مناقشة "رقصة الموناليزا" للروائي نصر عبدالرحمن في معرض القاهرة الدولي للكتاب

مصر تايم 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

شهدت قاعة “فكر وإبداع” في بلازا 1، مساء اليوم، مناقشة رواية “رقصة الموناليزا” للكاتب نصر عبد الرحمن، وذلك ضمن محور ملتقى الإبداع (الأعمال الروائية) في معرض القاهرة الدولي للكتاب بدورته الـ56.

 

أدارت الندوة عائشة المراغي، وشارك في مناقشة الرواية كل من الدكتور رضا عطية، الناقد الأدبي، والناقد عمر شهريار.


استهلت عائشة المراغي الندوة بالترحيب بالحضور، وأشادت بالأعمال الروائية للكاتب نصر عبد الرحمن، مشيرةً إلى تميزه بأسلوب سردي مختلف ورؤية خاصة في الكتابة.

 

من جانبه، قال الدكتور رضا عطية إنه بعد قراءة الرواية، وجد أن الكاتب استخدم لغة شاعرية بسيطة استكمالًا لمشروعه السردي، حيث تسرد البطلة في كل مرة جزءًا من أفكارها ومعاناتها خلال مراحل حياتها المختلفة، مما يتيح للقارئ فرصة التعرف على مشاهد متنوعة من تجربتها.

 

معاناة البطلة

وأضاف أن استخدام الكاتب لضمير المتكلم عزز الإحساس بمعاناة البطلة، حيث يشعر القارئ بأن صوتها هو صوته، وصرختها هي صرخته، مما يجعله يعيش أفكارها وأزماتها، التي قد تتقاطع مع مواقفه الحياتية.

 

أوضح الدكتور رضا عطية أن لكل رواية بناءها الخاص، الذي يعكس أسلوب الكاتب، مشيرًا إلى أن تنوع البناء الروائي يعتمد على عدة عوامل، منها الزمن، المكان، الشخصيات، ومدى تشابكها مع الأحداث، سواء في الحاضر أو الماضي أو المستقبل.

 

وأضاف أن الكاتب، في كثير من الأحيان، يكون مفعولًا به أكثر من كونه فاعلًا فيما يخص الشخصيات، إذ يحدد تاريخ الأدب موقعه في السرد. كما أكد أن عملية الإبداع معقدة للغاية، إذ يتحكم فيها الوعي بقدر معين، واللاوعي بقدر آخر؛ فالوعي يسيطر خلال مرحلتي التحضير والمراجعة، بينما يكون للاوعي دورٌ محوريٌ أثناء الكتابة الفعلية، حيث قد يُفاجأ الكاتب بأفكار لم يكن مخططًا لها.

 

وأشار عطية إلى أن البعض يفسر ذلك على أنه “إلهام”، لكنه لا يؤمن بهذا المفهوم بالمعنى الرومانسي القديم، بل يرى أن “النص يكتب ذاته”. لذا، يحرص الكاتب الجاد على تغذية لاوعيه بكل ما يخدم كتابته، من خلال القراءة، المشاهدة، المناقشات، الملاحظة، التفكير، والشعور.

907.jpeg
مناقشة "رقصة الموناليزا" بمعرض الكتاب

 

تحليل كلمات وفصول الرواية

من جانبه، أشار الناقد عمر شهريار إلى أنه قام بتفكيك وتحليل كلمات وفصول الرواية، وسبر أغوار ما وراء الكلمات والمشاعر. واستشهد ببعض العبارات الواردة في الرواية، مثل:

 

“دروس التعبير والإنشاء التي زُغتُ منها وحصلت على درجات متدنية فيها، هناك فرصة ثانية للنجاح، وكأنها كل بنات حواء وحفيداتهن يستقبلن الحياة كل طلعة نهار وكأنها آخر حياة، ولذلك يرتشفن رحيق الزهور حتى الثمالة، يتهادين بين فتلات النسيج بخطوات القطط، يطربهن الثناء، ويوهمن المتغزل بوهم اللقاء، يرعبهن منظر الورود الجافة، ولذلك ينفقن بلا عقل على نصابي التجميل.. الجنة تحت أقدامهن، وفي الطرقات السباب بأطهر أعضائهن، وكأنها فراشة، يرقة، حرباء، ملكة نحل، غزالة، قطة، وكأنها امرأة جمعت كل زوايا اليابسة وشطآن الخلجان وقباب الصلوات وترانيم الدعوات، وظلت هي التي بلا هي، لا تكتمل الحياة.”

 

أضاف عمر شهريار أن الروايات العالمية غالبًا ما تنطلق من بيئة محلية، مستشهدًا بتجربة نجيب محفوظ، الذي استلهم أعماله من أحياء القاهرة. وأوضح أن رواية “رقصة الموناليزا” تنطلق من مدينة دكرنس، مما يمنحها بعدًا محليًا يمكن أن يلقى صدى عالميًا.

 

وأشار إلى أن بطلة الرواية تعاني رفضًا لجسدها المادي، وهو ما أثر على نفسيتها بشكل كبير، مضيفًا أن هذا الجانب يعكس صراعات داخلية عميقة تم توظيفها بمهارة داخل السرد.

 

اختُتمت الندوة بنقاش مفتوح بين الكاتب والجمهور، حيث أجاب نصر عبد الرحمن على أسئلة الحاضرين، وتحدث عن رؤيته في الكتابة وتأثير تجربته الأدبية في تشكيل أسلوبه السردي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق