بعد ساعات من اتصال دام ساعة ونصف بين الرئيس الامريكي دونالد ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، خرج وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث امام مضيفية من دول حلف الناتو في بروكسل ليقول: ما نفعله ليس “خيانة لكييف” وأتوقع من الحلفاء إجراء مفاوضات صادقة مع روسيا.
الاتصال الذي دام 90 دقيقة ادخل الدول الاوروبية الشريكة في حالة من الصدمة والخيرة التي انعكست في الجهود المضينة التي بذلها وزير الدفاع الامريكي هيغست لتسويق الحدث بالقول:أن دونالد ترمب رجل الصفقات وهو الاقدر على انجازها.
الاستدارة الامريكية سريعة من الانفتاح الى العزلة من مبدا الرئيس هاري ترومان للتدخل في المنطقة العربية ومواجهة الاتحاد السوفيتي الى مبدا جيمس مونرو للعزلة والتركيز على اميركا الجنوبية والشمالية، و من غزة الى كييف نقلت ادارة ترمب الاهتمام والاضواء من اتفاق كان على وشك الانهيار الى اتفاق على وشك الانجاز بعيدا عن اعين الشركاء الاوروبيين.
ترمب بعد ان ادخل علاقة الولايات المتحدة بالدول العربية الصديقة والشريكة للولايات المتحدة في ازمة ادخل العلاقة بين دول الناتو والولايات في ازمة اكبر ، كانت متوقعة و لم يطل انتظارها طويلا بعد اتصال ترمب بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
من الواضخ ان اميركا في سباق مع شئ ما، لا احد يعلم ماهيته، ولكن نجده مبعثرا في ثنايا التحركات و الكلمات، ففي الوقت الذي اعلن فيه هيغست نية بلاده التوصل الى اتفاق مع روسيا مع تطمينات بعدم الانسحاب او تخفيض القوات الامريكية في اوروبا ، علما انها النتيجة الطبيعة للاتفاق، اعلن البنتاغون( وزارة الدفاع الامريكية) تعرض حاملة الطائرات الامريكية النووية من طراز (نيمتز) المعروفة باسم (هاري ترومان) باضرار جسيمة نتيجية اصطدامها بسفينة تجارية بالقرب من جمهورية مصر العربية، علما ان حاملة الطائرات تبحر بالعادة وهي محاطة بقطع بحرية لحمايتها من طرادات ومدمرات واجهزة استشعار متقدمة جدا.
امريكا لا ترغب في الحرب لا في قطاع غزة ولا في اوكرانيا وهي منشغلة بترميم اقتصادها دون ان تعترف بذلك، تنسحب لخفض التكاليف لكنها تحدث الكثير من الجلبة والضجيج لاخفاء ذلك، لتقول بصراحة لاوروبا ان اردت قتالا مع روسيا فعليك ان تفعلي ذلك من جيبك، وفي المقابل تقول للكيان الاسرائيلي يمكنك ان تقاتل بامولانا ولكن ليس بجنودنا وحاملات طائراتنا.