عمان - بعد قمة القاهرة الأخيرة، وما شهدته من رفض عربي قاطع لمقترحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى الأردن ومصر، تبلور تحرك غربي يهدف للتأثير على إدارة ترامب بهذا الشأن، كشفت عنه بيانات وتصريحات صدرت عن دول أوروبية، تعبر فيها عن قلقها من مقترحات ترامب التهجيرية للفلسطينيين، وتدعو الى احترام حقوق الشعب الفلسطيني.اضافة اعلان
مراقبون رأوا، انه ولغاية اللحظة، لم تظهر مؤشرات قوية على نجاح التحرك الغربي بتغيير موقف ترامب وإدارته من التهجير، وهنا يتبدى، أن التأثير الغربي في هذه المسألة محدود، بخاصة في ظل تمسك الإدارة الأميركية بمواقفها وسياساتها تجاه القضية الفلسطينية. وهو ما يظهر أيضا جهة منظمات حقوقية دولية، انتقدت مقترحات ترامب، واعتبرتها انتهاكا للقانون الدولي وحقوق الإنسان، ومع ذلك، ما يزال من غير الواضح، مدى تأثير تلك الانتقادات على الأميركيين.
وفي احاديث منفصلة لـ"الغد"، أبدى مراقبون، تصورا يفيد بأن التحرك الغربي بعد اجتماع وزراء خارجة ست دول عربية في القاهرة، يمكنه تحقيق نجاح ملموس بتغيير سياسات إدارة ترامب بشأن غزة.
وقد أكد المشاركون في الاجتماع السبت الماضي، استمرار الدعم الكامل لصمود الفلسطينيين على أرضهم وتمسكهم بحقوقهم، ورفض المساس بتلك الحقوق غير القابلة للتصرف، سواء عبر الأنشطة الاستيطانية، أو الطرد وهدم المنازل، او ضم الأرض، او إخلاء تلك الأرض من أصحابها، بالتهجير أو بتشجيع نقل او اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم بأي صورة من الصور، أو تحت اي ظروف ومبررات، بما يهدد الاستقرار وينذر بمزيد من امتداد الصراع للمنطقة، ويقوض فرص السلام والتعايش بين شعوبها.
وهذا الموقف العربي القاطع برفضه للتهجير، يسهم بدعم التحرك الغربي، وسواه في هذا الجانب، ويفتح الباب على اكثر من احتمال، للحد من المقترح الاميركي، المبني على انحياز كامل للاحتلال ضاربا عرض الحائط بحقوق الفلسطينيين في ارضهم.
نائب عميد كلية الأمير الحسين بن عبدالله الثاني للعلوم السياسية بالجامعة الأردنية د. أيمن صالح البراسنة، أكد ان البيان الذي خرج به اجتماع القاهرة، مهم جدا، بخاصة وانه جاء عقب إصدار ترامب تصريحاته التي طالب فيها الأردن ومصر بقبول انتقال أهالي غزة اليهما.
وأفاد البراسنة، أن البيان، أكد رفض طلب ترامب، لانه يتواءم مع طموحات اليمين الصهيوني في الكيان، وحكومة رئيس وزراء الاحتلال المتطرف بنيامين نتنياهو، ورفض تهجير الفلسطينيين من ارضهم. في المقابل، شدد على المطالبة بسلام عادل ودائم وشامل في المنطقة.
وأكد أهمية الاجتماع، باعتباره "خطوة مهمة ومتقدمة في التنسيق العربي"، مشيرا في هذا الجانب الى أن التضامن الأردني المصري، ووحدة المواقف والتنسيق بينهما متجذران، وقد ظهر ذلك خلال إدارة ترامب الأولى، وهو أيضا ما عكسته زيارات جلالة الملك المتكررة للقاهرة.
ولفت الى أن جلالته عمل جاهداً إبان فترة ترامب الأولى على تثبيت الموقف المصري، عبر التنسيق الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، لرفض سيناريو تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، وبالتالي فإن تصريحات ترامب لم تكن مفاجئة بل كانت متوقعة للعرب.
واضاف البراسنة، إن "ترامب في إدارته الأولى، جاء بصفقة القرن، التي انطوت على رؤية أميركية، تريد إنشاء حكم ذاتي فلسطيني على ان يكون تحت سيادة الاحتلال الى جانب تهجير الفلسطينيين. لكن هذه الصفقة لم تتحقق بفعل صلابة الموقفين الأردني والمصري".
وأوضح أن ترامب الذي كرر تصريحاته بشأن التهجير أكثر من مرة، يتفق مع طموحات اليمين الليكودي في الكيان، ويتماهى مع حكومة اليمين المتطرف، وتحمل هذه التصريحات محاذير، أبرزها أن مشكلة الاحتلال تتبلور بعقدة الديموغرافيا الفلسطينية، اذ إن هناك سبعة ونصف مليون فلسطيني يعيشون في وطنهم المحتل فلسطين، وهذا بدوره يؤرق الكيان واحلامه بإقامة دولة يهودية مستقرة، لذا ففن القانون الذي أقره الكينست الصهيوني باسم قانون اساس، في العام 2018، أي بمعنى انه يرتقي لمرتبة القوانين الدستورية، يتبلور مضمونه بإقرار قطعي ليهودية الكيان.
وقال البراسنة، إن الاستيطان وتوسعه في الضفة الغربية، ينكر في الوقت نفسه على الفلسطينيين حقهم بتقرير مصيرهم وإقامة دولتهم المستقلة، بل ويذهب لترسيخ نظرة الكيان بأن الفلسطينيين، أقلية ولا ينظر إليهم كشعب أو كقومية.
واستكمل: "من هنا، فإن سيناريو تهجير الفلسطينيين قديم جديد، أرادت حكومة نتنياهو المتطرفة مع وصول ترامب الى سدة حكم اميركا مرة ثانية، استغلال هذه الفرصة، باعتباره داعما لطروحات اليمين الصهيوني، لتنفيذ مثل هذا السيناريو، ولكن في الوقت نفسه، على الدول العربية التحرك على نحو فردي وجماعي للوقوف صفا واحدا ضد هذا السيناريو، فتهجير الغزيين إلى سيناء، أو أهل الضفة الغربية للأردن، يعني ترحيل المشاكل الأمنية والجيوسياسية من الأراضي المحتلة إلى خارجها، بمعنى أنه وكأننا ننقل المعركة خارج الأرض الفلسطينية المحتلة، وهو ما لن تقبل به عمان والقاهرة، وسترفضان ان تكونا محور مواجهة في المستقبل مع الكيان في ذلك، وبالتالي فهذا يعتبر تصفية للقضية الفلسطينية، ولن تقبل به البلدان، وموقفهما حاسم جهته.
وقال البراسنة، إن تثبيت الفلسطينيين في أراضيهم، يحتاج حاليا لمبادرة عربية، تتبلور بعقد مؤتمر دولي لاعمار غزة، لتثبيت الفلسطينيين وتوفير حياة كريمة لهم، بخاصة وان ترامب واليمين الصهيوني في الكيان، يتذرعون بدوافع، تزعم بأنهم يريدون ترحيل الفلسطينيين مؤقتا، وتوفير حياة كريمة لهم، الى ان ينتهي اعمار قطاع غزة، ولكن هذه المزاعم تخفي في طياتها دوافع سياسية، تتطلع في المقام الأول لتهجيرهم، وبمعنى آخر، التخلص من الديموغرافيا الفلسطينية عن طريق الترانسفير، وهذه سياسة صهيونية معروفة للعالم أجمع، هدفها التهجير القسري.
واكد انه "لا يمكن للدول العربية ولا للأردن ومصر القبول بهكذا سيناريو، لأنه يضر بالمصالح الاستراتيجية والأمنية والحيوية لها، ناهيك عن أنه يعتبر تصفية للقضية الفلسطينية على نحو لا ترغب برؤيته. وبالتالي رفض طموحات الاحتلال الاستيطانية التوسعية للكيان الذي يريد فيها التخلص من الكتلة البشرية السكانية الفلسطينية بدفعها للتهجير، وهذا سيدفن الحلم بقيام الدولة الفلسطينية".
وأتم: إذا لاحظنا بأن كل تصريحات الاحتلال، ترفض فكرة إقامة دولة فلسطينية، فإن خيار الدولة الواحدة (الفلسطينيين والصهاينة) إذا افترضنا بأن الكيان سيوافق على هذا الحل، يعني أن الكتلة الفلسطينية الديمغرافية ستكون الأوفر حظا، ولن يكون مستغربا وصول رئيس وزراء فلسطيني لهذه الدولة الواحدة، لكن هذا لن يقبل به الكيان، اما القبول بحل الدولتين فمعناه بأن هناك 800 ألف مستوطن في الضفة يجب ترحيلهم، ما سيؤدي لبوادر حرب أهلية بين اليهود أنفسهم، وهذا ايضا لن يرضى به الكيان، لذلك فإنه مرفوض في الأحوال كافة، إقامة دولة فلسطينية، أو اندماج الفلسطينيين مع الاحتلا بدولة واحدة، من هنا، يبدو للكيان أن سيناريو التهجير لمصر والأردن هو الأفضل لديه، بخاصة لدى اليمين المتطرف، لكن أيضا على الادراك بأنه سيناريو لا يجد قبولا على اي مستوى في المنطقة العربية، وتحديدا في مصر والأردن.
وقال رئيس الجمعية الأردنية للعلوم السياسية د. خالد الشنيكات، إن أي "تحرك عربي او دولي او ثنائي، يمثل عاملا مهما لثني إدارة ترامب عن ارتكاب أي تهجير للفلسطينيين"، مضيفا أنه "بنظرة واقعية إلى إمكانية التهجير من عدمها، فإننا سنجد أنه ببساطة، يرتبط بالموقف المصري بحكم الجوار الجغرافي مع القطاع".
وأوضح شنيكات، ان هناك استحالة لمرور الغزيين عبر معبر رفح اذا قررت مصر إغلاقه، كما هو معتاد، وهناك متغير آخر او عامل آخر مهم في هذا الجانب، وهو صعوبة انتقال أهالي غزة او تركهم لأرضهم، بمعنى ان الغزيين لن يتركوا وطنهم تحت اي ظرف.
وأضاف "ومع توقف القتال - على الاقل - حتى اليوم، فان مغادرة أهالي غزة لأرضهم لن تكون بتلك السهولة التي يتصورها ترامب واليمين الصهيوني في الكيان. وبقى هناك متغير إعادة الاعمار، وهو ما طرح في مؤتمر القاهرة، اذ ان إدخال مواد الاعمار والبناء للقطاع، بالإضافة للمساعدات الإنسانية والاقتصادية والصحية، كلها عوامل مساعدة في تمكين الغزيين من أرضهم".
وأتم: هناك عوامل اخرى متعلقة برؤية ترامب للمنطقة، إذ قد تكون هناك صفقة كاملة تستثني التهجير، وقد تشمل الدول العربية، بحيث يحصل على تطبيع العرب الكامل مع الكيان، مقابل وقف التهجير والاعتراف بكيان سياسي فلسطيني كجزء من حل الصراع، بخاصة وان استحضار السلام يمثل هدفا له كما صرح قبيل تنصيبه وبعده، من انه اتى لينهي الحروب ويبدأ عهدا جديدا من السلام في المنطقة والعالم.
الخبير العسكري والاستراتيجي نضال ابوزيد، أكد ان التحرك العربي الذي نجم عن اجتماع القاهرة، شكل عاملا ضاغطا على تصريحات ترامب حول تهجير الفلسطينيين من غزة الى مصر والاردن، بخاصة وان مخرجات الاجتماع، جاءت ممثلة لوجهة نظر عربية موحدة لست دول متأثرة بقرار ترامب حول التهجير، لكن هذا العامل غير كاف اذا ما اقترن باختراق دبلوماسي للمواقف الدولية التي تعزز رؤية الاجتماع.
واصاف ابو زيد، "ثمة تحركات اردنية بدأت مبكرا، أي فور الانتهاء من الاجتماع، تمثلت بلقاء وزير الخارجية ايمن الصفدي وزراء ومسؤولين اوروبيين مثل نظيرته السلوفينية، التي اعلنت رفض بلادها للتهجير، وكذلك ممثلة منظمة حقوق الانسان في الاراضي المحتلة، التي رفضت بدروها التهجير، ما يوحي بان حراكا اردنيا بدأ بتحقيق اختراقات دبلوماسية للمواقف الدولية، برغم ان هذه الخطوة تحتاج الى زخم الدعم العربي لها، ليتمكن الاردن من البناء عليها".
واشار الى ان تعنت ترامب بتنفيذ التهجير، بدا واضحا بإصراره على ما صرح في هذا الجانب، وقد يتعزز عشية لقائه بنتنياهو في واشنطن، لكن زيارة جلالة الملك لواشنطن للقاء ترامب الاسبوع المقبل، قد تحقق اختراقا للموقف الاميركي، لاسيما وان الخطاب الأردني له احترامه في دوائر القرار الاميركي الذي يشكل ايضا عاملا ضاغطا، يضاف للموقف العربي والاختراقات للمواقف الغربية.
ولفت ابوزيد، الى ان مخرجات اجتماع القاهرة والتحركات الاردنية في المساحة السياسية الاوروبية، لعبت دورا في اطار معادلة اردنية ذكية، ساهمت بنفي معادلة ان الأردن بلا خيارات، بخاصة بشأن خطوة ادارة ترامب التي حاولت تسييس ملف المساعدات الأميركية للأردن.
مراقبون رأوا، انه ولغاية اللحظة، لم تظهر مؤشرات قوية على نجاح التحرك الغربي بتغيير موقف ترامب وإدارته من التهجير، وهنا يتبدى، أن التأثير الغربي في هذه المسألة محدود، بخاصة في ظل تمسك الإدارة الأميركية بمواقفها وسياساتها تجاه القضية الفلسطينية. وهو ما يظهر أيضا جهة منظمات حقوقية دولية، انتقدت مقترحات ترامب، واعتبرتها انتهاكا للقانون الدولي وحقوق الإنسان، ومع ذلك، ما يزال من غير الواضح، مدى تأثير تلك الانتقادات على الأميركيين.
وفي احاديث منفصلة لـ"الغد"، أبدى مراقبون، تصورا يفيد بأن التحرك الغربي بعد اجتماع وزراء خارجة ست دول عربية في القاهرة، يمكنه تحقيق نجاح ملموس بتغيير سياسات إدارة ترامب بشأن غزة.
وقد أكد المشاركون في الاجتماع السبت الماضي، استمرار الدعم الكامل لصمود الفلسطينيين على أرضهم وتمسكهم بحقوقهم، ورفض المساس بتلك الحقوق غير القابلة للتصرف، سواء عبر الأنشطة الاستيطانية، أو الطرد وهدم المنازل، او ضم الأرض، او إخلاء تلك الأرض من أصحابها، بالتهجير أو بتشجيع نقل او اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم بأي صورة من الصور، أو تحت اي ظروف ومبررات، بما يهدد الاستقرار وينذر بمزيد من امتداد الصراع للمنطقة، ويقوض فرص السلام والتعايش بين شعوبها.
وهذا الموقف العربي القاطع برفضه للتهجير، يسهم بدعم التحرك الغربي، وسواه في هذا الجانب، ويفتح الباب على اكثر من احتمال، للحد من المقترح الاميركي، المبني على انحياز كامل للاحتلال ضاربا عرض الحائط بحقوق الفلسطينيين في ارضهم.
نائب عميد كلية الأمير الحسين بن عبدالله الثاني للعلوم السياسية بالجامعة الأردنية د. أيمن صالح البراسنة، أكد ان البيان الذي خرج به اجتماع القاهرة، مهم جدا، بخاصة وانه جاء عقب إصدار ترامب تصريحاته التي طالب فيها الأردن ومصر بقبول انتقال أهالي غزة اليهما.
وأفاد البراسنة، أن البيان، أكد رفض طلب ترامب، لانه يتواءم مع طموحات اليمين الصهيوني في الكيان، وحكومة رئيس وزراء الاحتلال المتطرف بنيامين نتنياهو، ورفض تهجير الفلسطينيين من ارضهم. في المقابل، شدد على المطالبة بسلام عادل ودائم وشامل في المنطقة.
وأكد أهمية الاجتماع، باعتباره "خطوة مهمة ومتقدمة في التنسيق العربي"، مشيرا في هذا الجانب الى أن التضامن الأردني المصري، ووحدة المواقف والتنسيق بينهما متجذران، وقد ظهر ذلك خلال إدارة ترامب الأولى، وهو أيضا ما عكسته زيارات جلالة الملك المتكررة للقاهرة.
ولفت الى أن جلالته عمل جاهداً إبان فترة ترامب الأولى على تثبيت الموقف المصري، عبر التنسيق الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، لرفض سيناريو تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، وبالتالي فإن تصريحات ترامب لم تكن مفاجئة بل كانت متوقعة للعرب.
واضاف البراسنة، إن "ترامب في إدارته الأولى، جاء بصفقة القرن، التي انطوت على رؤية أميركية، تريد إنشاء حكم ذاتي فلسطيني على ان يكون تحت سيادة الاحتلال الى جانب تهجير الفلسطينيين. لكن هذه الصفقة لم تتحقق بفعل صلابة الموقفين الأردني والمصري".
وأوضح أن ترامب الذي كرر تصريحاته بشأن التهجير أكثر من مرة، يتفق مع طموحات اليمين الليكودي في الكيان، ويتماهى مع حكومة اليمين المتطرف، وتحمل هذه التصريحات محاذير، أبرزها أن مشكلة الاحتلال تتبلور بعقدة الديموغرافيا الفلسطينية، اذ إن هناك سبعة ونصف مليون فلسطيني يعيشون في وطنهم المحتل فلسطين، وهذا بدوره يؤرق الكيان واحلامه بإقامة دولة يهودية مستقرة، لذا ففن القانون الذي أقره الكينست الصهيوني باسم قانون اساس، في العام 2018، أي بمعنى انه يرتقي لمرتبة القوانين الدستورية، يتبلور مضمونه بإقرار قطعي ليهودية الكيان.
وقال البراسنة، إن الاستيطان وتوسعه في الضفة الغربية، ينكر في الوقت نفسه على الفلسطينيين حقهم بتقرير مصيرهم وإقامة دولتهم المستقلة، بل ويذهب لترسيخ نظرة الكيان بأن الفلسطينيين، أقلية ولا ينظر إليهم كشعب أو كقومية.
واستكمل: "من هنا، فإن سيناريو تهجير الفلسطينيين قديم جديد، أرادت حكومة نتنياهو المتطرفة مع وصول ترامب الى سدة حكم اميركا مرة ثانية، استغلال هذه الفرصة، باعتباره داعما لطروحات اليمين الصهيوني، لتنفيذ مثل هذا السيناريو، ولكن في الوقت نفسه، على الدول العربية التحرك على نحو فردي وجماعي للوقوف صفا واحدا ضد هذا السيناريو، فتهجير الغزيين إلى سيناء، أو أهل الضفة الغربية للأردن، يعني ترحيل المشاكل الأمنية والجيوسياسية من الأراضي المحتلة إلى خارجها، بمعنى أنه وكأننا ننقل المعركة خارج الأرض الفلسطينية المحتلة، وهو ما لن تقبل به عمان والقاهرة، وسترفضان ان تكونا محور مواجهة في المستقبل مع الكيان في ذلك، وبالتالي فهذا يعتبر تصفية للقضية الفلسطينية، ولن تقبل به البلدان، وموقفهما حاسم جهته.
وقال البراسنة، إن تثبيت الفلسطينيين في أراضيهم، يحتاج حاليا لمبادرة عربية، تتبلور بعقد مؤتمر دولي لاعمار غزة، لتثبيت الفلسطينيين وتوفير حياة كريمة لهم، بخاصة وان ترامب واليمين الصهيوني في الكيان، يتذرعون بدوافع، تزعم بأنهم يريدون ترحيل الفلسطينيين مؤقتا، وتوفير حياة كريمة لهم، الى ان ينتهي اعمار قطاع غزة، ولكن هذه المزاعم تخفي في طياتها دوافع سياسية، تتطلع في المقام الأول لتهجيرهم، وبمعنى آخر، التخلص من الديموغرافيا الفلسطينية عن طريق الترانسفير، وهذه سياسة صهيونية معروفة للعالم أجمع، هدفها التهجير القسري.
واكد انه "لا يمكن للدول العربية ولا للأردن ومصر القبول بهكذا سيناريو، لأنه يضر بالمصالح الاستراتيجية والأمنية والحيوية لها، ناهيك عن أنه يعتبر تصفية للقضية الفلسطينية على نحو لا ترغب برؤيته. وبالتالي رفض طموحات الاحتلال الاستيطانية التوسعية للكيان الذي يريد فيها التخلص من الكتلة البشرية السكانية الفلسطينية بدفعها للتهجير، وهذا سيدفن الحلم بقيام الدولة الفلسطينية".
وأتم: إذا لاحظنا بأن كل تصريحات الاحتلال، ترفض فكرة إقامة دولة فلسطينية، فإن خيار الدولة الواحدة (الفلسطينيين والصهاينة) إذا افترضنا بأن الكيان سيوافق على هذا الحل، يعني أن الكتلة الفلسطينية الديمغرافية ستكون الأوفر حظا، ولن يكون مستغربا وصول رئيس وزراء فلسطيني لهذه الدولة الواحدة، لكن هذا لن يقبل به الكيان، اما القبول بحل الدولتين فمعناه بأن هناك 800 ألف مستوطن في الضفة يجب ترحيلهم، ما سيؤدي لبوادر حرب أهلية بين اليهود أنفسهم، وهذا ايضا لن يرضى به الكيان، لذلك فإنه مرفوض في الأحوال كافة، إقامة دولة فلسطينية، أو اندماج الفلسطينيين مع الاحتلا بدولة واحدة، من هنا، يبدو للكيان أن سيناريو التهجير لمصر والأردن هو الأفضل لديه، بخاصة لدى اليمين المتطرف، لكن أيضا على الادراك بأنه سيناريو لا يجد قبولا على اي مستوى في المنطقة العربية، وتحديدا في مصر والأردن.
وقال رئيس الجمعية الأردنية للعلوم السياسية د. خالد الشنيكات، إن أي "تحرك عربي او دولي او ثنائي، يمثل عاملا مهما لثني إدارة ترامب عن ارتكاب أي تهجير للفلسطينيين"، مضيفا أنه "بنظرة واقعية إلى إمكانية التهجير من عدمها، فإننا سنجد أنه ببساطة، يرتبط بالموقف المصري بحكم الجوار الجغرافي مع القطاع".
