بدر علي قمبر
كعادتها، تقف دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة دائماً شريكاً فاعلاً، بل قلباً نابضاً بالخير والمحبة مع أشقائها في مملكة البحرين، من خلال مختلف المشروعات الإنسانية والإغاثية والاجتماعية، والتي اعتادت إدراجها ضمن المشروعات ذات الأولوية في منهجيتها. وهذا النهج الحكيم هو إرث قديم توارثه الأبناء عن الآباء والأجداد، وتعاظمت الجهود اليوم لتصبح هذه المشروعات مؤسسية ذات منهجية واضحة في خدمة المجتمعات والوطن.
مؤخراً، أصدر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، مرسوماً اتحادياً بإنشاء "مؤسسة إرث زايد الإنساني"، وذلك تخليداً لإرث الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه. وستعمل هذه المؤسسة على تنفيذ العديد من المبادرات والبرامج الإنسانية العالمية، وتوجيه الجهود نحو القضايا الأكثر تأثيراً في المجتمعين المحلي والعالمي، بما يسهم في تحقيق الأهداف الإنسانية والتنموية. ويندرج تحت هذه المؤسسة عدد من الجهات والمؤسسات التي تعمل في النطاق نفسه، ومنها مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، التي اعتادت أن تكون حاضرة دائمًا في مملكة البحرين، من خلال تنفيذ مشروعات الأعراس الجماعية، بالإضافة إلى بعض المبادرات الإغاثية الخارجية. ولعل هذا الكيان الإنساني الكبير هو في حد ذاته إنجازٌ يُخلّده التاريخ من أجل رعاية العمل الإنساني والاجتماعي.
وعندما نتحدث عن المبادرات الإنسانية التي اعتادت مؤسسة خليفة بن زايد على تنفيذها في مملكة البحرين، تأتي في مقدمتها مبادرة الأعراس الجماعية، حيث انتهت المؤسسة مؤخراً من تنظيم الحفل الثالث عشر للعرس الجماعي، الذي يُعد الأكبر في تاريخ الأعراس الجماعية في مملكة البحرين. وقد أقيم هذا الحفل يوم الخميس 20 فبراير في قاعة الشيخ عبدالعزيز بن محمد آل خليفة بجامعة البحرين، برعاية كريمة من سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب، حيث تم الاحتفاء بزواج (2020 شابّاً وشابّةً) من أبناء مملكة البحرين. وبذلك، يصل إجمالي عدد المستفيدين من الأعراس الجماعية التي رعتها مؤسسة خليفة بن زايد في مملكة البحرين إلى (11,746) شابّاً وشابّةً، حيث يتم الاحتفاء بهم سنوياً في حفل بهيج يرعاه قائد الشباب، سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة.
لقد كان هذا الحفل الجميل الذي أُقيم مؤخراً رسالةً معبّرةً عن التلاحم بين البلدين الشقيقين، وتجسيداً لمشاعر التكافل والتآخي، حيث ينبض القلب الواحد بالسعادة والبهجة. فما أجمل أن نشاهد هذه الصورة الفنية البديعة في قاعة جامعة البحرين، وهي تتزين بالعرسان الذين تملؤهم الفرحة والسعادة بين الحاضرين. هنيئاً لهم هذا الاحتفاء الرسمي البهيج، الذي يُنظَّم بأعلى المستويات بين البلدين الشقيقين. إنه حفلٌ يمنحنا جرعات من الأمل والدافعية والتفاؤل، ليكون الشباب عوناً وسنداً في نهضة الوطن وازدهاره، من خلال تأسيس أسر مستقرة تربي الأجيال على معاني الخير والصلاح والاستقامة، وتساعد الشباب ليكونوا لبنات المستقبل، يرفعون راية الوطن في جميع المحافل بعطائهم وإسهاماتهم في المجتمع.
نُبارك لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين المعظم، حفظه الله ورعاه، الرئيس الفخري للمؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية، زواجَ أبناء البحرين، ونشكره على رعايته واهتمامه بالشباب البحريني، ودعمه المستمر للمؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية، التي رعى تأسيسها قبل أربعة وعشرين عاماً، فأصبحت اليوم نبراساً للعمل الخيري. وقد تُوّجت هذه الجهود بالتنظيم الرائع والمتقن لبرامج كبيرة وبأسلوب فريد، حيث أشرفت المؤسسة بفريقها المتميز على تنظيم الأعراس الجماعية، وآخرها الحفل الثالث عشر، بالتعاون مع مؤسسة خليفة بن زايد. ومن حقنا أن نفخر بهذه المؤسسة التي ترعاها الأيادي الملكية الكريمة.
كما نُهنئ صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، على حرصه على استمرار هذه المبادرة المباركة، وتشجيعه للشباب البحريني. والشكر موصول إلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الموقر، على جهوده المشهودة في دعم برامج المؤسسة. كما نشيد بجهود سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، الذي اعتاد رعاية هذا الحفل البهيج، وحضوره الشخصي المستمر، مما يعكس حرصه الكبير على دعم برامج المؤسسة وتشجيع الشباب على التميز والارتقاء. ولا يفوتنا أن نثني على جهود ودعم سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، رئيس مؤسسة خليفة بن زايد، على اهتمامه الدائم بالاحتفاء السنوي بأبناء البحرين، ودعمه المستمر لمبادرة العرس الجماعي.
كلمة شكر وتقدير لا تفي بحق قيادة وأبناء دولة الإمارات الحبيبة، الذين لا يدّخرون جهداً في ميادين العمل الإنساني والاجتماعي. ونتمنى أن تستمر أيادي الخير والعطاء في تقديم الدعم، ليكون الجميع عوناً وسنداً لأوطاننا الحبيبة. فالعطاء لا يتوقف عند حدٍّ معيّن، بل تمتد جهوده وإنجازاته ليكون أثره مستداماً في حياة الجميع. ونحن نفخر بأن نكون جزءاً من هذه المؤسسات الإنسانية الحكيمة، التي ترعاها القيادة السامية للوطن، وبإذن الله تعالى، ستكون ثمار هذه الجهود العالمية مشروعاتٍ مستدامةً للخير.
ومضة أمل
نبارك للعرسان زواجهم، ونتمنى لهم السعادة والوئام والمحبة.
0 تعليق