![طولكرم الضفة الاحتلال](https://assabeel.net/wp-content/uploads/2025/02/IMG_8511.jpeg)
السبيل-
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها في شمال الضفة الغربية المحتلة، لليوم الـ17 على التوالي، ولليوم الرابع على مخيم “نور شمس” شرقي المدينة.
يأتي ذلك في ظل استمرار عمليات المداهمة التي تنفذها قوات الاحتلال، حيث حولت عدداً من المنازل إلى ثكنات عسكرية ونقاط مراقبة، إلى جانب تدمير المرافق العامة وشبكات المياه والكهرباء، وتهجير السكان قسرًا، وسط حملة اعتقالات واسعة.
تعزيزات عسكرية وحصار مشدد
وأفاد المراسل بأن قوات الاحتلال تواصل إرسال تعزيزات عسكرية إضافية إلى المدينة ومخيميها، فيما نشرت وحدات من المشاة في الأحياء والحارات المختلفة، وسط إطلاق كثيف للرصاص الحي وتحليق مكثف لطائرات الاستطلاع.
كما أشار إلى أن قوات الاحتلال اقتحمت مسجد “عثمان بن عفان” (المعروف بالمسجد الجديد) وسط المدينة، واعتقلت عددًا من النازحين بعد استجوابهم ميدانيًا. وعُرف من بين المعتقلين: رمزي العارضة، ونور تركمان، ومحمود حسين من مخيم “طولكرم”، إضافة إلى بدر حكم حجازي الذي اعتُقل من منزله وسط المدينة.
وواصلت قوات الاحتلال حملات الاعتقال، حيث اعتقلت سيدتان شرقي طولكرم بعد مداهمة منزليهما، وهما: ربى الساعد “بسيسي” (45 عامًا) من بلدة رامين، وسيرين صعيدي من بلدة “بيت ليد”.
كما أُصيب شاب (19 عامًا) برصاص الاحتلال في بلدة “كفر اللبد” شرقي طولكرم، بعد محاصرة أحد المنازل في المنطقة، ونُقل إلى المستشفى لتلقي العلاج.
ولا تزال قوات الاحتلال تفرض حصارًا خانقًا على الحي الشرقي لمدينة طولكرم، خصوصًا في المناطق القريبة من المخيم، حيث استولت على ثلاثة مبانٍ، وحولتها إلى ثكنات عسكرية ونقاط للقناصة. كما تمنع السكان من مغادرة منازلهم أو حتى الظهور على النوافذ والشرفات.
ووجّه سكان الحي مناشدات عاجلة إلى الجهات الإنسانية، بما فيها الصليب الأحمر والهلال الأحمر، للتحرك الفوري لتفقد أوضاع العائلات المحاصرة، وتوفير المواد الغذائية والخدمات الصحية، خصوصًا لكبار السن وذوي الأمراض المزمنة.
واقتحمت قوات الاحتلال منازل الفلسطينيين في مخيم “نور شمس” وأخضعت سكانه لتحقيقات ميدانية ترافقها أعمال تنكيل وتخريب للممتلكات، إضافة إلى اعتقال عدد من السكان، وإلقاء قنابل صوتية داخل المنازل لنشر الخوف والهلع بين الأهالي.
وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال اقتحمت المساجد في المخيم، واستخدمت مكبرات الصوت للمطالبة بإخلاء السكان.
وفي إطار سياسة العقاب الجماعي، تواصل جرافات الاحتلال تدمير البنية التحتية والممتلكات في مختلف أنحاء المخيم، حيث جُرّف شارع “طولكرم–نابلس” بالكامل، كما تم نسف ثلاثة منازل خلال الحملة العسكرية المستمرة.
تصعيد في مخيم طولكرم وتحويله إلى منطقة عسكرية
وصعّدت قوات الاحتلال من وجودها العسكري في مخيم “طولكرم”، ونشرت وحدات مشاة في الحارات والمنازل المهجورة، محولة إياها إلى ثكنات عسكرية، وسط إطلاق كثيف للرصاص الحي. كما أحرقت منزل عائلة “العوفي” في حارة “مربعة حنون”.
وتواصل قوات الاحتلال الاستيلاء على منازل إضافية في محيط المخيم، خصوصًا في الحيين الشمالي والشرقي من المدينة، حيث حولتها إلى مواقع عسكرية ومقار للقناصة.
وفي ظل هذا الوضع المأساوي، ناشد الفلسطينيون، الذين ما زالوا داخل المخيم، الجهات الإنسانية لإيصال المواد الغذائية والمياه والأدوية، لا سيما حليب الأطفال، في ظل انقطاع جميع الخدمات الأساسية من ماء وكهرباء واتصالات نتيجة التدمير الممنهج للبنية التحتية.
إغلاق الطرق وتكثيف العمليات العسكرية
ويواصل الاحتلال إغلاق بوابة جسر جبارة عند المدخل الجنوبي لطولكرم، ما أدى إلى عزل المدينة عن قرى الكفريات لليوم الخامس على التوالي.
وأفادت تقارير بأن جيش الاحتلال خصص كتيبة عسكرية للعمل بشكل متواصل في مخيمي “طولكرم” و”نور شمس”، مما يشير إلى نية الاحتلال مواصلة عدوانه في المنطقة لفترة طويلة.
مخططات احتلالية لفرض سيطرة دائمة على المخيمات
وعلى صعيد متصل، كشفت صحيفة /يديعوت أحرونوت/ اليوم الأربعاء، نقلًا عن مصدر أمني، أن الاحتلال يدرس إبقاء قواته في مخيمي “طولكرم” و”نور شمس” على نحو دائم خلال الأشهر المقبلة، في خطوة تهدف إلى منع الفصائل المسلحة من إعادة بناء قدراتها.
وأشار المصدر إلى أن لهذا القرار تداعيات عسكرية وسياسية ومدنية كبيرة، حيث يسعى الاحتلال إلى ترسيخ وجوده الأمني في المخيمات الفلسطينية ومنع أي مقاومة مستقبلية.
أرقام صادمة عن حجم التهجير والتدمير
وأسفرت العملية العسكرية المستمرة في شمال الضفة الغربية عن تهجير أكثر من 49 ألف فلسطيني، وتدمير 60 بالمئة من المخيمات، وفقًا لما أعلنته وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”.
وبدأ جيش الاحتلال عدوانه العسكري على شمال الضفة الغربية في 21 كانون ثاني/يناير الماضي، حيث استهدف مدينة جنين ومخيمها والبلدات المجاورة، ما أسفر عن استشهاد 25 فلسطينيًا، وفقًا لوزارة الصحة في السلطة الفلسطينية.
ووسّع الاحتلال عملياته إلى مدينة طولكرم، يوم 27 كانون ثاني/يناير الماضي، حيث استشهد خمسة فلسطينيين، ثم شنّ في 2 شباط/فبراير هجومًا جديدًا على بلدة “طمون” ومخيم “الفارعة” في طوباس، واستمرت العملية 7 أيام في طمون، و11 يومًا في مخيم الفارعة.
0 تعليق