هذا الطائر عاش قبل 68 مليون سنة.. لكن بعد انقراض الديناصورات - الأول نيوز

cnn 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كشفت دراسة جديدة عن حفرية جمجمة شبه كاملة عثر عليها في القارة القطبية الجنوبية تعود لأقدم طائر حديث معروف، يوازي البط البري بالحجم، ويتّصل بالطيور المائية التي تعيش بجانب البحيرات والمحيطات اليوم.

تنتمي الحفرية التي تعود لـ68 مليون سنة إلى نوع الطيور المنقرض فيغافيس إياي (Vegavis iaai)، التي عاشت في نهاية العصر الطباشيري، عندما سيطر الديناصور ريكس على أمريكا الشمالية، وقبل أن يضرب الأرض كويكب بحجم مدينة، ما أدّى إلى انقراض الديناصورات.

وكان يصعب التعرّف على الطيور التي عاشت بين الديناصورات عند مقارنتها بأنواع الطيور اليوم. إذ تميّز العديد منها بخصائص غريبة مثل المناقير المسنّنة، والذيل العظمي الطويل.

لكنّ كريستوفر توريس، أستاذ مساعد بعلم الأحياء في جامعة المحيط الهادئ بكاليفورنيا، والمؤلف الرئيسي للدراسة التي نُشرت في مجلة Nature، الأربعاء، إن طائر فيغافيس إياي كان بحجم البط ومماثلًا بيئيًا لأنواع الطيور المائية مثل الغطّاس.

وأضاف: "لذا كان هذا الطائر غواصًا مطاردة مدفوعًا بقدميه، إذ استخدم ساقيه لدفع نفسه تحت الماء أثناء السباحة، وبين ما لاحظناه في هذه الجمجمة الجديدة أنه يتمتّع بعضلات فك (ترتبط) بإغلاق فمه تحت الماء عند ملاحقة الأسماك. وهذا هو أسلوب الحياة الذي نلاحظه على نطاق واسع بين الغمّاس والغطاس".

وكان علماء الحفريات وصفوا فيغافيس لأول مرة قبل 20 عامًا، لكن الكثيرين منهم كانوا مشككين في أنه يمثل نوعًا حديثًا أو طائر التاج. 

ويعود تاريخ معظم أحافير الطيور الحديثة التي تم اكتشافها في تلك المرحلة إلى ما بعد ضرب الكويكب القاتل للديناصورات قبالة ساحل ما يعرف الآن بالمكسيك، قبل 66 مليون عام. افترض العديد من العلماء أن الطيور ذات المظهر الحديث بدأت تتطور بعد وربما استجابة للانقراض الجماعي.

ورأى المؤلف المشارك في الدراسة باتريك أوكونور، أستاذ العلوم التشريحية في جامعة أوهايو، أنّ عيّنات أحافير فيغافيس السابقة تفتقر أيضًا إلى جمجمة كاملة. ذلك أن الجماجم تعتبر العضو الذي يمكن من خلاله التعرّف على سِمات الطيور الحديثة الأكثر تميزًا، مثل الافتقار إلى الأسنان، وعظم الفك العلوي المتضخم في المنقار العلوي.

طائر عاش قبل 68 مليون سنة
إعادة بناء رقمية لحفرية الجمجمة. Credit: Joseph Groenke/Christopher Torres

وقد تم العثور على الحفرية التي فُحِصت بالدراسة، وجُمعن خلال رحلة استكشافية العام 2011، من قبل مشروع علم الحفريات في شبه الجزيرة القطبية الجنوبية، محاطة بصخرة يعود تاريخها إلى بين 68.4 و69.2 مليون سنة، وأظهرت خصائص حديثة، مثل المنقار بلا أسنان، وفق ما جاء في الدراسة.

بالنسبة لخوان بينيتو مورينو، زميل قسم علوم الأرض في جامعة كامبريدج وخبير بالطيور الأحفورية، لـCNN: "تُظهر الحفرية الجديدة أنّ فيغافيس بلا شك طائر حديث (أمر تمّ الطعن فيه بالماضي) وهو اكتشاف استثنائي يحافظ على مورفولوجيا غريبة ومدهشة".

وأضاف مورينو، غير المشارك في الدراسة، بيد أنه شارك في اكتشاف النوع الوحيد المعروف الآخر من الطيور الحديثة من العصر الطباشيري: "تُظهر الجمجمة الجديدة لفيغافيس مورفولوجيا خاصة للغاية للغوص وأكل الأسماك، أكثر ممّا كنت أتوقعه".

هل نجا من الانقراض الجماعي؟

وبحسب الدراسة، فإن شكل الدماغ الذي كشفت عنه الأحفورة الجديدة التي مسحها الباحثون باستخدام التصوير المقطعي المحوسب لإعادة بنائه بتقنية ثلاثية البعد، كان أيضًا من سمات الطيور الحديثة.

وأشار أوكونور إلى أنه بالجمع بين هذه السمات، تم وضع فيغافيس في إطار المجموعة التي تضم جميع الطيور الحديثة، وتمثل الجمجمة الأحفورية "أقدم عضو في هذه المروحة بأكملها التي نراها اليوم، المكونة من 11000 نوع من الطيور".

وفيما يشبه فيغافيس الطيور المائية الحالية في بعض النواحي، فإن سمات أخرى لم تتناسب مع القالب. فالدراسة لاحظت على سبيل المثال، أنّ الجمجمة تحافظ على آثار منقار نحيف مدبّب مدعوم بعضلات فك معزّزة، وهي سمة تشبه الطيور الغواصة أكثر من غيرها من الطيور المائية المعروفة.

في هذا الإطار، تابع أوكونور شارحًا بأنّ "القارة القطبية الجنوبية قبل 69 مليون سنة لم تكن كما هي عليه اليوم. كانت مغطاة بالأشجار. وكان المناخ باردًا ومعتدلًا بناءً على معظم نماذجنا، وهذا الحيوان،وجدناه في وحدة صخرية بحرية كي نتخيل أنه كان يقوم بمهمة الغوص في بيئة بحرية قريبة من الشاطئ".

وقال توريس، الذي كان زميلًا في مرحلة ما بعد الدكتوراه يدرس علم الحفريات الطيور في جامعة أوهايو عندما أجرى البحث، إن اكتشاف حفرية فيغافيس في القارة القطبية الجنوبية، وحفرية لنوع من الطيور المنقرضة المعروفة باسم Conflicto antarcticus في موقع قريب يعود تاريخه إلى فترة وجيزة بعد انقراض الديناصورات، من شأنه أن يسمح لعلماء الحفريات بالتحقيق في كيفية نجاة بعض الحيوانات من الحدث الكارثي.

وخلص إلى أسئلة مفتوحة في هذا الصدد: "ماذا حدث للحيوانات الناجية؟ ما الذي يحدد، أولاً، الناجي، وثانيًا، كيف ستبدو الحيوانات الناجية بعد وقوع أحد هذه الأحداث الكارثية"؟

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق