عمان- سعادة، محبة، دموع فرح، قد يعتقد البعض أن هذا هو تعريف الحب بين العشاق بمعناه العاطفي، لكن الحقيقة أن الحب يترك بصمته في كل تفاصيل حياتنا. نجده في طبطبة الأب، وحضن الأم، ومساندة الأخ، ومحبة الأخت، وألفة الأصدقاء. إنه يكبر بداخلنا يوما بعد يوم، بطرق مختلفة ومتعددة.اضافة اعلان
وفي يوم الحب، الذي يصادف الرابع عشر من شباط (فبراير) من كل عام، يحتفل العالم بـ"الفالنتاين" كفرصة للتعبير عن المشاعر الصادقة التي تحمل الود والمحبة.
اختار العالم هذا اليوم ليكون مناسبة نعبر فيها عن امتناننا لكل من كان السند والحضن الدافئ في حياتنا، ولكل من يحتل مكانة خاصة في قلوبنا. فالحب ليس مجرد كلمات، بل هو أفعال تمنحنا السعادة، وتزرع فينا الأمل، والطمأنينة.
فمشاعر الحب أعمق مما يتخيله الكثيرون، فهو نبض الحياة الذي يمنح السرور والطمأنينة. يبدأ بالكلمات، لكنه يزهر بالأفعال من احترام، وتقدير، واهتمام، فجميع هذه المشاعر تتدفق إلى القلب لتمنحه الدفء.
وفلسفة الحب أعمق بكثير من أن تختزلها الكلمات، فهو عالم واسع لمن يجيد التعبير عنه. لا يقتصر على الأفعال وحدها، ولا تغني عنه الكلمات فقط، بل يجب أن نراه، ونسمعه، ونشعر به. فالحب له أشكال عديدة، بعضها قد نجهله أو لا ندركه في لحظته. وتزامنا مع عيد الحب… ماذا يحتاج الناس في هذا اليوم؟
استشارية الصحة النفسية الأسرية والتربوية حنين البطوش، بينت أن الحب شعور إنساني معقد وعميق، هو تجربة تؤثر فينا بطرق متنوعة.
واصطلاحا هو ميل القلب إلى المحبوب مع الشعور بالانجذاب نحوه والرغبة في التقرب إليه، فالحب هو فلسفة عميقة تتجاوز مجرد الاحتفال بيوم واحد في السنة، إنه شعور إنساني يتجسد في الأفعال والكلمات والمشاعر التي تعكس الاهتمام والأمان والانتماء والتقدير.
الحب "مهدئ طبيعي" يقلل
من إفراز هرمونات التوتر
وتؤكد البطوش أن للحب أهمية كبيرة في حياة الإنسان، فهو يمنح السعادة والرضا، ويعزز الصحة الجسدية، ويحسن العلاقات الاجتماعية، ويدفع إلى العمل والإنجاز، ويساعد على النمو الروحي.
وتذكر البطوش أن هناك علامات للحب الحقيقي منها الاهتمام والتقدير والثقة والتضحية والإخلاص والتسامح، إذ إن الحب هو شعور إنساني نبيل، وهو أساس العلاقات الاجتماعية السعيدة، لذلك يجب أن نحرص على تنميته في قلوبنا وأن نعبر عنه بطرق صحيحة ومناسبة.
وتبين البطوش أن للحب تأثيرات عميقة ومتنوعة على الفرد من الناحية النفسية، فهو يجلب السعادة والرضا من خلال زيادة إفراز هرمونات السعادة مثل الدوبامين والأوكسيتوسين، مما يحسن المزاج ويقلل من القلق والاكتئاب، مشيرة إلى أن العلاقات العاطفية الصحية تمنح الشخص شعورا بالرضا والأمان، مما يقوي احترامه لذاته وثقته بنفسه.
إلى ذلك، فإن الحب يقلل من التوتر والقلق، حيث يعمل كمهدئ طبيعي يقلل من إفراز هرمونات التوتر، ويمنح الشخص شعورا بالأمان والاطمئنان بوجود شخص يحبه ويدعمه، مما يقلل من الشعور بالوحدة والعزلة.
والحب يحسن الصحة النفسية بحسب البطوش، من خلال تعزيز الثقة بالنفس، حيث إن الحب غير المشروط يعزز شعور الشخص بقيمته وأهميته، ويساعد على تطوير الذات من خلال العلاقات العاطفية الإيجابية التي تعلم الشخص كيفية التواصل والتفاهم مع الآخرين.
وتضيف البطوش إن الحب يزيد من التعاطف مع الآخرين ويحسن الأداء المعرفي مثل الذاكرة والتركيز، وقد يؤدي أيضا إلى تحسين صحة القلب وخفض ضغط الدم وتقوية جهاز المناعة.
وبالرغم من ذلك يجب أن ندرك أن الحب ليس دائما إيجابيا بحسب البطوش، فالعلاقات غير الصحية قد تؤدي إلى نتائج عكسية مثل زيادة التوتر والقلق والاكتئاب.
وتذكر البطوش أن الحب يأخذ أشكالا متعددة وليس فقط رومانسيا، بل يتجلى في علاقات الصداقة والأسرة، فهو أساس العلاقات الإنسانية الصحية التي تقوم على الاحترام المتبادل والتفاهم والدعم، مؤكدة أن الحب يلعب دورا حاسما في صحة الفرد النفسية وسعادته، لذلك يجب أن يكون حبا صحيا ومتبادلا.
الحب الحقيقي يتطلب
الالتزام والتضحية
ومن الناحية التربوية تؤكد البطوش أن الحب يبدأ مع الإنسان منذ الصغر، وينمو ويتشكل ويتعمق داخله مع مرور الوقت، لكن هذا الحب قد يتكامل أو تنقصه بعض الجوانب بفعل عوامل عديدة، مما يؤدي إلى فقدان البعض لمعانيه الحقيقية.
ومنها عوامل نفسية، مثل تجارب الطفولة والشخصية الفردية والميول العاطفية، تلعب دورا كبيرا في تشكيل مفهوم الحب، موضحة أن الأشخاص الذين عانوا من نقص في الحب في طفولتهم قد يجدون صعوبة في تشكيل علاقات صحية في المستقبل.
ووفق البطوش فإن العوامل التربوية، مثل طريقة التربية والتنشئة الاجتماعية والقيم والمعتقدات، تؤثر أيضا على كيفية فهمنا للحب، فالأشخاص الذين تربوا في بيئات صارمة أو غير داعمة قد يجدون صعوبة في التعبير عن مشاعرهم أو بناء علاقات قوية، مبينة أنه عندما يتأثر الحب بهذه العوامل، قد يفقد معناه الحقيقي ويتحول إلى مجرد كلمات أو أفعال فارغة.
ووفقا لذلك، من المهم أن نفهم العوامل التي تؤثر على مفهوم الحب، حتى نتمكن من بناء علاقات صحية وسعيدة، مشددة انه يجب أن ندرك أن الحب الحقيقي يتطلب أكثر من مجرد مشاعر، بل يتطلب أيضا الالتزام والتضحية والتفاهم المتبادل، وتقول "الحب رحلة مستمرة من النمو والتطور، وينبغي أن نكون على استعداد لاستكشاف أنفسنا وعواطفنا، وأن نتعلم كيف نحب أنفسنا والآخرين بطريقة صحية ومناسبة".
والحب ليس مجرد يوم واحد في السنة، بل هو شعور يجب أن نعتني به ونغذيه كل يوم.
التنشئة تلعب دورا محوريا
في تشكيل مفهوم الحب
ومن جهة أخرى تشير البطوش إلى أن بعضهم يعاني صعوبة في التعبير عن الحب، سواء بالكلمات أو الأفعال، وهذا يعود إلى عدة عوامل متداخلة تؤثر في تشكيل مفهوم الحب لديهم وتجربتهم معه.
وتؤكد أن طريقة التنشئة تلعب دورا محوريا في ذلك، فقد يكون الشخص قد تعرض لتجارب سلبية في العلاقات السابقة، مثل الخيانة أو الإهانة، مما يجعله يخشى التعبير عن مشاعره خوفا من تكرار الألم، والخوف من عدم تقبل الطرف الآخر لمشاعره قد يدفع الشخص إلى كبتها وعدم البوح بها.
وفي بعض المجتمعات يُنظر إلى التعبير عن المشاعر، خاصة الحب، على أنه ضعف أو عدم رجولة بحسب البطوش، مما يجعل الرجال أكثر عرضة لكبت مشاعرهم.
وتكمل البطوش، بعض الأشخاص يتميزون بشخصية خجولة أو انطوائية، مما يجعلهم يجدون صعوبة في التعبير عن مشاعرهم سواء كانت حبا أو غيره، والأشخاص الذين نشأوا في بيئات لا تشجع على التعبير عن المشاعر، أو تعتبرها أمرا غير ضروري، قد يجدون صعوبة في التعبير عن حبهم لأنهم لم يتعودوا على ذلك. وتؤكد أن عدم القدرة على التعبير عن الحب ليست بالضرورة علامة على عدم وجود مشاعر، فقد تكون ناتجة عن عوامل مختلفة، بما في ذلك طريقة التنشئة وفهم هذه العوامل يمكن أن يساعد الأشخاص على التغلب على هذه الصعوبة وتعلم كيفية التعبير عن حبهم بطرق صحية ومناسبة.
كما أن التنشئة تلعب دورا محوريا في تشكيل مفهوم الحب لدى الفرد، فالقدوة الحسنة، خاصة الوالدين، تعلم الطفل الكثير عن الحب من خلال مراقبة علاقاتهم، فعندما يعبر الوالدان عن حبهما لبعضهما البعض ولأطفالهما بشكل علني، يتعلم الطفل أن التعبير عن الحب أمر طبيعي وصحي.
والرسائل التي يتلقاها الطفل عن الحب من والديه وأفراد أسرته والمجتمع المحيط به تلعب دورا كبيرا في تشكيل مفهومه للحب، فإذا كانت هذه الرسائل إيجابية ومشجعة على التعبير عن الحب، فمن المرجح أن يكون الطفل قادرا على التعبير عن حبه بسهولة.
وكما تؤثر تجارب الطفولة المبكرة، مثل علاقات الطفل مع والديه وأشقائه وأقرانه، بشكل كبير على تطوره العاطفي وتشكيل مفهومه للحب، فإذا كانت هذه التجارب إيجابية وداعمة، فمن المرجح أن يكون الطفل قادرا على تشكيل علاقات صحية في المستقبل.
وتؤكد البطوش أن التربية بالحب بوجود التناغم والاحترام في العلاقة بين الأهل والأطفال، والذكاء في معرفة متى نتكلم، وكيف نصغي والتركيز على النظر للطفل كإنسان لديه أحاسيس، لذلك يجب على الأهل أن ينتقلوا من الشكوى أن أطفالهم مزعجون ومتعبون، ليبحثوا عن السبيل الأنجع للتعامل معهم.
الحب هو أن تكون حازما ومتعاونا عطوفا في الوقت نفسه بحسب البطوش، فالتربية بالحب هي أسلوب حياة لا يقتصر فقط على تربية الأهل للأولاد بل يتعداه إلى تعامل المعلمين في المدرسة مع تلاميذهم نظرا لتأثيرهم الكبير على الأولاد.
طرق للتعبير عن الحب
وتقول البطوش: لتحقيق معادلة الحب الناجح والتعبير عنه، يمكن للفرد اتباع عدة طرق متكاملة، أولا، فهم الذات والآخر، وذلك من خلال اكتشاف لغات الحب المختلفة، سواء كانت كلمات التشجيع، قضاء الوقت معا، الهدايا، وفهم لغة الحب الخاصة به وبمن يحب مما يمكنه من التعبير عن حبه بطريقة يفهمها ويقدرها الطرف الآخر.
وثانيا: والأهم يجب التعبير عن الحب بالكلمات والأفعال، فلا تتردد في التعبير عن حبك بالكلمات، سواء كانت كلمات بسيطة مثل "أحبك" أو كلمات أعمق، ولا تخف من البوح بمشاعرك.
ويجب ان نتذكر بأن الحب ليس مجرد كلمات، بل يجب أن يتجسد بالأفعال، فقم بأفعال صغيرة وكبيرة تعبر عن اهتمامك وحبك لمن حولك، مثل تقديم المساعدة، قضاء الوقت معا، أو تقديم الهدايا،حيث تعتبر الهدايا وسيلة من وسائل التعبير عن الحب، ولكنها ليست الوحيدة، ولا ينبغي أن تكون كذلك.
وثالثا: يتطلب الحب بناء علاقات صحية بحسب البطوش، وذلك بأن تكون متواجدا في حياة من تحب، وتشاركهم لحظاتهم السعيدة والحزينة، لأن الاستماع والاهتمام هما جزءان أساسيا من الحب، والدعم لمن تحب في تحقيق أحلامهم وطموحاتهم، والوقوف بجانبهم في الأوقات الصعبة، لأن الدعم المتبادل يقوي العلاقات.
وفي يوم الحب، الذي يصادف الرابع عشر من شباط (فبراير) من كل عام، يحتفل العالم بـ"الفالنتاين" كفرصة للتعبير عن المشاعر الصادقة التي تحمل الود والمحبة.
اختار العالم هذا اليوم ليكون مناسبة نعبر فيها عن امتناننا لكل من كان السند والحضن الدافئ في حياتنا، ولكل من يحتل مكانة خاصة في قلوبنا. فالحب ليس مجرد كلمات، بل هو أفعال تمنحنا السعادة، وتزرع فينا الأمل، والطمأنينة.
فمشاعر الحب أعمق مما يتخيله الكثيرون، فهو نبض الحياة الذي يمنح السرور والطمأنينة. يبدأ بالكلمات، لكنه يزهر بالأفعال من احترام، وتقدير، واهتمام، فجميع هذه المشاعر تتدفق إلى القلب لتمنحه الدفء.
وفلسفة الحب أعمق بكثير من أن تختزلها الكلمات، فهو عالم واسع لمن يجيد التعبير عنه. لا يقتصر على الأفعال وحدها، ولا تغني عنه الكلمات فقط، بل يجب أن نراه، ونسمعه، ونشعر به. فالحب له أشكال عديدة، بعضها قد نجهله أو لا ندركه في لحظته. وتزامنا مع عيد الحب… ماذا يحتاج الناس في هذا اليوم؟
استشارية الصحة النفسية الأسرية والتربوية حنين البطوش، بينت أن الحب شعور إنساني معقد وعميق، هو تجربة تؤثر فينا بطرق متنوعة.
واصطلاحا هو ميل القلب إلى المحبوب مع الشعور بالانجذاب نحوه والرغبة في التقرب إليه، فالحب هو فلسفة عميقة تتجاوز مجرد الاحتفال بيوم واحد في السنة، إنه شعور إنساني يتجسد في الأفعال والكلمات والمشاعر التي تعكس الاهتمام والأمان والانتماء والتقدير.
الحب "مهدئ طبيعي" يقلل
من إفراز هرمونات التوتر
وتؤكد البطوش أن للحب أهمية كبيرة في حياة الإنسان، فهو يمنح السعادة والرضا، ويعزز الصحة الجسدية، ويحسن العلاقات الاجتماعية، ويدفع إلى العمل والإنجاز، ويساعد على النمو الروحي.
وتذكر البطوش أن هناك علامات للحب الحقيقي منها الاهتمام والتقدير والثقة والتضحية والإخلاص والتسامح، إذ إن الحب هو شعور إنساني نبيل، وهو أساس العلاقات الاجتماعية السعيدة، لذلك يجب أن نحرص على تنميته في قلوبنا وأن نعبر عنه بطرق صحيحة ومناسبة.
وتبين البطوش أن للحب تأثيرات عميقة ومتنوعة على الفرد من الناحية النفسية، فهو يجلب السعادة والرضا من خلال زيادة إفراز هرمونات السعادة مثل الدوبامين والأوكسيتوسين، مما يحسن المزاج ويقلل من القلق والاكتئاب، مشيرة إلى أن العلاقات العاطفية الصحية تمنح الشخص شعورا بالرضا والأمان، مما يقوي احترامه لذاته وثقته بنفسه.
إلى ذلك، فإن الحب يقلل من التوتر والقلق، حيث يعمل كمهدئ طبيعي يقلل من إفراز هرمونات التوتر، ويمنح الشخص شعورا بالأمان والاطمئنان بوجود شخص يحبه ويدعمه، مما يقلل من الشعور بالوحدة والعزلة.
والحب يحسن الصحة النفسية بحسب البطوش، من خلال تعزيز الثقة بالنفس، حيث إن الحب غير المشروط يعزز شعور الشخص بقيمته وأهميته، ويساعد على تطوير الذات من خلال العلاقات العاطفية الإيجابية التي تعلم الشخص كيفية التواصل والتفاهم مع الآخرين.
وتضيف البطوش إن الحب يزيد من التعاطف مع الآخرين ويحسن الأداء المعرفي مثل الذاكرة والتركيز، وقد يؤدي أيضا إلى تحسين صحة القلب وخفض ضغط الدم وتقوية جهاز المناعة.
وبالرغم من ذلك يجب أن ندرك أن الحب ليس دائما إيجابيا بحسب البطوش، فالعلاقات غير الصحية قد تؤدي إلى نتائج عكسية مثل زيادة التوتر والقلق والاكتئاب.
وتذكر البطوش أن الحب يأخذ أشكالا متعددة وليس فقط رومانسيا، بل يتجلى في علاقات الصداقة والأسرة، فهو أساس العلاقات الإنسانية الصحية التي تقوم على الاحترام المتبادل والتفاهم والدعم، مؤكدة أن الحب يلعب دورا حاسما في صحة الفرد النفسية وسعادته، لذلك يجب أن يكون حبا صحيا ومتبادلا.
الحب الحقيقي يتطلب
الالتزام والتضحية
ومن الناحية التربوية تؤكد البطوش أن الحب يبدأ مع الإنسان منذ الصغر، وينمو ويتشكل ويتعمق داخله مع مرور الوقت، لكن هذا الحب قد يتكامل أو تنقصه بعض الجوانب بفعل عوامل عديدة، مما يؤدي إلى فقدان البعض لمعانيه الحقيقية.
ومنها عوامل نفسية، مثل تجارب الطفولة والشخصية الفردية والميول العاطفية، تلعب دورا كبيرا في تشكيل مفهوم الحب، موضحة أن الأشخاص الذين عانوا من نقص في الحب في طفولتهم قد يجدون صعوبة في تشكيل علاقات صحية في المستقبل.
ووفق البطوش فإن العوامل التربوية، مثل طريقة التربية والتنشئة الاجتماعية والقيم والمعتقدات، تؤثر أيضا على كيفية فهمنا للحب، فالأشخاص الذين تربوا في بيئات صارمة أو غير داعمة قد يجدون صعوبة في التعبير عن مشاعرهم أو بناء علاقات قوية، مبينة أنه عندما يتأثر الحب بهذه العوامل، قد يفقد معناه الحقيقي ويتحول إلى مجرد كلمات أو أفعال فارغة.
ووفقا لذلك، من المهم أن نفهم العوامل التي تؤثر على مفهوم الحب، حتى نتمكن من بناء علاقات صحية وسعيدة، مشددة انه يجب أن ندرك أن الحب الحقيقي يتطلب أكثر من مجرد مشاعر، بل يتطلب أيضا الالتزام والتضحية والتفاهم المتبادل، وتقول "الحب رحلة مستمرة من النمو والتطور، وينبغي أن نكون على استعداد لاستكشاف أنفسنا وعواطفنا، وأن نتعلم كيف نحب أنفسنا والآخرين بطريقة صحية ومناسبة".
والحب ليس مجرد يوم واحد في السنة، بل هو شعور يجب أن نعتني به ونغذيه كل يوم.
التنشئة تلعب دورا محوريا
في تشكيل مفهوم الحب
ومن جهة أخرى تشير البطوش إلى أن بعضهم يعاني صعوبة في التعبير عن الحب، سواء بالكلمات أو الأفعال، وهذا يعود إلى عدة عوامل متداخلة تؤثر في تشكيل مفهوم الحب لديهم وتجربتهم معه.
وتؤكد أن طريقة التنشئة تلعب دورا محوريا في ذلك، فقد يكون الشخص قد تعرض لتجارب سلبية في العلاقات السابقة، مثل الخيانة أو الإهانة، مما يجعله يخشى التعبير عن مشاعره خوفا من تكرار الألم، والخوف من عدم تقبل الطرف الآخر لمشاعره قد يدفع الشخص إلى كبتها وعدم البوح بها.
وفي بعض المجتمعات يُنظر إلى التعبير عن المشاعر، خاصة الحب، على أنه ضعف أو عدم رجولة بحسب البطوش، مما يجعل الرجال أكثر عرضة لكبت مشاعرهم.
وتكمل البطوش، بعض الأشخاص يتميزون بشخصية خجولة أو انطوائية، مما يجعلهم يجدون صعوبة في التعبير عن مشاعرهم سواء كانت حبا أو غيره، والأشخاص الذين نشأوا في بيئات لا تشجع على التعبير عن المشاعر، أو تعتبرها أمرا غير ضروري، قد يجدون صعوبة في التعبير عن حبهم لأنهم لم يتعودوا على ذلك. وتؤكد أن عدم القدرة على التعبير عن الحب ليست بالضرورة علامة على عدم وجود مشاعر، فقد تكون ناتجة عن عوامل مختلفة، بما في ذلك طريقة التنشئة وفهم هذه العوامل يمكن أن يساعد الأشخاص على التغلب على هذه الصعوبة وتعلم كيفية التعبير عن حبهم بطرق صحية ومناسبة.
كما أن التنشئة تلعب دورا محوريا في تشكيل مفهوم الحب لدى الفرد، فالقدوة الحسنة، خاصة الوالدين، تعلم الطفل الكثير عن الحب من خلال مراقبة علاقاتهم، فعندما يعبر الوالدان عن حبهما لبعضهما البعض ولأطفالهما بشكل علني، يتعلم الطفل أن التعبير عن الحب أمر طبيعي وصحي.
والرسائل التي يتلقاها الطفل عن الحب من والديه وأفراد أسرته والمجتمع المحيط به تلعب دورا كبيرا في تشكيل مفهومه للحب، فإذا كانت هذه الرسائل إيجابية ومشجعة على التعبير عن الحب، فمن المرجح أن يكون الطفل قادرا على التعبير عن حبه بسهولة.
وكما تؤثر تجارب الطفولة المبكرة، مثل علاقات الطفل مع والديه وأشقائه وأقرانه، بشكل كبير على تطوره العاطفي وتشكيل مفهومه للحب، فإذا كانت هذه التجارب إيجابية وداعمة، فمن المرجح أن يكون الطفل قادرا على تشكيل علاقات صحية في المستقبل.
وتؤكد البطوش أن التربية بالحب بوجود التناغم والاحترام في العلاقة بين الأهل والأطفال، والذكاء في معرفة متى نتكلم، وكيف نصغي والتركيز على النظر للطفل كإنسان لديه أحاسيس، لذلك يجب على الأهل أن ينتقلوا من الشكوى أن أطفالهم مزعجون ومتعبون، ليبحثوا عن السبيل الأنجع للتعامل معهم.
الحب هو أن تكون حازما ومتعاونا عطوفا في الوقت نفسه بحسب البطوش، فالتربية بالحب هي أسلوب حياة لا يقتصر فقط على تربية الأهل للأولاد بل يتعداه إلى تعامل المعلمين في المدرسة مع تلاميذهم نظرا لتأثيرهم الكبير على الأولاد.
طرق للتعبير عن الحب
وتقول البطوش: لتحقيق معادلة الحب الناجح والتعبير عنه، يمكن للفرد اتباع عدة طرق متكاملة، أولا، فهم الذات والآخر، وذلك من خلال اكتشاف لغات الحب المختلفة، سواء كانت كلمات التشجيع، قضاء الوقت معا، الهدايا، وفهم لغة الحب الخاصة به وبمن يحب مما يمكنه من التعبير عن حبه بطريقة يفهمها ويقدرها الطرف الآخر.
وثانيا: والأهم يجب التعبير عن الحب بالكلمات والأفعال، فلا تتردد في التعبير عن حبك بالكلمات، سواء كانت كلمات بسيطة مثل "أحبك" أو كلمات أعمق، ولا تخف من البوح بمشاعرك.
ويجب ان نتذكر بأن الحب ليس مجرد كلمات، بل يجب أن يتجسد بالأفعال، فقم بأفعال صغيرة وكبيرة تعبر عن اهتمامك وحبك لمن حولك، مثل تقديم المساعدة، قضاء الوقت معا، أو تقديم الهدايا،حيث تعتبر الهدايا وسيلة من وسائل التعبير عن الحب، ولكنها ليست الوحيدة، ولا ينبغي أن تكون كذلك.
وثالثا: يتطلب الحب بناء علاقات صحية بحسب البطوش، وذلك بأن تكون متواجدا في حياة من تحب، وتشاركهم لحظاتهم السعيدة والحزينة، لأن الاستماع والاهتمام هما جزءان أساسيا من الحب، والدعم لمن تحب في تحقيق أحلامهم وطموحاتهم، والوقوف بجانبهم في الأوقات الصعبة، لأن الدعم المتبادل يقوي العلاقات.
0 تعليق