يصادف اليوم الرابع عشر من فبراير الذكرى الرابعة والعشرين منذ التصويت على ميثاق العمل الوطني في مملكة البحرين الذي كان يوماً تاريخياً ومفصلياً لوحدة الوطن، وهو حقيقة "ميثاق وطن" اجتمع كل شعب البحرين على كلمة وصوت واحد قالوا يومها "نعم للميثاق" في استفتاء شعبي بنسبة فاقت كل التوقعات بنسبة 98.4%، وهو ما يدل على الإجماع الوطني والرغبة الصادقة في بناء مستقبل مزدهر بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، حيث استطاع الميثاق أن يحقق نقلة نوعية فريدة للعمل السياسي الديمقراطي، كما أنه تجربة غنية بالمكتسبات الإيجابية تتجلى في دوره المحوري في ترسيخ دولة المؤسسات والقانون، مما جعل البحرين نموذجاً للتحديث والإصلاح في المنطقة.
ميثاق العمل الوطني لم يكن مجرد وثيقة سياسية، بل كان عقداً اجتماعياً يعكس توافق الشعب مع قيادته على تحقيق الرخاء والاستقرار ومواجهة التحديات بثقة وعزيمة، كما أنه مناسبة وطنية تعزّز قيم الولاء والانتماء للوطن والوحدة الوطنية. وفي كل عام تستذكر البحرين هذا اليوم بروح من الفخر والاعتزاز باعتباره يوماً وطنياً سيظل راسخاً في تاريخ الذاكرة البحرينية، لأن يوم الرابع عشر من فبراير لا يعبّر عن تصويت الشعب البحريني على ميثاق العمل الوطني وحسب، بل يُعدّ يوماً تجسّدت به رؤية جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه بإقامة دولة المؤسسات والقانون حيث شكّل قواعد صلبة لأساس الدولة وسيادتها ومنهجاً على طريق التطور الديمقراطي، كما أنه رسم لنا صور التلاحم وصدق الانتماء الوطني والعهد والولاء لجلالة الملك المعظم أيده الله.
يُعدّ ميثاق العمل الوطني، كمشروع وطني أجمع عليه شعب البحرين، تجربةً حقوقيةً وديمقراطيةً يأتي على قمة أولوياتها ضمان وتعزيز الحقوق والحريات العامة، حتى أصبحت مملكة البحرين مصدر إلهام للشعوب ونموذجاً في ثقافة التسامح والتعايش والانفتاح، فضلاً عن أنه جعل البحرين تتبوّأ مراكز متقدّمة عالمياً في مجالات حقوق الإنسان والحرية الديمقراطية ونشر ثقافات السلام والتعايش السلمي واحترام التعددية، لذلك سيبقى ميثاق العمل الوطني ملحمة وطنية عظيمة وعلامة مضيئة في تاريخ البحرين المعاصر، وهو بحق كما وصفه جلالة الملك المعظم أيده الله بأنه كان "فتحاً جديداً في تاريخ البحرين"، وهو ما جعل من المملكة تسير في خُطى ثابتة نحو التنمية وكانت الانعكاسات واضحة على مختلف المجالات وعلى كافة الأصعدة.
همسة
سيظل ميثاق العمل الوطني دائماً وأبداً منهجية وطنية تستلهم منه الأجيال المقبلة الرؤية الوطنية لمزيد من العمل والإنجاز في ظل دولة المؤسسات والقانون.
0 تعليق