تحليل لـCNN: محادثات الرياض بين أمريكا وروسيا انتهت بانتصار جزئي لموسكو وتراجع لموقف أوروبا - الأول نيوز

cnn 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تحليل بقلم نيك باتون والش من شبكة CNN  

(CNN)-- حققت روسيا فوزا صغيرا، وحصلت أوكرانيا على إعفاء طفيف ولكنها لا تزال غاضبة، وعادت أوروبا فجأة إلى الواجهة.

لقد منحت المحادثات بين الولايات المتحدة وروسيا التي اختتمت للتو في العاصمة السعودية  الرياض موسكو الكثير من الأسباب التي تجعلها سعيدة.

لقد صورت موسكو لفترة طويلة بشكل غير صحيح الحرب في أوكرانيا على أنها هجوم من جانب حلف شمال الأطلسي (الناتو) على روسيا، ويساعد هذا الاجتماع الثنائي على استمرار هذه الفكرة الخاطئة.

إن موسكو حصلت على نتائج عملية حقيقية أيضا، فقد اقترح وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن تعود السفارتان الأمريكية والروسية إلى مستوى تمثيل أعلى، بعد عمليات طرد متبادلة بدأت عندما استخدمت روسيا غاز أعصاب على الأراضي البريطانية ضد الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال.

إن روسيا تعود من العزلة، وربما يكون ذلك لأسباب منطقية للغاية. ولكن تلك العودة التي بدأت بإطلاق سراح المعلم الأمريكي مارك فوغل من قبل الكرملين مستمرة الآن مع استعادة المعايير الدبلوماسية جزئياً.

إن روسيا لم تتنازل عن لقاء وجها لوجه بين الرئيسين (دونالد) ترامب و(فلاديمير) بوتين، ولم تفز بانعقاده بعد، ومن غير الواضح لصالح من سيستفيد من هذا اللقاء في نهاية المطاف الآن، وسيكون مثل هذا اللقاء هو الدعامة الأساسية لسياسة ترامب من أجل السلام في أوكرانيا.

ولكن في هذه اللحظة من إعادة تأهيل روسيا للعودة من العزلة، قد يبدو الأمر وكأنه عمل من أعمال التطبيع يصب في مصلحة موسكو المباشرة ولكن هذا لن يحدث في أي وقت قريب.

ولن يكون هذا التباطؤ سبباً في إحداث قدر ضئيل من الفرح في كييف فلم ينتهِ اجتماع الرياض بوعد البيت الأبيض، الذي كان عازما على التقارب مع موسكو، بأن تقدم أوكرانيا تنازلات غير مقبولة من أجل التوصل إلى اتفاق سيئ بسرعة.

ومن المقرر أن تُسلَّم قضية السلام في أوكرانيا برمتها إلى فرق تفاوضية أخرى، وهو ما قد يؤدي إلى تأخير أي نتائج.

 وكان مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز يزن "التنازلات الإقليمية" و"الضمانات الأمنية" التي يتعين على الجانبين قبولها كواقع، فالأولى هي شيء يتعين على كييف أن تقدمه، والثانية هى شيء يتعين على موسكو أن تقبله على الأرجح.

ومن جانبه، كان رد فعل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الفوري هو إلغاء رحلته المخطط لها مسبقًا إلى الرياض يوم الأربعاء، حيث كان يأمل ربما في اللحاق بالقمة الأمريكية الروسية.

وبدلا من ذلك، انتقد بشدة الصفقات المتعلقة بأوكرانيا التي تم عقدها بدونها، وكيف علم بالقمة الأمريكية الروسية فقط من وسائل الإعلام، وقال: "لا أهتم إذا كان شركاؤنا يفكرون في شيء غير ضروري عنا".

وزيلينسكي غاضب بسبب التقارب الأمريكي الروسي الجاري، وليس لأن شيئًا جديدا مروعا ظهر من قمتهما.

وبشكل منفصل، وجد الأسبوع الأخير من الاضطرابات الجيوسياسية لحظة من الهدوء، عندما قبل المسؤولون الأمريكيون بأن أوروبا ستكون مهمة للمضي قدما.

 وأصر والتز على أن الرواية القائلة باستبعاد أوروبا وأوكرانيا من محادثات السلام كاذبة، حتى لو اختلف زيلينسكي بعد لحظات.

ولكن قبل أيام، قال مبعوث ترامب إلى أوكرانيا وروسيا، الجنرال كيث كيلوغ، في ميونيخ إن الأوروبيين لن يشاركوا في محادثات السلام بشأن أوكرانيا بسبب الجهود الدبلوماسية الفاشلة خلال الموجة الأولى من الصراع في 2015، ما أصاب أوروبا بالذعر، وبدأت في وضع خططها الخاصة.

 ومع ذلك، بعد 72 ساعة، تريد إدارة ترامب منهم أن يعرفوا أنهم لم يتوقفوا أبدًا عن كونهم مهمين.

 ونتوقع أن ترتفع المخاطر عندما يلتقي رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بترامب الأسبوع المقبل في واشنطن.

إن الافتقار إلى صفقة سريعة، والضجة والقلق في الأسبوع الماضي، كلها في نهاية المطاف في مصلحة بوتين.

 وفي ذلك الوقت، سمعت أوروبا وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث يقول إن الولايات المتحدة لم تعد ضامنة للأمن في أوروبا، ونائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس يدعي زورا أن حلفاء واشنطن الرئيسيين في أوروبا كانوا من الشموليين الذين يخافون من ناخبيهم، ومبعوث ترامب إلى أكبر حرب في أوروبا منذ الأربعينيات من القرن الماضي يصرح بأن أوروبا نفسها لن تكون جزءًا من أي اتفاق سلام.

 هذا على الرغم من احتياجهم المحتمل لقواتهم لمهمة حفظ السلام التي من المتوقع أن تكون في قلب أي ترتيب.

الواقع أن حلفاء الولايات المتحدة الدائمين في أوروبا أصبحوا في حالة من الهياج لاستيعاب ما لا يمكن تصوره: الدفاع عن الأراضي الأوروبية من روسيا المسلحة نوويا، من دون التهديد باستخدام القوة الأمريكية لصد عدوان موسكو.

وقد يبدو من الغريب أن أوروبا لم تفكر قط في أنها بحاجة إلى الدفاع عن نفسها بمفردها منذ نهاية الحرب الباردة ولكن تحالفها مع "الناتو" يقوم على المنافع المتبادلة: فقد كان وراء نشر بريطانيا لقواتها في العراق وبولندا لقواتها في أفغانستان، بنفس الطريقة التي يشكل بها قلب دفاع أوروبا عن أراضيها أيضا. 

ومزق تصريح هيجسيث القصير للغاية في بروكسل مفهوم حلف "الناتو".

 وبصرف النظر عن مدى محاولات إدارة ترامب لملمة شتات الأمر مرة أخرى، فإن النار التي أشعلت الأسبوع الماضي في بروكسل كانت بمثابة دفعة لأوروبا للدفاع عن نفسها، بقدر ما كانت فرصة روسية.

ومن المرجح أيضا أن تلعب الصفقة الأوسع بين واشنطن وموسكو دورا أكبر لصالح الأخيرة.

 فهي ترضي الرواية الخيالية الروسية بأنها في حرب غير مبررة ضد حلف شمال الأطلسي بأكمله. إن هذا الاتفاق يمنح روسيا مكانة مماثلة للولايات المتحدة مرة أخرى، بعد جرائم الحرب المزعومة والعزلة منذ غزو أوكرانيا عام 2022.

 وهذا يعني أن أوكرانيا أصبحت جزءًا من هذه الصفقة الأكبر، وليس اللعبة بأكملها.

 وفي نهاية المطاف، ينتهي الأمر بإعادة تأهيل روسيا للعودة إلى النظام العالمي، ومع ذلك، النمو الاقتصادي، والاحترام الدبلوماسي، والتسامح ربما بتكاليف محدودة أو تنازلات من موسكو.

ومع ذلك، فإن أكبر مشكلة في اتفاق السلام الذي يتم التوصل إليه ببطء هي خط المواجهة نفسه.

فروسيا تحقق فوزا، صحيح أن تقدمها بطيئًا ومكلفًا بشكل مؤلم، لكنه مستمر. 

والوقت في صالح بوتين الآن، وكلما طال أمد الذعر وإعادة الحسابات والقلق بين حلفاء أوكرانيا، أصبحت معنويات أوكرانيا وسيادتها أكثر هشاشة.

أخبار ذات صلة

0 تعليق