ما هي أعراض اضطراب القلق لدى الأطفال وكيف على الأهل التعامل معه؟ - الأول نيوز

cnn 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- من منّا،في صغره، لم تقضّ مضاجعه مخاوف من تخيّلات طيّرت النوم من أجفانه؟ بعضنا  ينميل إلى التغلّب على هذه المخاوف، لكنّ الأمر يبقى مؤرقًا لبعض الأطفال، ويصعّب على الأهل تحديد متى تكون هذه المخاوف طبيعية، ومتى تتطوّر إلى رهاب أكثر خطورة، أو اضطرابات قلق.

تعتبر المخاوف جزءًا طبيعيًا من التطوّر البشري، وتعمل كآليات للبقاء، وتساعد على منع الأطفال والبالغين من الانخراط بسلوك محفوف بالمخاطر. لكن، بحسب توماس أولينديك، أستاذ علم النفس الفخري المتميز في جامعة فرجينيا للتكنولوجيا، المعروف بعمله مع الأطفال والمراهقين، ما أن تصبح المخاوف منهكة أو تعيق الوظيفة اليومية، يمكن تصنيفها على أنها رهاب أو اضطراب قلق.  

ووفق ويندي سيلفرمان، مديرة برنامج اضطرابات القلق والمزاج بمركز دراسات الطفل في جامعة ييل، وأستاذة الطب النفسي للأطفال ألفريد أ. ميسر، وأستاذة علم النفس بكلية الطب في جامعة ييل، إذا تُركت اضطرابات القلق والرهاب من دون علاج، فإنّ الأطفال سيصبحون عرضة لخطر الإصابة بمشاكل نفسية أو طبية إضافية قد تلاحقهم حتى مرحلة البلوغ. 

المخاوف الشائعة في مراحل النمو المختلفة

وأوضحت سيلفرمان أنّ الأطفال قد يصابون برهاب أو اضطرابات القلق لأسباب متنوعة، ضمنًا الوراثة، والتجارب السلبية المباشرة مع حدث أو شيء ما، ومراقبة الآخرين، أو سماع معلومات مخيفة.

كما أنّ اضطرابات الرهاب والقلق شائعة نسبيًا عند الأطفال. ويتأثر 1 من كل 3 أطفال ومراهقين بهذه الاضطرابات، وقد زادت هذه المعدلات بشكل كبير منذ بداية جائحة "كوفيد-19"، وفقًا لـ"دليل الوالدين للإسعافات الأولية النفسية: مساعدة الأطفال والمراهقين على التعامل مع أزمات الحياة المتوقعة". 

ولفتت سيلفرمان إلى أن المخاوف والقلق الجديدة تميل إلى التطور والتنوع مع نمو الأطفال والمراهقين، وتكيفهم مع البيئات الجديدة.

غالبًا ما يُظهر الرضع والأطفال الصغار مخاوف من الضوضاء العالية، والأشخاص غير المألوفين لهم، والانفصال عن والديهم. وبحلول الوقت الذي يبدأ فيه الأطفال بالانخراط في المزيد من اللعب الخيالي عند بلوغهم سن ما قبل المدرسة، قد يصابون بمخاوف تتعلق بالأشباح، والوحوش، والحيوانات الصغيرة.

عندما يصل الأطفال إلى سن المراهقة ويبدأون باختبار مزيد من التجارب في العالم الحقيقي، فمن الشائع أن يصابوا بمخاوف حول القلق الاجتماعي، خصوصًا عند مواجهة التدقيق من الآخرين.

التمييز بين الخوف واضطرابات القلق أو الرهاب

الخطوة الأولى في معالجة اضطراب القلق أو الرهاب هي التعرف على الأعراض التي تقع خارج حدود الخوف الشائع.

وقد أشار أولينديك إلى أن الأهل قد يجدون صعوبة في اكتشاف بعض أنواع القلق، خصوصًا إذا لم يُظهِر الطفل أعراضًا كلاسيكية، مثل رفض الطعام، أو الغثيان، أو رفض مغادرة المنزل، أو كان لديه تحفظات بشأن مشاركة مخاوفه.

لمساعدة الأهل على معرفة إذا كان الخوف سيتطور إلى اضطراب أكثر خطورة، ينظر خبراء مثل أولينديك وسيلفرمان إلى تواتر، وشدة، ومدة الخوف.

يساعد التواتر في تحديد عدد مرات حدوث الخوف. يمكن للأهل والأطفال ملاحظة إذا كان الخوف شيئًا يظهر مرة واحدة في السنة مقارنة بوتيرة يومية. من المهم تقييم الأهل لشدة الخوف، بناءً على كيفية استجابة طفلهم عندما لا يتم التعامل مع الموقف بالطريقة التي يريدونها. إن تصنيف ردود أفعال طفلك على مقياس من واحد إلى عشرة قد يساعد الأهل وعلماء النفس على فهم مدى خطورة هذه الحالات بشكل أفضل. وأخيرًا، تعتبر المدة أمرًا بالغ الأهمية لمعرفة الوقت المناسب لطلب الدعم المهني. ويوصي علماء النفس بإعطاء مخاوف طفلك بعض الوقت لتهدأ لمعرفة ما إذا كانت مرحلة مؤقتة أو مشكلة طويلة الأمد.

كيف يمكن للوالدين تقديم الدعم

عند التعامل مع مخاوف الأطفال، يرغب العديد من الأهل غريزيًا بالتدخل لحمايتهم. لكن سيلفرمان تحذّر من هذه المقاربة، المشار إليها باسم حماية الوالدين أو التكيّف، التي توفّر راحة مؤقتة للطفل، لكنها نعزز الخوف عوض المساعدة على التغلب على جذر القلق.

ونصحت الأهل بإظهار ردود أفعال أكثر صحة، الأمر الذي قد يساعد طفلهم على تقديم سلوك أفضل في المستقبل.

وأضاف أولينديك إلى أنه على الأهل محاولة إيجاد توازن بين الاعتراف بمخاوف طفلهم، ومناقشة احتياطات السلامة، والتأكيد على الأضرار المحتملة والنتائج السلبية لحدث أو أمر ما.

قد يصعب التعامل تحديدًا مع مخاوف الأطفال من التهديدات في العالم الحقيقي مثل إطلاق النار في المدارس، أو الكوارث الطبيعية، لكنّ أولينديك وسيلفرمان يوصيان بشدة بتعزيز الحوار المفتوح للمساعدة على تقليل المخاوف أو مشاعر العزلة والعار.

كما يمكن للوالدين أيضًا مشاركة مشاعرهم، بطريقة مناسبة للعمر، لإظهار أنه من الصحي التحدث عن مواضيع ثقيلة والتعامل مع الآخرين بحساسية.

في بعض الحالات، قالت سيلفرمان إن شرح بعض المخاوف المرتبطة بأحداث احتمال وقوعها ضئيل، أو وضع خطة يمكن أن يوفر الطمأنينة.

طلب المساعدة المهنية

أشارت سيلفرمان إلى أنه في حال استمرت مخاوف طفلك لأكثر من ستة أشهر، رغم جهودك المبذولة منزليًا، فمن الضروري أن يطلب الأهل المساعدة من متخصّصين مؤهلين.

عند السعي للحصول على الدعم المهني، قد يواجه الأطفال الأصغر سنًا صعوبة في التعرف على مشاعرهم والتعبير عنها. قال أولينديك إنه في مستطاع الأهل تقديم رؤى مفيدة لعلماء النفس من خلال تتبع السلوكيات، وجمع الملاحظات من المعلمين، أو مقدمي الرعاية الآخرين.

وخلصت سيلفرمان إلى أن العلاج السلوكي المعرفي، لا سيما العلاج بالتعرض، أثبت فعاليته العالية في علاج القلق والرهاب.

يقدم العلاج بالتعرض تدريجيًا الكائن أو الموقف المخيف بطريقة محكومة، بدءًا بأشياء صغيرة وزيادتها بمرور الوقت.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق