نتنياهو يسعى للإضرار بالصفقة

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

بقلم: حاييم لفنسون  12/2/2025

يبدو أن الساحر فعل ذلك مرة أخرى، هذه المرة حتى أسرع مما هو متوقع. بعد 23 يوما على البدء في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس، فإن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو نجح في إيجاد طريقة لتفجيره. هو وجد نفسه في اتفاق تم فرضه عليه، الذي هدد حكومته وأضر بشعبيته في أوساط قاعدته وشوش على الأبواق. منذ ذلك الحين، هو فعل كل ما في استطاعته للإضرار به. في النهار يقوم بإرسال رسائل مؤثرة حول فدية الأسرى، وفي الليل يقوم بالاتصال بواشنطن والبحث عن طرق للتدمير. في الوقت الحالي يبدو أنه نجح في ذلك. معنى تصريحه أمس، الذي أعلن فيه بأنه لن يواصل المفاوضات على المرحلة الثانية، وطلب من حماس إطلاق سراح جميع المخطوفين، هو تفجير واضح للاتفاق وتحطيم أمل بعض عائلات المخطوفين الذين كادوا يستعيدون أعزاءهم.اضافة اعلان
الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يريد إعادة المخطوفين. مبعوثه ستيف ويتكون يرى في ذلك مهمة شخصية بالنسبة له. عائلات المخطوفين التي التقت معه تحدثت عن الشخص الذي فقد ابنه وأدمن على البنتنيل، ويعتبر إعادة المخطوفين الى البيت نوعا من التعويض. أمس، سافر الى موسكو من أجل إعادة مواطن أميركي، مارك فوغل، الذي كان معتقلا هناك منذ العام 2021. في بداية الأسبوع المقبل، وإذا كانت هناك حاجة، فإنه سيأتي الى إسرائيل. في الولايات المتحدة يتفاخرون بتحرير أسرى أميركيين في كل أرجاء العالم، ويريدون رؤية عودة المواطنين الأميركيين المحتجزين في القطاع الى الوطن. ترامب يعتقد أنه يساعد إسرائيل بواسطة إطلاق تصريحاته العلنية. المشكلة هي أنه فقط هو يزعج.
نتنياهو أكثر ذكاء من ترامب بأضعاف. وهو يعطي الرئيس الأميركي وجبة التملق والاهتمام التي هو بحاجة إليها طوال الوقت، ويستخدمه من أجل التوحد مجددا مع أحزاب اليمين في حكومته، الحفاظ على سموتريتش في الحكومة وجعل بن غفير يعود اليها. نتنياهو يعرف أن التصريحات الطنانة تزعج إعادة المخطوفين ولا تدفع قدما بإعادتهم، لكنه ينشغل أكثر ببقاء حكومته. مع ذلك، من يعيش في جهنم منذ ثماني سنوات هو نفسه، وليس من هو مكبل الى الحائط. الآن هو في وضع مثالي، حيث إنه إذا كان ترامب يطالب بجميع المخطوفين فمن هو ليقول لا؟ "يمكن بيعهم إعادة جميع المخطوفين" و"الحرب بكل القوة ومن دون قيود". بعد ذلك بالطبع، خطة ترامب "لنقل سكان غزة". في هذه الحالة من سيكون لديه الوضع سيئ هنا؟
مع ذلك، رغم أنه يبدو أن الصفقة منتهية حتى يوم السبت، إلا أننا لا نعرف ذلك. العودة الى الحرب ما تزال عملية مناقضة لمصالح أميركا، التي تشمل أيضا الصفقة السعودية للسلام في الشرق الأوسط. في قطر يعملون الآن على إنقاذ الصفقة. وإذا قامت حماس بإطلاق سراح ثلاثة مخطوفين، كما تم الاتفاق من البداية، فإن تصريحات ترامب ونتنياهو سيتم تحديها بالاتفاق الذي يعمل والأشخاص الذين يعودون الى البيت.
ترامب يعتقد أنه إذا رفع مبلغ الرهان فإنه سينجح في جلب عدد أكبر من المخطوفين. ربما هذا صحيح وربما لا. الفرق بين هذه الصفقة وبين صفقاته العقارية هو أنه في حالة الفشل في الفنادق في نيوجيرسي، بالحد الأقصى تفلس، في هذه الحالة إذا تفجرت الصفقة ولم تتم إعادة المخطوفين لأن وجهتنا هي نحو الحرب، فإن من سيدفع الثمن هم الأشخاص الذين سيدفنون في غزة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق