فبراير 11, 2025 11:23 م
كاتب المقال : حازم عياد
![حازم عياد](https://assabeel.net/wp-content/uploads/2024/10/IMG_0015.jpeg-%D8%AE%D9%86%D9%85.jpeg)
التأسيس لحرب جديدة اقليمية وشاملة حصيلة السياسة الامريكية التي يقودها دونالد ترمب ونتنياهو اليوم.
نعم بالإمكان تأجيلها، ولكن من المستحيل تجنبها لوقت طويل ما دام ترمب في البيت الابيض، فالتعويل على مضي السنوات الاربع في مناورات سياسية ودبلوماسية تبددها تصريحات ترمب الاخيرة في البيت الابيض.
يمكن طرح الخطط لإعمار قطاع غزة، ويمكن الحديث عن اليوم التالي بدون حماس، ولكن لا يمكن تجنب الحرب والسقوف المرتفعة واللانهائية لدونالد ترمب ونتنياهو، سقوف يحكمها الجشع والطموح المفرط و تخمة القوة وسوء التصرف .
ذلك انه وإن افترضنا قبول العرب ومن ورائهم العالم الاسلامي شروط ترمب بتهجير الفلسطينيين فإن رغبة ترمب ونتنياهو بالتوسع الى ما وراء النهر والصحراء العربية لن يتوقف، فالجشع والطموح المفرط سيبقى الحكم الاساس الذي ثبتت فاعليته لترمب بعد كل تنازل يمكن ان يقدمه العرب او مناورة غير حاسمة لرسم حدود للطموحات والجشع الترمبي.
لم تكن باربرا توخمان تعبث عندما وضعت كتابها “مسير الحمقى”، ورسمت أسسها التي ذكرها الجنرال غيورا آيلاند يوم امس في مقالته متهماً نتنياهو بالامتناع عن الاستماع لما تقوله في كتابها، فآيلاند ما زال يعتقد ان حصار وتجويع غزة الحل الامثل بعد ان انهت جباليا خطته ومسيرة حمقه البائسة.
المهرب الوحيد من الحرب الاقليمية لن يكون إلا بوقوف العرب موحدين، وان يعجز الاحتلال عن مواجهة المقاومة في قطاع غزة، او ان ينشغل دونالد ترمب في حرب اكبر في هذا العالم الواسع، أو في الداخل الامريكي مع “الدولة العميقة” التي تتمنى له الفشل اكثر مما يتمناه له العرب والفلسطينيون.
ختامًا.. هامش المناورة ضيق، وهو هامش يؤكد ان باب الحرب الاقليمية بات واسعا، ويصعب تجنبه او إغلاقه بالأمنيات وهو اوسع من باب تهجير للفلسطينيين، والافضل الاستعداد لها بما يتوافر من امكانات لدول وشعوب المنطقة، ولعل الاستعداد للحرب يكون الرادع الوحيد والاخير لمنع ما بات شبه محتوم وهو الحرب ذاتها، ليكون المهرب من الحرب هو الحرب ذاتها.
0 تعليق