ديسمبر 14, 2024 1:15 م
السبيل
يوافق، يوم السبت، الذكرى الـ37 لانطلاقة حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وتأتي ذكرى الانطلاقة للعام الثاني على التوالي، في ظل استمرار معركة “طوفان الأقصى”، ووسط ظروف صعبة وقاهرة يعيشها أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مع تواصل حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على القطاع، وعمليات التدمير والتجويع والحصار الخانق.
وتعتبر حماس مقاومة الاحتلال الإسرائيلي المشروع الاستراتيجي لها، وتعمل إلى جانب ذلك في مختلف الميادين، سواء السياسية والدبلوماسية والإعلامية والثقافية والجماهيرية والاجتماعية والإغاثية والتعليمية”، حسب موقعها الرسمي.
النشأة والتأسيس
وفي 14 كانون الأول/ديسمبر 1987، تأسست حركة حماس على يد مجموعة من قادة جماعة الإخوان المسلمين في قطاع غزة، كان أبرزهم الشيخ أحمد ياسين.
وتزامنت انطلاقة الحركة مع بداية اندلاع أحداث الانتفاضة الفلسطينية الأولى “انتفاضة الحجارة”، في 9 ديسمبر/ كانون أول 1987.
ولم يكن تزامن انطلاقتها مع اندلاع “انتفاضة الحجارة” بالصدفة، فقد جاءتا نتاجًا طبيعيًا لعشرين عامًا من الاحتلال للضفة الغربية وقطاع غزة عام 1967.
وحملت حركة حماس السلاح عام 1987، من خلال تأسيس جهاز عسكري أسمته “المجاهدون الفلسطينيون”.
وفي عام 1988، أصدرت الحركة ميثاقها الأول، وعرّفت نفسها بأنها جناح من أجنحة الإخوان المسلمين بفلسطين.
وقالت في الميثاق إنها تعتبر أن “منهجها، منه تستمد أفكارها ومفاهيمها وتصوراتها عن الكون والحياة والإنسان، وإليه تحتكم في كل تصرفاتها، ومنه تستلهم ترشيد خطاها”.
كما عرّفت نفسها أنها “حلقة من حلقات الجهاد في مواجهة الغزوة الصهيونية، تتصل وترتبط بانطلاقة الشهيد عز الدين القسّام وإخوانه المجاهدين من الإخوان المسلمين عام 1936، وتمضي لتتصل وترتبط بحلقة أخرى تضم جهاد الفلسطينيين وجهود وجهاد الإخوان المسلمين في حرب 1948، والعمليات الجهادية للإخوان المسلمين عام 1968 وما بعده”.
ومن أبرز أهداف الحركة التي ذكرتها الوثيقة مقاومة الاحتلال وتحرير الأرض وإقامة دولة الإسلام.
واعتبر ميثاق حماس أرض فلسطين “أرض وقف إسلامي على أجيال المسلمين إلى يوم القيامة، لا يصح التفريط بها أو بجزء منها”، وأن تحرير فلسطين هو “فرض عين على كل مسلم حيثما كان”.
وفي عام 1992، أسست الحركة جناحها العسكري كتائب الشهيد عز الدين القسّام، وأعلن عنه في أول بيان صدر بتاريخ 1 يناير/ كانون ثاني من ذلك العام.
وكان قبل تأسيس “القسّام” يعمل باسم “المجاهدون الفلسطينيون”، بقيادة الشيخ الشهيد صلاح شحادة.
ونفّذت الحركة عمليات مقاومة مختلفة ضد الاحتلال، أسفرت عن مقتل عشرات الإسرائيليين، خلال السنوات الخمس، منذ التأسيس وحتى الإعلان عن إنشاء القسام.
وتمكّن “المجاهدون الفلسطينيون” من اختطاف الرقيب الإسرائيلي “آفي ساسبورتس” وقتله في 3 فبراير/ شباط 1989، وكذلك الجندي إيلان سعدون في 3 مايو/ أيار عام 1989.
لكن في مايو/أيار 1989، شن الاحتلال حملة ضد “المجاهدون الفلسطينيون” ما أدى إلى تفككه، ودفع الحركة لاحقًا لتشكيل القسام.
في 17 كانون الثاني/ يناير 1992، تعرضت حماس لضربة جديدة، بإبعاد 415 من قادتها وقادة حركة الجهاد الإسلامي إلى منطقة “مرج الزهور” في جنوبي لبنان، وقد عادوا بعد عامين من الإبعاد والاعتقال.
المشاركة السياسية
وفي عام 2006، انخرطت حركة حماس في العملية السياسية الفلسطينية رسميًا للمرة الأولى عندما شاركت في الانتخابات التشريعية التي عُقدت في 25 كانون الثاني/ يناير من العام نفسه، وفازت بغالبية مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني، في مفاجأة لم تكن متوقعة.
هذا النجاح لاقى رفضًا إسرائيليًا وأمريكيًا وأوروبيًا، كما رفضت حركة فتح وبقية الفصائل المشاركة في الحكومة التي شكلتها الحركة آنذاك برئاسة إسماعيل هنية، بدعوى “عدم الاتفاق على البرنامج السياسي”.
ملاحقة وحصار
ومنذ تأسيسها، تعرّضت قيادات حماس وكتائب القسام للملاحقة الإسرائيلية، ولعمليات اغتيال بحقّ أبرز قادتها، مثل الشيخ صلاح شحادة، وإسماعيل أبو شنب، وأحمد ياسين، وعبد العزيز الرنتيسي، ونائب القائد العام للقسام أحمد الجعبري، وعشرات القادة الآخرين في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وخلال معركة “طوفان الاقصى” المستمرة، اغتالت “إسرائيل” رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، ونائبه صالح العاروري، كما استشهد رئيس الحركة القائد يحيى السنوار.
ورغم ما تعرضت له من ملاحقة وحصار إسرائيلي، إلا أنها استمرت بتطوير قدراتها العسكرية والاستخبارية في قطاع غزة، وخاضت عدة حروب، كان أحدها معركة “سيف القدس” في مايو/ أيار 2021.
وأثبتت حماس قدرتها على تطوير أسلحتها وقدراتها العسكرية بشكل كبير في مواجهة الاحتلال، وصولًا إلى الصواريخ بعيدة المدى والطيران المسيّر، و”كمائن الموت”، والمتفجرات، والقدرة على تخطي نظام القبة الحديدية الإسرائيلية.
واستطاعت أن تشكل حالة استنزاف للاحتلال داخل الضفة وغزة، ورغم اتفاقية أوسلو إلا أنها حافظت وفصائل المقاومة على العمل المقاوم واستنزاف الاحتلال، خصوصًا في قطاع غزة.
ولم تتوقف عند ذلك، بل أولت اهتمامًا ملحوظًا في ملف الأسرى في سجون الاحتلال، إذ نفذت أكثر من عملية أسر لجنود إسرائيليين بهدف عقد صفقات تبادل لإطلاق سراحهم مقابل أسرى فلسطينيين.
وفي عام 2006، تمكّنت كتائب القسام من أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط من داخل دبابته شرقي القطاع، واحتفظت به لمدة 5 سنوات، خاضت خلالها مفاوضات مضنية غير مباشرة، أفضت لإطلاق سراحه مقابل إفراج الاحتلال عن 1047 أسيرًا وأسيرة فلسطينية، معظمهم من أصحاب المحكوميات العالية.
وخلال العدوان الإسراييلي على القطاع عام 2014، تمكنت القسام من أسر أربعة ضباط وجنود إسرائيليين، وترفض حتى الآن الإفصاح عن أية معلومة تتعلق بهم قبل إطلاق الاحتلال سراح محرري صفقة “وفاء الأحرار” الذين أعاد اعتقالهم بالضفة الغربية.
طوفان الأقصى
وهذا العام، يوافق ذكرى الانطلاقة، اليوم الـ435 لمعركة “طوفان الأقصى” التي أعلن انطلاقها القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام محمد الضيف في السابع من أكتوبر / تشرين أول 2023، تزامنًا مع إطلاق آلاف الصواريخ واقتحام مستوطنات في غلاف غزة، وقتل وأسر مئات الإسرائيليين.
وعقب العملية، شن جيش الاحتلال عدوانًا على قطاع غزة، وارتكب جرائم إبادة جماعية أسفرت، عن استشهاد أكثر من 44 ألف مواطن وإصابة أكثر 106 ألاف آخرين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
وطالبت حماس الكل الفلسطيني بالانخراط في “معركة تتبير الاحتلال الإسرائيلي التي بدأتها، ردًا على جرائم الاحتلال بحق المدنيين الفلسطينيين، واقتحاماته المتكررة للمسجد الأقصى والاعتداء على المرابطات”.
وأكدت أنها ستبقى وفية لشعبها وأمتها، بمواصلة حمل لواء المقاومة على أرض فلسطين جنبًا إلى جنب مع كل ثوار شعبنا إلى أن نحقق معًا أهداف شعبنا بالحرية والعودة واسترداد أرضنا ومقدساتنا.
بتصرف عن “صفا”
0 تعليق