وأوضح شنيكات، ان هناك استحالة لمرور الغزيين عبر معبر رفح اذا قررت مصر إغلاقه، كما هو معتاد، وهناك متغير آخر او عامل آخر مهم في هذا الجانب، وهو صعوبة انتقال أهالي غزة او تركهم لأرضهم، بمعنى ان الغزيين لن يتركوا وطنهم تحت اي ظرف.
وأضاف "ومع توقف القتال - على الاقل - حتى اليوم، فان مغادرة أهالي غزة لأرضهم لن تكون بتلك السهولة التي يتصورها ترامب واليمين الصهيوني في الكيان. وبقى هناك متغير إعادة الاعمار، وهو ما طرح في مؤتمر القاهرة، اذ ان إدخال مواد الاعمار والبناء للقطاع، بالإضافة للمساعدات الإنسانية والاقتصادية والصحية، كلها عوامل مساعدة في تمكين الغزيين من أرضهم".
وأتم: هناك عوامل اخرى متعلقة برؤية ترامب للمنطقة، إذ قد تكون هناك صفقة كاملة تستثني التهجير، وقد تشمل الدول العربية، بحيث يحصل على تطبيع العرب الكامل مع الكيان، مقابل وقف التهجير والاعتراف بكيان سياسي فلسطيني كجزء من حل الصراع، بخاصة وان استحضار السلام يمثل هدفا له كما صرح قبيل تنصيبه وبعده، من انه اتى لينهي الحروب ويبدأ عهدا جديدا من السلام في المنطقة والعالم.
الخبير العسكري والاستراتيجي نضال ابوزيد، أكد ان التحرك العربي الذي نجم عن اجتماع القاهرة، شكل عاملا ضاغطا على تصريحات ترامب حول تهجير الفلسطينيين من غزة الى مصر والاردن، بخاصة وان مخرجات الاجتماع، جاءت ممثلة لوجهة نظر عربية موحدة لست دول متأثرة بقرار ترامب حول التهجير، لكن هذا العامل غير كاف اذا ما اقترن باختراق دبلوماسي للمواقف الدولية التي تعزز رؤية الاجتماع.
واصاف ابو زيد، "ثمة تحركات اردنية بدأت مبكرا، أي فور الانتهاء من الاجتماع، تمثلت بلقاء وزير الخارجية ايمن الصفدي وزراء ومسؤولين اوروبيين مثل نظيرته السلوفينية، التي اعلنت رفض بلادها للتهجير، وكذلك ممثلة منظمة حقوق الانسان في الاراضي المحتلة، التي رفضت بدروها التهجير، ما يوحي بان حراكا اردنيا بدأ بتحقيق اختراقات دبلوماسية للمواقف الدولية، برغم ان هذه الخطوة تحتاج الى زخم الدعم العربي لها، ليتمكن الاردن من البناء عليها".
واشار الى ان تعنت ترامب بتنفيذ التهجير، بدا واضحا بإصراره على ما صرح في هذا الجانب، وقد يتعزز عشية لقائه بنتنياهو في واشنطن، لكن زيارة جلالة الملك لواشنطن للقاء ترامب الاسبوع المقبل، قد تحقق اختراقا للموقف الاميركي، لاسيما وان الخطاب الأردني له احترامه في دوائر القرار الاميركي الذي يشكل ايضا عاملا ضاغطا، يضاف للموقف العربي والاختراقات للمواقف الغربية.
ولفت ابوزيد، الى ان مخرجات اجتماع القاهرة والتحركات الاردنية في المساحة السياسية الاوروبية، لعبت دورا في اطار معادلة اردنية ذكية، ساهمت بنفي معادلة ان الأردن بلا خيارات، بخاصة بشأن خطوة ادارة ترامب التي حاولت تسييس ملف المساعدات الأميركية للأردن.
0 تعليق