشاكل" ولولا "الأخطاء" ولولا "الأضرار"، لما وجدنا كثيراً من الأمور المرتبطة بالتحسين والتطوير تتحقق، وهنا تصدق المقولة دوماً بأن "الحاجة أم الاختراع".

لو كان الإنسان لا يمتلك نعمة التفكير، لما اختلف حاله عن حال كثير من المخلوقات، رغم أن حكمة رب العالمين اقتضت بأن كل "روح" يرتبط وجودها بـ"التفكير"، وكل مخلوق في هذا الكون يفكر، بل من تفكير مخلوقات أخرى يستلهم البشر كثيراً من الأمور. أولم يتعلم قابيل من الغراب كيف يدفن الموتى، وذلك بعد أن قتل شقيقه هابيل؟!

عموماً، الفكرة هنا بأن المجتمعات التي تدعم التفكير، وتشجع عليه، بل تجعله هو والابتكار والإبداع "أسلوب حياة" و"مناهج تعلّم" و"طرائق أداء"، هي المجتمعات التي لا تقف عند نقطة محدّدة فيما يتعلّق بالتطور والنماء، بل هي المجتمعات التي تفكر بذكاء بشأن التعلّم من أخطاء الماضي وتطوير الحاضر وبالتالي بناء المستقبل.

جميل ما أراه في البحرين، وتحديداً ما يصدر من أعلى الهيكل التنفيذي، خصوصاً ما يدعمه بقوة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء في هذا الجانب. ولست فقط أتحدث عن مبادرة "فكرة" والتي تحولت لمسابقة رفيعة تتنافس فيها العقول، بل أتحدث عن مبادرات عديدة كلها تصبّ في خانة الدعوة إلى إشعال "ثورة العقول" في جانب التفكير الإبداعي والابتكاري.

ولا أؤمن بأن الهدف هنا ينحصر في تحفيز الطاقات الوطنية على تقديم المشاريع والأفكار الجديدة بغية التنافس على حصد المراتب المتقدّمة والجوائز، بقدر ما هي رغبة في دفع هذا المجتمع المهني إلى التفكير، والخروج من القوالب الجامدة لروتين العمل والأداء، والانفتاح على العالم ومحاولة مواكبة عمليات التفكير الإبداعي وإيجاد الحلول وصنع وابتكار الجديد.

ما ألحظه وأتابعه هنا، بأننا في كل عام بشأن "فكرة" نجد أفكاراً جديدة، أفكاراً عملية يمكن تطبيقها والاستفادة منها، ما يعني أننا اليوم نمتلك رصيداً ضخماً من المشاريع التطويرية والأفكار الجديدة التي يُمكن تنفيذها بنجاح، وهذا أمر لا يُعتبر فقط أمراً إيجابياً، بل نحن نتحدّث عن "بنك للمشاريع"، بنك لا ينضب.

بيد أن المميّز، هي تلك الحالة التي خُلقت في هذا المجتمع، وفي قطاعاته، حالة "التفكير الدائم"، وحالة "البحث عن الجديد والمميّز"، وبحجم المشاريع التي تقدّم وبعدد الشخوص التي تشارك، نجد أننا أمام حالة تفرض علينا الفخر والاعتزاز، إذ كم لدينا من العقول والطاقات التي تبدع وتبحث وتقدم الجديد، وهذا يعني أيضاً بأن لدينا "بنكاً للعقول المميّزة"، وهنا نتحدث عن ثروة وطنية ينبغي الاعتزاز بها وزيادة مخزونها.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق