تفاجأ سكان أوروبا بظهور دوامة ضوئية غامضة في السماء يوم 24 مارس، ما أثار تساؤلات حول مصدرها. هذه الظاهرة لم تكن حدثًا فضائيًا غامضًا أو ظاهرة طبيعية نادرة، بل كانت نتيجة لإطلاق صاروخ SpaceX Falcon 9 الذي كان في مهمة عسكرية لصالح الولايات المتحدة.

بعد إطلاقه، وأثناء استعداده للخروج من المدار والعودة إلى الأرض، بدأت المرحلة الثانية من الصاروخ في التخلص من الوقود المتبقي بطريقة دورانية، مما أدى إلى تكوين شكل حلزوني مضيء يمكن رؤيته من الأرض، حيث انعكست أشعة الشمس على الوقود المتجمد في الفضاء، ما جعله يبدو وكأنه دوامة مضيئة في السماء.

هذه الظاهرة ليست جديدة تمامًا، إذ ظهرت من قبل في حالات مشابهة. هناك أيضًا ظاهرة أخرى تُعرف باسم "قنديل البحر"، والتي تظهر عند إطلاق الصواريخ، حيث يتمدد غاز العادم في الطبقات العليا من الغلاف الجوي، ما يجعلها تبدو كفقاعة مضيئة تتوسع في السماء. ومع ذلك، فإن الدوامة التي شوهدت في سماء أوروبا تختلف في طبيعتها، إذ تنجم عن التخلص من الوقود أثناء دوران الصاروخ.

مثل هذه الظواهر أصبحت أكثر شيوعًا مع الزيادة الكبيرة في عدد عمليات إطلاق الصواريخ. ففي السنوات الأخيرة، ارتفع عدد عمليات الإطلاق من أقل من 150 سنويًا في القرن العشرين إلى أكثر من 250 في العام الماضي، مما يعني أن المزيد من الأشخاص حول العالم قد يشاهدون مثل هذه المشاهد الفضائية المذهلة.

ويشير علماء الفلك إلى أن توقيت هذه الظواهر يلعب دورًا كبيرًا في رؤيتها، حيث يجب أن يكون المشاهد في منطقة مظلمة بينما لا يزال الصاروخ على ارتفاع كافٍ لعكس ضوء الشمس. هذه الظاهرة قد تبدو قريبة من الأرض، لكنها في الواقع تحدث على ارتفاع مئات الكيلومترات في الفضاء.

مع استمرار تطور تكنولوجيا الفضاء وزيادة عمليات الإطلاق، قد يصبح ظهور مثل هذه الأشكال الضوئية في السماء مشهدًا مألوفًا، مما يفتح الباب أمام المزيد من الفضول العلمي والاستكشاف لفهم الظواهر الفضائية الفريدة.