عمان – تمثل التوجيهات الأخيرة لجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، للحكومة الأردنية بإنشاء ستاد دولي جديد لكرة القدم، أنموذجا حقيقيا لحرص جلالته على تعزيز قطاع الرياضة والشباب في المملكة، وذلك منذ توليه سلطاته الدستورية ملكا للمملكة الأردنية الهاشمية.
ولم يترك قائد المسيرة أي فرصة لتقديم يد العون والمساعدة للرياضيين إلا واستغلها، فكانت توجيهاته الأخيرة ببناء ستاد جديد وتطوير المرافق الرياضية في مدينة الحسين للشباب- التي تعد أولى المدن الرياضية في الأردن- إضافة إلى استكمال تحسين المنشآت الرياضية الأخرى في العاصمة عمان وباقي المحافظات، تمنح الرياضيين الثقة وتحفزهم على مواصلة تحقيق النتائج الإيجابية، التي ترفع هامات النشامى في البطولات كافة التي يشاركون فيها عربيا وقاريا وعالميا.
وتساهم الرؤية الملكية للتحديث في رسم خريطة الطريق لدعم منتخب النشامى، وذلك بعد كتاب التكليف السامي الذي وجهه جلالته إلى حكومة د. جعفر حسان، كما أن الدعم الملكي السخي والرعاية الهاشمية للمنتخبات الوطنية، تشكل مصدرا رئيسا للعزيمة والحافز والإصرار، من أجل مواصلة العمل وتحقيق الإنجازات والتطلعات.
وللرياضة مكانة كبيرة عند جلالة الملك، الذي مارس صنوفا مختلفة من الرياضات مثل كرة القدم والرجبي والسباحة والغطس والمصارعة والقفز بالمظلات وسباقات السيارات، وكان جلالته رئيسا لاتحاد كرة القدم لعدة سنوات حققت فيها اللعبة أول الإنجازات المتمثل بذهبية الدورة الرياضية العربية الثامنة في بيروت العام 1997.
وذهب جلالة الملك عبدالله الثاني إلى الملاعب وجلس بين أبناء شعبه، لكي يشحذ همم النشامى في البطولات، ومن ينسى وقفة الملك في ستاد عمان الدولي مع المنتخب الوطني في الدورة العربية العام 1999، بعدما حملت الدورة اسم "الحسين"، تخليدا لذكرى الحسين بن طلال رحمه الله، فكان جلالته يتفاعل مع كل هجمة أردنية على مرمى المنافسين بصورة عفوية، قبل أن يسلم كأس البطولة إلى قائد المنتخب الوطني جمال أبو عابد آنذاك، بعد الفوز على العراق بركلات الترجيح في النهائي، بعدما سيطر التعادل الإيجابي 4-4 على الوقت الأصلي.
وسجلت الكرة الأردنية إنجازات مشرفة على مستوى منتخبات الفئات العمرية أيضا، والتي توجت بالتأهل الى نهائيات كأس العالم للشباب 2007 في كندا.
ولم تتوقف مظاهر الدعم الملكي للمنتخبات الوطنية في حضور المباريات، بل كان جلالته يحرص على متابعتهم في التدريبات واستقبالهم في "بيت الهاشميين" لتكريمهم على الإنجازات التي تحققت، والتي كان آخرها استقبال جلالته للاعبي "النشامى" في قصر الحسينية بحضور الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ولي العهد والأمير علي بن الحسين رئيس الهيئة التنفيذية لاتحاد كرة القدم، لينعم جلالة الملك بميدالية اليوبيل الفضي على اللاعبين والطاقمين الفني والإداري، تقديرا لحجم الإنجاز المتمثل في الوصول إلى نهائي كأس آسيا، ومعربا عن تمنياته بالتأهل إلى كأس العالم 2026.
ولعبت الرياضة الأردنية دورا بارزا في نهضة الأردن وتطوره في عهد جلالة الملك، وأضحت الإنجازات الرياضية نقطة مضيئة في المسيرة الأردنية التي يفتخر بها كل مواطن، بعد أن وجدت الرياضة الأردنية كل أشكال الدعم من الرياضي الأول، فعمل جلالته على تشجيع الرياضيين والرياضيات وتكريمهم ماديا ومعنويا، ووقف خلف نجوم الرياضة الأردنية في الملاعب والصالات الرياضية، ليرفع جلالته من حماسة اللاعبين ويحثهم على تحقيق الانجاز، كما أوعز جلالته وبتوجيهاته الملكية السامية الى الحكومات الأردنية المتعاقبة لدعم قطاعي الرياضة والشباب، بما يرفع شأن رياضة الوطن ويجعلها قادرة على المنافسة وتحقيق النتائج الباهرة.
ولولا الدعم الذي قدمه ويقدمه جلالة الملك عبدالله الثاني وولي العهد سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، والمتابعة المستمرة من العائلة الهاشمية، لما حظي لاعبو المنتخبات الوطنية بفرص تحضير مثالية، وما تمكنوا من تحقيق الإنجازات السابقة، والتي نطمح اليوم لتتويجها في حصد المزيد من الميداليات والألقاب.
وفي ظل عجز الحكومة عن تمويل الأندية بما تحتاجه ماديا لبلوغ العالمية، فإن الأندية والاتحادات باتت مطالبة بتحمل مسؤولية تمويل نفسها، ضمن إطار تشريعي يوفر للنادي القدرة على ضخ أموال تسمح له بتغطية نفقاته وتحقيق الأرباح، خصوصا وأن جلالة الملك ينظر للشباب باعتبارهم حاضر الوطن ومستقبله، وأنهم ثروة الأردن الحقيقية التي تحتاج إلى الدعم، للاستفادة من طاقاتهم وإبداعاتهم وصقل مهاراتهم والمشاركة الفاعلة في مسيرة عطاء وإنجازات الدولة الأردنية، ذلك أن الرياضة الأردنية في جميع الألعاب تجسد إرادة الشباب وسعيهم للمنافسة وتحقيق نتائج متميزة تساهم برفع علم الأردن عاليا خفاقا في سماء المحافل الرياضية.
دائما ما كانت توجيهات جلالة الملك حافزا ودافعا للشباب للمضي قدما نحو الأفضل، خصوصا وأن تمكين الشباب من المواقع القيادية يؤدي إلى مضاعفة مسيرة الإنجازات، وعندما يكون الشباب والرياضة تحت توجيهات جلالته، فإن الأبواب كافة تفتح أمام تحقيق الإنجازات، وهو ما يفرض أيضا على الحكومة تطوير البنية التحتية والمنشآت الرياضية، وعمل تشريعات تساعد الشركات على دعم الاتحادات الرياضية من خلال خلق الحوافز الضريبية أمامهم، إلى جانب إيجاد تشريعات تتناسب مع حجم استضافات الاتحادات للبطولات القارية والعالمية.
وشكل وسام التميز الذهبي من الفئة الأولى - الذي أنعم به جلالته في تشرين الثاني (نوفمبر) من العام 2022 على لاعب المنتخب الوطني للجمباز أحمد أبو السعود، نظير تتويجه بالميدالية الفضية على جهاز حصان المقابض ببطولة العالم للجمباز - حافزا للبطل العالمي وأسرة اللعبة على مواصلة تحقيق المزيد من النجاحات، والتي قادته لاحقا للتأهل إلى دورة الألعاب الأولمبية (باريس 2024)، في إنجاز أردني يتحقق للمرة الأولى على مستوى اللعبة.
وحصل الأردن على أول ميدالية في دورة الألعاب الأولمبية، عن طريق البطل الأولمبي في رياضة التايكواندو أحمد أبو غوش، الذي نال الميدالية الذهبية في دورة ريو دي جانيرو 2016، كما فاز لاعب التايكواندو صالح الشرباتي بالميدالية الفضية ولاعب الكراتيه عبدالرحمن المصاطفة في الميدالية البرونزية بدورة الألعاب الأولمبية طوكيو 2020، فيما أحرز لاعب المنتخب الوطني للتايكواندو زيد مصطفى الميدالية الفضية بأولمبياد باريس 2024.
وشهدت كرة السلة الأردنية العديد من الإنجازات في عهد جلالته، وكان أبرزها التأهل إلى نهائيات كأس العالم للرجال ثلاث مرات، الأعوام 2010 و2019 و2023، فيما يتحضر المنتخب الوطني للشباب للمشاركة في مونديال سويسرا 2025 للمرة الثانية في تاريخه، بعد تأهله السابق إلى مونديال اليونان 1995.
ويجسد وسام الاتحاد الدولي للمصارعة، الذي منحه رئيسه الصربي نيناد لالوفيتش إلى جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، حقيقة الدعم الكبير الذي يقدمه جلالته لقطاع الرياضة بشكل عام. حيث وخلال استقبال جلالة الملك لرئيس الاتحاد الدولي للمصارعة نيناد لالوفيتش - بالتزامن مع استضافة المملكة لفعاليات بطولة العالم للمصارعة تحت 20 عاما في آب (أغسطس) 2023 - منح رئيس الاتحاد الدولي جلالة الملك، وسام الاتحاد الدولي للمصارعة - وهو أعلى وسام يمنح من الاتحاد الدولي لقادة الدول - تقديرا لجهود جلالته في دعم الرياضة وإيمانه بدورها في تقوية روابط التضامن والصداقة بين الدول.
وليس مستغربا أن يكون جلالته من الداعمين الأوائل للرياضة الأردنية، والتي أصبحت في عهده من أبرز معالم نهضة الأردن الحديث، لتبقى الإنجازات الرياضية مصدر اعتزاز الأردنيين بعد أن حظي الرياضيون من الجنسين بدعم قائد الوطن، وبالتكريم المادي والمعنوي من الأسرة المالكة.
استضافة المملكة للنسخة الثامنة عشر من دورة الألعاب الرياضية العربية المقررة العام 2035، تؤكد أهمية وجود برامج من اللجنة الأولمبية والاتحادات الرياضية، لكي يكون "العرس العربي" مقرونا بالإنجازات، وهو ما يتطلب جهودا مضاعفة لإنتاج أبطال وبطلات أردنيين، قادرين على الإبداع والمنافسة والتتويج بحصاد جديد من الميداليات والألقاب، وبما يعكس الاهتمام الملكي بقطاع الشباب والمبادرات الملكية الشبابية في محافظات المملكة، إيمانا بأن الشباب هم ثروة الأردن وعطاؤه الذي لا يتوقف.
ويطلق جلالته العنان للمبادرات المتعلقة بدعم الإبداع والتميز، ومنها جائزة الملك عبدالله للإنجاز والإبداع الشبابي، التي أطلقها جلالة الملك في المنتدى الاقتصادي العالمي للعام 2007، بهدف تكريم ودعم الشباب العربي من الرياديين الاجتماعيين، فضلا عن إطلاق المبادرات الملكية بإنشاء صندوق خاص لتمويل البعثات الدراسية للشباب وعقد الشراكة مع المجتمعات المحلية، وتوفير فرص التدريب للشباب في مختلف محافظات المملكة، كما يحرص جلالة الملك على الاهتمام بالشباب ودعم أفكارهم ومشاريعهم ومبادراتهم ومشاركتهم بصنع القرار في مختلف الحوارات الوطنية، ليكون الاهتمام بالشباب من ثوابت النهج الملكي.اضافة اعلان
جلالة الملك ينعم على بطل التايكواندو أحمد أبو غوش بوسام التميز من الدرجة الأولى تقديرا لإنجازه الأولمبي – (أرشيفية)
جلالة الملك ينعم على أبو السعود بميدالية الملك عبدالله الثاني للتفوق من الفئة الأولى تقديرا لإنجازه التاريخي بالجمباز – (أرشيفية)
0 تعليق