ديسمبر 14, 2024 5:18 م
كاتب المقال : علي سعادة
تبدو الأوضاع في الضفة الغربية وكأنها تسير نحو انتفاضة شعبية ضد السلطة الفلسطينية القابعة في المقاطعة برام الله، تلك السلطة التي بدأت تتقمص شخصية الجندي الصهيوني القاتل بشكل علني بعد أن تقمصت تلك الشخصية سرا وبالخفاء.
لم تكتف بدور المشاهد والمتفرج على المذبحة اليومية التي ترتكب بحق شعبها، ولم تكتف بأن تطلق ذبابها وتنشره في المحطات التلفزيونية والإذاعية وفي الصحافة ووسائل الإعلام وعلى المنصات لتحميل المقاومة مسؤولية ما يجري ي قطع غزة.
ولم تكتف أيضا بعدم تقديمها أية مساعدات لقطاع غزة، ورفض رئيسها تشكل لجنة تشكيل “لجنة الإسناد المجتمعي في غزة”، بعد كل التوافقات الوطنية والعربية حولها.
وتمادت أكثر بأن بدأت في استدعاء “فتنة داخلية” ومطاردة للحالة الوطنية التي تتشكل لمــقاومة الاحتلال في الضفة الغربية.
وتناست تلك السلطة بأن قواعد اللعبة الداخلية الفلسطينية على وشك التبدل والتغير بشكل كامل، وبأن قناعة بدأت تنمو في أوساط الشعب الفلسطيني بأن الصدام مع السلطة ليس صداما مع فلسطيني آخر وليس حربا أهلية، بل صدام مع أداة من أدوات الاحتلال، أداة فاسدة ومتخلفة ومتواطئة مع الاحتلال منذ أكثر من عشرين عاما.
أجهزة السلطة الأمنية التي صنعتها الولايات المتحدة الأمريكية بمباركة إسرائيلية بعد توقيع اتفاقية أوسلو تتماهى بشكل تام مع عدوان الاحتلال وإجرامه، دون أي اكتراث لكل النداءات التي أطلقتها الحركة الوطنية الفلسطينية والفصائل كافة، بكف يدها عن أبناء الشعب الفلسطيني ورجاله الذين يقاومون المحتل وجرائمه في الضفة الغربية ويواجهون غطرسة وجرائم حثالة الاستيطان الذين يستبيحون الريف الفلسطيني على مرأى ومسمع من الأجهزة الأمنية الفلسطينية.
باستشهاد القائد يزيد جعايصة الذي ارتقى برصاص أجهزة السلطة في جنين، بعد أيام قليلة من إعدام ربحي الشلبي، يرتفع عدد الشهداء الذين سقطوا برصاص أجهزة السلطة إلى 13 شهيدا وهو ما يؤكد استمرار أجهزة السلطة بممارسة نهج معيب ومشين ووقح يتنافى مع قيم العروبة والإسلام والوطنية، ممارسات تهدد النسيج الوطني والاستقرار المجتمعي الفلسطيني
وتبدو أية دعوة لقيادة السلطة للجم سلوك أجهزتها والوقف الفوري والتام عن هذه الاعتداءات المشينة، والإسراع بإطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين من سجونها، وتصحيح بوصلتها الأخلاقية والوطنية نحو خيار الوحدة والمقاومة لردع الاحتلال وصد عدوانه. تبدو صرخة في الوقت الضائع لا ولا يعول عليها، فالسلطة بكافة أجهزتها تقف بشكل سافر ضد تطلعات الشعب الفلسطيني الوطنية، وقطعت شوطا طويلا في الاندماج الكامل بآلة القتل الصهيونية الأمنية والعسكرية.
الناطق باسم أجهزة أمن السلطة، وصف عملية مطاردة المقاومين بـ”حماية وطن”، وقد دفع إطلاق تسمية عملية “حماية وطن” على قتل السلطة للفلسطينيين، النشطاء إلى طلب تعديل اسم الحملة إلى اسم أكثر واقعية وهو “حماية إسرائيل”.
0 تعليق