في الخامس من فبراير من كل عام، تحتفل مملكة البحرين بذكرى تأسيس قوة دفاع البحرين، التي تُعد إحدى الركائز الأساسية للأمن والاستقرار في البلاد.، حيث قامت قوة الدفاع منذ تأسيسها في عام 1968 بدورٍ حيوي في حماية البلاد والمساهمة في تطويرها على مختلف الأصعدة، منذ ذلك الحين حتى الآن شهدت قوة الدفاع تطوراً كبيراً في جميع جوانبها، بما في ذلك التجهيزات العسكرية والتدريبات والتكنولوجيا المستخدمة.
فمهام قوة دفاع البحرين متعددة ومتشعبة، وتشمل حماية الحدود البرية والبحرية والجوية، والتصدي للتهديدات الداخلية والخارجية، والمساهمة في جهود الإغاثة الإنسانية. كما تلعب قوة دفاع البحرين دوراً بارزاً في التحالفات الإقليمية والدولية، مما يعزز مكانة البحرين على الساحة العالمية.
وعلى مدار العقود الستة الماضية، حققت قوة دفاع البحرين العديد من الإنجازات الهامة. فقد نجحت في تطوير قدراتها الدفاعية والتكنولوجية، وأثبتت جدارتها في مختلف العمليات العسكرية والتدريبات المشتركة. وبالإضافة إلى ذلك، قامت بمشاركة فعّالة في العمليات الإنسانية والإغاثية في المناطق المتضررة من الكوارث الطبيعية والنزاعات.
ولإيمان قوة دفاع البحرين بالعنصر النسائي، أتاحت المجال للنساء أيضاً للانخراط في الخدمة العسكرية. وتلعب النساء دوراً حيوياً في مختلف الوحدات والأقسام، مما يعكس التزام البحرين بالمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة. وبفضل التدريب المتقدم والتجهيزات الحديثة، تمكنت النساء في قوة دفاع البحرين من تحقيق إنجازات مشرفة والإسهام بفعالية في حماية الوطن.
يلعب الابتكار في المجال العسكري دوراً محورياً في تطوير قدرات قوة دفاع البحرين. إذ تسعى قوة دفاع البحرين دائماً لتبني أحدث التقنيات والأساليب العسكرية المتقدمة. ولقد استحدثت قوة دفاع البحرين جائزة ناصر بن حمد للابتكار العسكري، التي تعُد الأولى من نوعها محلياً وإقليمياً، وتحمل رسالة واضحة تؤكد على نشر وترسيخ ثقافة الابتكار لدعم الإبداع وتطوير المهارات ورفع الكفاءة والجاهزية، وتبني أفكار الموهوبين والمتميزين وتوفير بيئة تنافسية في تقديم ابتكارات فعالة تسهم في تطوير الأداء والارتقاء بالمؤسسة العسكرية البحرينية وإطلاق الطاقات والفكر للمبدعين من أبناء الوطن ومن منسوبي قوة دفاع البحرين، وبالتالي القدرة على تطوير ورفع الكفاءة والجاهزية، وتأهيل الكوادر الوطنية، وإعدادها للتعامل مع التقنيات الحديثة والاستراتيجيات العسكرية المتقدمة. وما فوز وزارة الدفاع في مسابقة "فكرة" لتطوير العمل الحكومي إلا شاهداً آخر على المستوى المتقدم لمنسوبي هذا القطاع، وفي ملتقى الدفاع والأمن الوطني الذي أقيم قبل أسبوع في البحرين، تم عرض العديد من الابتكارات والتكنولوجيا العسكرية الحديثة التي تعزز من قدرات القوات المسلحة. هذا الملتقى عكس بشكل جلي التزام البحرين بالمضي قدماً في تطوير وتعزيز قوة دفاعها.
رأيي المتواضع
إذا كانت البحرين جسداً فقوة دفاع البحرين هو جهازها المناعي، فهو خط الدفاع الأول، الذي يهب لنجدة الجسم من أي خطر، وهو الذي يحميها من أي مسببات أو تدخلات خارجية، وفي هذه الذكرى العزيزة، نعبّر عن تقديرنا العميق لجهود وتضحيات رجال ونساء قوة دفاع البحرين، ونتمنى لهم المزيد من النجاح والتقدم في مسيرتهم النبيلة.
0 تعليق