ميثاق العمل الوطني.. "وثيقة ‏العهد الزاهر"

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يهلّ علينا اليوم الرابع عشر من فبراير، حاملاً معه ذكرى وطنيّة خالدة في وجدان شعب البحرين، تتمثّل في صدور ميثاق العمل الوطنيّ الّذي وضع الأسس المتينة لنهضة حضاريّة شاملة. في هذا اليوم، نستعيد اللحظة التاريخيّة الّتي أطلقت مبادرة سامية من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم حفظه اللّه ورعاه، فتلاقت مع إرادة شعبيّة جامعة سطرت أسمى صور التلاحم الوطني، والعهد والولاء لجلالة الملك المعظم أيده الله، وصدق الانتماء للوطن، لتكون هذه الوثيقة "وثيقة ‏العهد الزاهر" نقطة الانطلاقة في بناء دولة عصريّة ترتكز على قيم العدالة والحرّيّة والاستدامة.

لقد شكّل الميثاق اللبنة الأولى نحو تحديث الدستور وترسيخ دولة المؤسّسات والقانون، حيث أسّس لرؤية واضحة تحدّد المقوّمات السياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة للوطن، وعزّز مكانة البحرين خارجيّاً عبر سياسة دوليّة فاعلة ومشرّفة. وبفضل هذا الميثاق، تعزّز دور المؤسّسات الدستوريّة، كالمحكمة الدستوريّة وديوان الرقابة الماليّة والإداريّة، وانطلق المجلس التشريعيّ بمجلسيه المنتخب والمعيّن؛ في نموذج ديمقراطيّ أثبت نجاحه وتفاعله مع تطلّعات المواطنين في شتّى الميادين.

ومن هنا، برزت حرّيّة الرأي والتعبير وحرّيّة المعتقد، في إطار قانونيّ عادل يحفظ حقوق الإنسان، ويكفل المساواة وتكافؤ الفرص لجميع المواطنين. كما ارتكز الميثاق على مبادئ اجتماعيّة راسخة تؤكّد دور الأسرة في بناء مجتمع متكاتف أخلاقيّاً وفكريّاً، وتعزّز مكانة العمل والتعليم والثقافة والإعلام والعلوم والفنون بوصفها روافد التقدّم والازدهار. وقد أثمر كلّ ذلك عن تحقيق مراتب مشرّفة في تقارير التنمية البشريّة، ونيل المواطنين الكثير من الجوائز والتكريمات الإقليميّة والدوليّة.

ولم تتوقّف إنجازات الميثاق عند الجانب الداخليّ؛ بل امتدّت لترسيخ العلاقات الإقليميّة والدوليّة للبحرين، فهي عضو فعّال في المنظّمات العالميّة والعربيّة والإسلاميّة، تشارك بفاعليّة في دعم الأمن والاستقرار والسلّم العالميّ، رافعةً راية التسامح والتعايش واحترام سيادة الدول. كذلك أولى الميثاق اهتماماً خاصّاً بالنهوض الاقتصاديّ، فدعم القطاع الخاصّ وفتح الأبواب أمام الاستثمارات، مع الحفاظ على العدالة الاجتماعيّة. وقد انعكس ذلك إيجاباً على خطط التنمية الشاملة الّتي تبنّتها الحكومة الموقّرة برئاسة صاحب السموّ الملكيّ الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، وليّ العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه اللّه، الأمر الّذي عزّز مكانة البحرين مركزاً ماليّاً واستثماريّاً رائداً، تسهم مشروعاته التنمويّة المتواصلة في خدمة المواطنين ورفاههم.

إنّ إحياء ذكرى ميثاق العمل الوطنيّ هو تذكير دائم بالقيم العظيمة الّتي تجذّرت في وجدان أهل البحرين، وأساس صلب لمواصلة مسيرة النهضة التنمويّة في ظلّ قيادة جلالة الملك المعظم حفظه اللّه ورعاه، ومساندة صاحب السموّ الملكيّ وليّ العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه اللّه، وبسواعد أبناء الوطن المخلصين وفريق البحرين. ففي هذا اليوم، نسترجع لحظات تاريخيّة رسمت مستقبلاً زاهراً، ونجدّد العهد على المحافظة على المكتسبات الّتي تحقّقت، لتمضي مملكة البحرين في طريق التقدّم والازدهار، واثقة بخطاها نحو غد أكثر إشراقاً.

نسأل اللّه العليّ القدير أن يظلّ مجد البحرين شامخاً، وعزّها راسخاً، ونهضتها متجدّدة، في ظلّ القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة الملك المعظم، حفظه اللّه ورعاه، ليبقى هذا الوطن واحة للأمن والرخاء، ومنارة للإبداع والتقدّم، ونموذجاً يحتذى به في الوحدة والعزّة والريادة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق