ليس أمام الشعب المصري في هذه اللحظة الحرجة سوى أن يقف جنبا إلى جنب دولته، وجيشه الباسل، وأجهزته الوطنية.. ومحاولات الاستخفاف والسخرية من ذلك، تعد من قبيل الخزي والعار الذي يجلل أصحابه، وتمثل منتهى السخف في ظل الظروف العصيبة التي نمر بها، عقب محاولات الإخضاع الاستعماري الجديد التي لن تفلح أبدا، وكأن البعض يسعى لاغتنام الفرصة لمزيد من تسديد الخناجر، في مرحلة مفصلية من عمر الأمة المصرية، على الجميع أن يتحمل تبعاته تجاهها، فهذا أوان الاصطفاف الحقيقي، والتلاحم الوطني.
وللأسف الشديد، فإن محاولات إشعال الحرائق لا تزال مستمرة، عبر تصريحات الرئيس الأمريكي بشأن استيعاب الأردن ومصر للغزاويين، وبما يعني تصفية القضية الفلسطينية من الأساس، وتصدير المشكلات اللا نهائية لدول الجوار، وتفخيخ المنطقة، والإقليم، والعالم الذي هيمنت عليه أوهام القوة المفرطة، وبدأنا ندخل في مرحلة شبحية من اللا منطق.
ونحن في مصر ليس من أمامنا بد سوى أن نكون معا، في خندق واحد، ندعم بكل ما أوتينا من قوة وبأس النظام المصري، ونعتبرها قضية وطنية مركزية، وهي كذلك بالفعل، دفاعا عن مقدرات الدولة المصرية، وعن هويتنا الوطنية، وكل ما يجعلنا نتشبث بهذا العالم، وتلك الحياة.
نحن في مصر، على قلب رجل واحد، لن يرهبنا شيء، وهل بعد الوطن من شيء.؟!.
وإننا نحن المصريين إذ نثق في قيادتنا السياسية، وأجهزتنا الوطنية، ندعم بكل قوة الإدارة المصرية، والسلطة الحاكمة، ونرى أنها ستتصرف وفقا للثوابت الوطنية، ومرتكزات أمننا القومي الذي سندافع عنه جميعا، فنحن لا نملك سوى هذا الوطن العظيم، ونحن راضون به، ومؤمنون بكل حبة رمل داخله، نحن الذين نسير في الطرقات، ونحيا في الأزقة، والحارات، في القرى، والمدن، في كافة التجمعات السكانية، في كل شبر من هذه الأرض التي لا تعرف سوى الخير، والحب، والسلام.
لماذا تشعلون العالم من حولنا، إذا كان ثمة خطة جاهزة، وهذا جلي وواضح لا مراء فيه، فلن تكون على حسابنا.
إن العقل الحر، يدعم السلام، ويحافظ على حل الدولتين، يبني، ولا يهدم، يعيد الإعمار، وأشقاؤنا في غزة على أراضيهم.
لقد دون الرئيس الأمريكي على مواقع التواصل الاجتماعي عبارات تستحق التوقف، والمراجعة، فضلا عن الرفض الكلي للتصورات التي تعتمد عليها، حيث يقول الرئيس الأمريكي: "نظرت إلى صورة غزة، إنها مثل موقع هدم ضخم... يجب إعادة بنائها بطريقة مختلفة. غزة موقع رائع. على البحر، أفضل طقس. كل شيء جيد. يمكن القيام ببعض الأشياء الجميلة بها.. يمكن القيام ببعض الأشياء الرائعة بها".
ثم كشف عن محاور الخطة بأنه "يريد من مصر والأردن استقبال الفلسطينيين من القطاع في محاولة لإحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط".
وليس هكذا يتم إحلال السلام في الشرق الأوسط، فالسلام مرده العدل، وغايته التعاون المثمر، والتنمية المستدامة، وهذا ما تحققه العودة إلى قرارات الأمم المتحدة، والتأكيد على حل الدولتين، وإقامة سلام دائم وشامل، ونزع الأحقاد بين الشعوب، وتعزيز التفاهم المشترك.
وربما لن يكون هناك وقت أكثر جدية من التعاضد العربي الآن، فلا بد من وجود جبهة عربية موحدة تدعم الموقفين المصري، والأردني. أما الأهم فسيظل في توحدنا نحن المصريين خلف القيادة المصرية، وتحت راية واحدة، عمادها الوطن، ولا شيء سواه.
وبعد.. خندق واحد، وأمة واحدة، هذا ما يجمعنا، ويفشل كل ما يحاك ضدنا. إن إعلان موقف شعبي ونقابي موسع داعم للموقف الرسمي من دون تحفظات، ومزايدات فارغة في لحظة مصيرية مثل هذه يعد من ضرورات التصدي للغطرسة، والأطماع الاستعمارية الجديدة التي لا تليق سوى بعالم يقف على العبث، حافة الجنون.
0 تعليق