إربد - نظمت مكتبة الحسين بن طلال، ندوة حول رواية "النبطي المنشود" للروائية والكاتبة صفاء الحطاب، أدار الندوة دعاء صفوري، وتحدث فيها الدكتور نبيل حداد.اضافة اعلان
قدم الدكتور نبيل حداد ورقة بعنوان "جدلية الفن والرسالة في أدب الفتيان - (النبطي المنشود) نموذجا"، حيث أشار في بداية حديثه إلى أن أول ما يلفت النظر في رواية "النبطي المنشود" التي صدرت في العام (2024) هو أمران رئيسان: "أولهما أنها رواية فتيان، وهو ما يمكن أن يُطلق عليه أدب اليافعين. ويستهدف هذا النوع من الأدب جمهورا من الناشئة في الفئة العمرية ما بين (12 إلى 18) سنة.
وثانيهما هو أن الكاتبة تمتلك وعيا كاملا بشروط الشكل الجوهري للرواية بشكل عام، وبالأسس الفنية التي تحكم هذا النوع من الأدب الروائي، مما دفعه للكتابة عن هذا العمل. وأضاف حداد أن مصطلحات مثل "الأدب" و"الرواية" ليست بحاجة إلى شرح مفصل، ولكن مفهوم "أدب الفتيان" يحتاج إلى وقفة. وأوضح أن تجربته في هذا المجال بدأت منذ أن كان صبيا، ثم فتى، فشابا، فكهلا، وصولا إلى مرحلة الشيخوخة.
كما أكد حداد على أن مرحلة المراهقة (الفَتاء) في حياة الإنسان هي مرحلة حساسة جدا، لما يصاحبها من ظاهرة تضخم الذات، حيث لا يكتفي الفتى بأن ينظر إلى نفسه
كـ"نبطي منشود" فحسب، بل يتطلع في كثير من الحالات لأن يصبح "مخلص العالم المنشود".
ولكن الشخصية التي ترسمها صفاء حطاب في رواية "النبطي المنشود" ليست شخصية الفتى النمطي، بل هي شخصية شاب نموذجي يصلح أن يكون قدوة لجيله من الشباب ولجيل الفتيان الذي يأتي بعده. إنه بطل يحمل رسالة، ويسعى من خلال الرواية إلى إيصال هذه الرسالة عبر النموذج المثالي الذي يجسده. ولكن مثاليته لا تقتصر على صورة نمطية جامدة، قابعة في ذاكرة القارئ، كما هو الحال في كثير من الأعمال الأدبية التي تُرسم فيها الشخصيات على أنها ثابتة وسهلة الفهم. فالمثالية في هذه الرواية لا تعني الشخصية المسطحة التي يمكن للقارئ التنبؤ بتصرفاتها منذ اللحظة الأولى، بناء على تلميحات السرد السريع والتصوير الساكن.
وأشار حداد إلى أنه في رواية "النبطي المنشود"، تظل الشخصية أقرب إلى الشخصية النامية، التي لا تكتمل ملامحها وسماتها إلا من خلال تفاعلها مع العالم المحيط بها، ومن خلال تطور مواقفها ومعتقداتها طوال الرواية. حتى وإن بدت هذه الشخصية مثالية في بعض جوانبها، فإن تكوينها النفسي والقيمي، وكذلك المواقف التي تواجهها، لا يُظهرها بالشكل الكامل إلا مع اشتباكها مع أحداث الرواية حتى نهايتها.
وخلص حداد إلى أن هذا ما ينطبق على شخصية معمر، العالم الآثاري الشاب الذي يعمل في منطقة البترا جنوب الأردن. هذه المنطقة، التي ينتمي إليها معمر ويعمل في دراسة آثارها، تصبح ساحة لتحقيق طموحه العلمي وميدانا لتطلعاته الشخصية والعامة.
من جانبها قالت الروائية صفاء الحطاب عن روايتها "النبطي المنشود": إنها كانت تهدف من هذه الرواية إلى المساهمة في مشروع وطني لتقديم مدينة البترا الأثرية كمدينة فلكية باستخدام لغة الأدب والأسلوب الروائي. وهذه الرواية هي استكمال لمشروعي الروائي "سلسلة الحضارة المفقودة"، الذي صدر منه ثلاث روايات سابقة، ويهدف إلى تقديم الحضارات القديمة لجيل الشباب.
وأضافت الحطاب وهناك هدف آخر مرتبط بالمكان، وهو تقدير تجربة باحث أردني عمل جاهدا لأكثر من عقدين في دراسة المدينة الأثرية. تسعى الرواية إلى تقديم تجربة الباحث كنموذج وقدوة ملهمة لوجدان الفتيان والشباب.
كما تحدثت الحطاب عن آلية العمل في هذه الرواية مبينة "أنها قامت بجمع مادة علمية دقيقة عن المدينة الأثرية (محتوى معرفي)، بالإضافة إلى جمع مادة عن الباحث كإنسان ثم كباحث".
كما تحدثت الروائية عن الكتابة الإبداعية قائلة "تتنوع طرق التعبير بين المادي الحسي والمعنوي، حيث تحمل الكلمات معاني عميقة تعكس المشاعر". الكلمات عندما تتجمع معا تشكل الجمل، والجمل تكون الفقرات والنصوص التي تحمل أفكارا ومشاعر يمكن من خلالها أن يتحقق الإنسان.
ورأت الحطاب أنه لا بد من إتقان أدوات الكتابة وتعلم الآليات المناسبة للقيام بذلك بمهارة. كما يجب وضع معايير واضحة عند التدريب بحيث تصبح الكتابة عملية تلقائية، ويستفيد المتدربون من التدريبات بشكل فعّال.
وأضافت الروائية علينا أن نتذكر أن اللغات هي حصيلة تراكمية، وأن هذه الدورة التدريبية تهدف إلى تجميع وتنسيق المهارات المختلفة التي اكتسبها كل شخص طوال سنوات التعليم.
وقالت الحطاب إن أهمية إتقان مهارة الكتابة في أنها تأتي في آخر مرحلة بعد إتقان مهارات الاستماع والتحدث والقراءة بأنواعها الجهرية والصامتة. لذلك، فإن الكتابة هي الهدف النهائي لهذه الدورة، ومن الضروري الصبر خلال فترة التدريب.
وخلصت الروائية إلى أنه يجب أن نتذكر أن المبدع يستخدم لغة إبداعية تتجاوز اللغة الوظيفية العادية. ولكل مبدع بصمته وأسلوبه الخاص الذي يرتبط بموهبته. الكتابة هي انعكاس للذات والروح بكل تفاعلاتها. قد يختلف الأسلوب من كاتب لآخر، لكن ذلك لا يمنع من العمل المستمر على تطوير الأدوات بشكل دائم ولا نهائي.
وكانت قد قالت مديرة الندوة دعاء صفوري "إن التدريب على مهارات مثل استخدام الضمائر (أنا) يعد من الأساسيات المهمة في التعبير عن الذات، وهو فعل بدائي في بناء الجمل. تحدثنا عن هذه المهارة في المستوى الأول، حيث يتم التركيز على القدرة على التعبير عن النفس بشكل صحيح. تختلف درجات الإتقان لهذه المهارة، لكن جوهرها يبقى ثابتا، وهو القدرة على التواصل بلغة تعكس الذات بكل أبعادها".
وأضافت صفوري إلى أن الكتابة الإبداعية تتطلب القدرة على التعبير عن النفس والروح وتفاعلاتها الداخلية. قد تتفاوت مستويات استخدام الكلمات بين الكتاب والمبدعين، لكن هذا لا يمنع من تقدير قوة اللغة وقدرتها على نقل الأفكار والمشاعر.
خلصت صفوري إلى أنه يجب أن نتذكر أن الكتابة الإبداعية لا تقتصر على الجمل التقليدية، بل هي عمل مستمر في تطوير الأدوات والمهارات. لذلك، من الضروري أن يكون العمل على تحسين الأدوات اللغوية مستمرا ولا نهائيا".
قدم الدكتور نبيل حداد ورقة بعنوان "جدلية الفن والرسالة في أدب الفتيان - (النبطي المنشود) نموذجا"، حيث أشار في بداية حديثه إلى أن أول ما يلفت النظر في رواية "النبطي المنشود" التي صدرت في العام (2024) هو أمران رئيسان: "أولهما أنها رواية فتيان، وهو ما يمكن أن يُطلق عليه أدب اليافعين. ويستهدف هذا النوع من الأدب جمهورا من الناشئة في الفئة العمرية ما بين (12 إلى 18) سنة.
وثانيهما هو أن الكاتبة تمتلك وعيا كاملا بشروط الشكل الجوهري للرواية بشكل عام، وبالأسس الفنية التي تحكم هذا النوع من الأدب الروائي، مما دفعه للكتابة عن هذا العمل. وأضاف حداد أن مصطلحات مثل "الأدب" و"الرواية" ليست بحاجة إلى شرح مفصل، ولكن مفهوم "أدب الفتيان" يحتاج إلى وقفة. وأوضح أن تجربته في هذا المجال بدأت منذ أن كان صبيا، ثم فتى، فشابا، فكهلا، وصولا إلى مرحلة الشيخوخة.
كما أكد حداد على أن مرحلة المراهقة (الفَتاء) في حياة الإنسان هي مرحلة حساسة جدا، لما يصاحبها من ظاهرة تضخم الذات، حيث لا يكتفي الفتى بأن ينظر إلى نفسه
كـ"نبطي منشود" فحسب، بل يتطلع في كثير من الحالات لأن يصبح "مخلص العالم المنشود".
ولكن الشخصية التي ترسمها صفاء حطاب في رواية "النبطي المنشود" ليست شخصية الفتى النمطي، بل هي شخصية شاب نموذجي يصلح أن يكون قدوة لجيله من الشباب ولجيل الفتيان الذي يأتي بعده. إنه بطل يحمل رسالة، ويسعى من خلال الرواية إلى إيصال هذه الرسالة عبر النموذج المثالي الذي يجسده. ولكن مثاليته لا تقتصر على صورة نمطية جامدة، قابعة في ذاكرة القارئ، كما هو الحال في كثير من الأعمال الأدبية التي تُرسم فيها الشخصيات على أنها ثابتة وسهلة الفهم. فالمثالية في هذه الرواية لا تعني الشخصية المسطحة التي يمكن للقارئ التنبؤ بتصرفاتها منذ اللحظة الأولى، بناء على تلميحات السرد السريع والتصوير الساكن.
وأشار حداد إلى أنه في رواية "النبطي المنشود"، تظل الشخصية أقرب إلى الشخصية النامية، التي لا تكتمل ملامحها وسماتها إلا من خلال تفاعلها مع العالم المحيط بها، ومن خلال تطور مواقفها ومعتقداتها طوال الرواية. حتى وإن بدت هذه الشخصية مثالية في بعض جوانبها، فإن تكوينها النفسي والقيمي، وكذلك المواقف التي تواجهها، لا يُظهرها بالشكل الكامل إلا مع اشتباكها مع أحداث الرواية حتى نهايتها.
وخلص حداد إلى أن هذا ما ينطبق على شخصية معمر، العالم الآثاري الشاب الذي يعمل في منطقة البترا جنوب الأردن. هذه المنطقة، التي ينتمي إليها معمر ويعمل في دراسة آثارها، تصبح ساحة لتحقيق طموحه العلمي وميدانا لتطلعاته الشخصية والعامة.
من جانبها قالت الروائية صفاء الحطاب عن روايتها "النبطي المنشود": إنها كانت تهدف من هذه الرواية إلى المساهمة في مشروع وطني لتقديم مدينة البترا الأثرية كمدينة فلكية باستخدام لغة الأدب والأسلوب الروائي. وهذه الرواية هي استكمال لمشروعي الروائي "سلسلة الحضارة المفقودة"، الذي صدر منه ثلاث روايات سابقة، ويهدف إلى تقديم الحضارات القديمة لجيل الشباب.
وأضافت الحطاب وهناك هدف آخر مرتبط بالمكان، وهو تقدير تجربة باحث أردني عمل جاهدا لأكثر من عقدين في دراسة المدينة الأثرية. تسعى الرواية إلى تقديم تجربة الباحث كنموذج وقدوة ملهمة لوجدان الفتيان والشباب.
كما تحدثت الحطاب عن آلية العمل في هذه الرواية مبينة "أنها قامت بجمع مادة علمية دقيقة عن المدينة الأثرية (محتوى معرفي)، بالإضافة إلى جمع مادة عن الباحث كإنسان ثم كباحث".
كما تحدثت الروائية عن الكتابة الإبداعية قائلة "تتنوع طرق التعبير بين المادي الحسي والمعنوي، حيث تحمل الكلمات معاني عميقة تعكس المشاعر". الكلمات عندما تتجمع معا تشكل الجمل، والجمل تكون الفقرات والنصوص التي تحمل أفكارا ومشاعر يمكن من خلالها أن يتحقق الإنسان.
ورأت الحطاب أنه لا بد من إتقان أدوات الكتابة وتعلم الآليات المناسبة للقيام بذلك بمهارة. كما يجب وضع معايير واضحة عند التدريب بحيث تصبح الكتابة عملية تلقائية، ويستفيد المتدربون من التدريبات بشكل فعّال.
وأضافت الروائية علينا أن نتذكر أن اللغات هي حصيلة تراكمية، وأن هذه الدورة التدريبية تهدف إلى تجميع وتنسيق المهارات المختلفة التي اكتسبها كل شخص طوال سنوات التعليم.
وقالت الحطاب إن أهمية إتقان مهارة الكتابة في أنها تأتي في آخر مرحلة بعد إتقان مهارات الاستماع والتحدث والقراءة بأنواعها الجهرية والصامتة. لذلك، فإن الكتابة هي الهدف النهائي لهذه الدورة، ومن الضروري الصبر خلال فترة التدريب.
وخلصت الروائية إلى أنه يجب أن نتذكر أن المبدع يستخدم لغة إبداعية تتجاوز اللغة الوظيفية العادية. ولكل مبدع بصمته وأسلوبه الخاص الذي يرتبط بموهبته. الكتابة هي انعكاس للذات والروح بكل تفاعلاتها. قد يختلف الأسلوب من كاتب لآخر، لكن ذلك لا يمنع من العمل المستمر على تطوير الأدوات بشكل دائم ولا نهائي.
وكانت قد قالت مديرة الندوة دعاء صفوري "إن التدريب على مهارات مثل استخدام الضمائر (أنا) يعد من الأساسيات المهمة في التعبير عن الذات، وهو فعل بدائي في بناء الجمل. تحدثنا عن هذه المهارة في المستوى الأول، حيث يتم التركيز على القدرة على التعبير عن النفس بشكل صحيح. تختلف درجات الإتقان لهذه المهارة، لكن جوهرها يبقى ثابتا، وهو القدرة على التواصل بلغة تعكس الذات بكل أبعادها".
وأضافت صفوري إلى أن الكتابة الإبداعية تتطلب القدرة على التعبير عن النفس والروح وتفاعلاتها الداخلية. قد تتفاوت مستويات استخدام الكلمات بين الكتاب والمبدعين، لكن هذا لا يمنع من تقدير قوة اللغة وقدرتها على نقل الأفكار والمشاعر.
خلصت صفوري إلى أنه يجب أن نتذكر أن الكتابة الإبداعية لا تقتصر على الجمل التقليدية، بل هي عمل مستمر في تطوير الأدوات والمهارات. لذلك، من الضروري أن يكون العمل على تحسين الأدوات اللغوية مستمرا ولا نهائيا".
0 تعليق