في إطار فعاليات الدورة الـ56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، استضافت قاعة "فكر وإبداع" ضمن محور "كاتب وكتاب" ندوة ثقافية لمناقشة المجموعة القصصية "بطاقة حي بن يقظان" للكاتب أسامة ريان.
شارك في النقاش الكاتبة عبير العطار، والكاتب مجدي نصار، وأدارت النقاش الدكتورة شادن دياب، المهندسة الكيميائية.
في بداية الندوة، رحبت الدكتورة شادن دياب بالحضور، مؤكدة أن أسامة ريان هو موسوعة علمية متنقلة، حيث درس الفيزياء وله أكثر من خمس مجموعات قصصية.
وأضافت أن شخصيات المجموعة القصصية تتحرك في حركة ديناميكية، وكأنها تتحرك أمام القارئ، لافتة إلى أن لغة القصص بسيطة وتحتوي على مشاهد حركة تميل للمشاهد السينمائية، كما تميل إلى التأمل والرؤية العميقة.
من جانبها، أوضحت الكاتبة عبير العطار أن أسامة ريان استدعى في كتاباته فلسفة الروح والعقل والكون، واصفة المجموعة القصصية بأنها "متوالية قصصية" يلعب بها الكاتب ببراعة.
وأضافت أن التكثيف الأدبي غير موجود في العمل، وأنه كان يُقال لريان إن لديه "نَفَسا روائيًا" وليس نفس مجموعة قصصية.
الدين والصوفية
وأشارت إلى أن الكاتب تناول الدين والصوفية والروح والكون والحياة، وكان يسعى للتعبير عن "حياة كاملة" وكأنه يستعيد عقله ويستخدمه للتأمل.
وأوضحت العطار أن الكاتب يحارب من أجل الوقت، وأنه في هذه المرة دق "مسمارًا في صندوق الحياة" ليوقظنا على الوعي الحقيقي.
وذكرت أن المجموعة تحتوي على صراعات متعددة بين الماضي والحاضر، العقل والنقد، مع سعي الكاتب لربط الحاضر بالماضي وتوقعاته للمستقبل.
كما أضافت أن القصص تميل إلى فن النحت والرسم وكيفية محو الألم من النفس البشرية باستخدام العقل.
من جهته، أوضح الكاتب مجدي نصار أن العنوان ربط بين "البطاقة (ATM)" كأحد علامات الحداثة وبين أسطورة حي بن يقظان في التاريخ.
وأشار إلى أن أسامة ريان تناول الواقع كما يراه، سواء كان تاريخيًا أو أسطوريًا، وجمع بين العوالمين بشكل تمازجي.
وأضاف أن الكاتب جمع بين السرد والشاعرية، وجمع بين الواقعي والمجازي، مما أضفى على العمل لغة ممتعة.
وأوضح نصار أن المجموعة القصصية جمعت بين السرد والتحليل، والواقع والخيال، وأن الكاتب تناول بعض الفنون وتجلياتها في النص.
كما أشار إلى أن أسامة ريان لا يقدم المضمون بشكل مباشر، بل يفضل التشفير، ما يجعل القصص تحتوي على تساؤلات أكثر من الحسم، مما أضفى شعرية على النصوص. وأضاف أن الزمن في القصص اتخذ طابعين: خطي ومتسلسل من جهة، ومتشقٍ من جهة أخرى، مما يتيح الوصول إلى مفهوم الزمن الدائري والنفسي والذهني، وأن أغلب القصص تدور في الواقع الذهني للكاتب.
أما مؤلف العمل، الكاتب أسامة ريان، فقد أعرب عن شكره للضيوف والحضور، موضحًا أن فكرة الزمن محيرة، وأن الإنسان يشعر بالحيرة في تعامله مع الزمن.
وأشار إلى أن فكرة الحساب بالزمن والخبرات تكون متبادلة بأشكال مختلفة. وأوضح أن بعض الشخصيات التاريخية والأسطورية مثل حي بن يقظان، في حقيقة الأمر، أكثر حداثة من الحاضر، وأن المسألة ليست مجرد قياس زمني، بل إن أفكار هؤلاء الشخصيات ما زالت حاضرة حتى اليوم.
واختتم الكاتب حديثه قائلًا: "قد كتبت عن مراحل إنسانية متعددة، وأنا مرتبط بالقصة القصيرة ولن أقدم إلى غيرها، وأؤمن تمامًا أن المعارف موجودة في العقل البشري، وتكمن التحديات في كيفية إزالة المشوشات الخارجية". ثم قرأ بعض نصوص مجموعته القصصية "بطاقة حي بن يقظان", التي تعبر عن حالة الحيرة التي تغلب على الإنسان.
0 تعليق