عند الحديث عمّا جرى ويجري في سورية، فإنّ السؤال المطروح هو هل سيتم حكم سورية حكماً عقائديا وشمولياً، أم أن هناك فرصة لدولة مدنية أم ستكون خليطًا من الدولة المدنية مع مسحة إسلامية، وفي حكم المؤكد فإن هذا سيتجسد في الدستور الذي تستعد له الدولة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع والمؤتمر التحضيري الموعود لإصداره، التوقعات المبنية على الأقوال والأفعال لا تنبئ بسماء دمشقية صافية، فالغيوم ما زالت تتلبد فوق قصر الرئاسة السورية الذي يؤمّه الزوار من كل حدب وصوب والأنباء تتوارد عن حادث اعتقال أو اشتباك أو تصفية هنا وهناك، والتوقعات والآراء تتراوح بين التفاؤل والتشاؤم وبين التوجه إلى تبني مفهوم الدولة المدنية واستبعاد تبني نظام حكم شمولي نظراً للأمثلة الحيّة في العقود الماضية، ونستذكر تعثر الجماعات المسلحة الإسلامية وإنغلاقهم في دولتهم المعزولة في أفغانستان، وعلى نفس المنوال انهيار نظام الحكم الشيوعي الذي وصل إلى طريق مسدود، فانهارت جمهورياته فجأة كأحجار الدومينو.اضافة اعلان
الحركات الإسلامية في الدول العربية حاولت أن تستفيد من تجربة ما آل إليه الحكم الشمولي ومنها حركة الإصلاح في تونس، التي أدركت أن ما ترفعه بعض الحركات الإسلامية ذات البعد الإقليمي أن للإسلام السياسي ثوابت لا يمكن المساس بها أو مخالفتها، لم تعد كذلك وأن المنطق والغاية يتطلبان إعادة إنتاج هذه الثوابت لتتلاءم مع الظروف السياسية المتحركة بما يؤمن لهم الوصول إلى سدة الحكم.
والآن نحن بصدد الترقب والاجتهاد بما ستؤول اليه الاوضاع بسورية، التي يحكمها على أرض الواقع فصيل رئيس وملحقاته من فصائل تابعة تتفاوت بين المطالبة بالحكم الشمولي أو اتباع النهج التركي، بين دولة ذات دستور ديمقراطي حر يستند الى الانتخابات وتداول السلطة وتكون الشريعة أحد مصادر التشريع وبين دستور إسلامي وبرلمان منتخب ودستور مستمد من مبادئ الشريعة الإسلامية بالكامل.
بدأت حركة النصرة بتعصيب أيديولوجي عبر عنه أحمد الشرع في أكثر من مقابلة، قبل مقابلته الأخيرة مع الـ CNN والتي أظهرت تغيراً واضحاً ورئيسا عن قناعته السابقة أيام حكم إدلب، فقد جرى إعداده وتقديمه بعد عمليات تجميلية بالمظهر والمخبر وبدأت بتشذيب ذقنه واستبدال سرواله الفضاض ببدلة تركية الصنع وربطة عنق غربية، واستبدل هو توجهاته وتطلعاته، فمن فرض الجزية على غير المسلمين إلى المناداة بدولة التنوع والطوائف والمساواة والعدالة للجميع.
أما على الصعيد المخبر، فقد تلقى ثوابت السياسة العامة المقبلة لحكم سورية على عدة جلسات، ويبدو أن الرجل فهم الدرس وهو يبلي بلاء حسناً، فأولوياته هي إعادة إعمار سورية، التشاركية مع الجميع، البعد عن الخوض بالقضية الفلسطينية، عدم معاداة إسرائيل علانية، العدالة الانتقالية، الحفاظ على وحدة سورية، والخلاصة أن الغموض والتقية هي ما يرشح عن نوايا الحركة وقائدها الذي يلاقي قبولاً من أغلبية الشعب السوري حتى الآن، ويحج إليه وزراء خارجية الدول العربية والأوروبية بعد أن افتتح التسجيل الوفد الأميركي الذي كان مطلعاً على مجريات الأحداث والتطورات مع التركي صاحب المبادرة والمشروع والمشرف على سيناريو تعميده رئيساً للجمهورية في المشهد القادم.
الحركات الإسلامية في الدول العربية حاولت أن تستفيد من تجربة ما آل إليه الحكم الشمولي ومنها حركة الإصلاح في تونس، التي أدركت أن ما ترفعه بعض الحركات الإسلامية ذات البعد الإقليمي أن للإسلام السياسي ثوابت لا يمكن المساس بها أو مخالفتها، لم تعد كذلك وأن المنطق والغاية يتطلبان إعادة إنتاج هذه الثوابت لتتلاءم مع الظروف السياسية المتحركة بما يؤمن لهم الوصول إلى سدة الحكم.
والآن نحن بصدد الترقب والاجتهاد بما ستؤول اليه الاوضاع بسورية، التي يحكمها على أرض الواقع فصيل رئيس وملحقاته من فصائل تابعة تتفاوت بين المطالبة بالحكم الشمولي أو اتباع النهج التركي، بين دولة ذات دستور ديمقراطي حر يستند الى الانتخابات وتداول السلطة وتكون الشريعة أحد مصادر التشريع وبين دستور إسلامي وبرلمان منتخب ودستور مستمد من مبادئ الشريعة الإسلامية بالكامل.
بدأت حركة النصرة بتعصيب أيديولوجي عبر عنه أحمد الشرع في أكثر من مقابلة، قبل مقابلته الأخيرة مع الـ CNN والتي أظهرت تغيراً واضحاً ورئيسا عن قناعته السابقة أيام حكم إدلب، فقد جرى إعداده وتقديمه بعد عمليات تجميلية بالمظهر والمخبر وبدأت بتشذيب ذقنه واستبدال سرواله الفضاض ببدلة تركية الصنع وربطة عنق غربية، واستبدل هو توجهاته وتطلعاته، فمن فرض الجزية على غير المسلمين إلى المناداة بدولة التنوع والطوائف والمساواة والعدالة للجميع.
أما على الصعيد المخبر، فقد تلقى ثوابت السياسة العامة المقبلة لحكم سورية على عدة جلسات، ويبدو أن الرجل فهم الدرس وهو يبلي بلاء حسناً، فأولوياته هي إعادة إعمار سورية، التشاركية مع الجميع، البعد عن الخوض بالقضية الفلسطينية، عدم معاداة إسرائيل علانية، العدالة الانتقالية، الحفاظ على وحدة سورية، والخلاصة أن الغموض والتقية هي ما يرشح عن نوايا الحركة وقائدها الذي يلاقي قبولاً من أغلبية الشعب السوري حتى الآن، ويحج إليه وزراء خارجية الدول العربية والأوروبية بعد أن افتتح التسجيل الوفد الأميركي الذي كان مطلعاً على مجريات الأحداث والتطورات مع التركي صاحب المبادرة والمشروع والمشرف على سيناريو تعميده رئيساً للجمهورية في المشهد القادم.
0 تعليق