غازي الغريري
كانت استضافة مملكة البحرين لمؤتمر الحوار الإسلامي-الإسلامي برعاية كريمة من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، حدثاً بارزاً يجسّد روح التسامح والتعايش السلمي ويؤكد على الدور الريادي للبحرين كبلد يحتضن قيم التسامح والاحترام المتبادل والتي استطاعت أن تخطو فيه خطوات رائدة نحو تعزيز مبادئ الحوار والتفاهم بين مختلف مختلف مذاهب الأمة الإسلامية، والذي تنطلق منه البحرين وقيادتها بأن التعايش والاحترام المتبادل هما الأساس الذي يُبنى عليه أي مستقبل مزدهر والذي لن يتحقّق إلا من خلال نبذ التفرقة والانقسام، وما استضافة مملكة البحرين لهذا المؤتمر إلا دليل واضح على أن هذه المبادرة هدفها تعزيز قدرة الأمة على مواجهة التحديات.
حضور فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين للمؤتمر باعتباره أحد أبرز رموز الوحدة الإسلامية كان له بالغ الأثر في رفع مستوى الخطاب والحوار، حيث أكد في كلمته بأن مواجهة التحديات المعاصرة والأزمات المتلاحقة لن يكون إلا من خلال اتحاد إسلامي بين كل مكونات الأمة الإسلامية دون إقصاء لأي طرف من الأطراف خصوصاً في ظل الظروف التي تقف فيها الأمة الإسلامية على مفترق طرق، وبالتالي فقد أجمع المشاركون في المؤتمر على أهمية تجاوز الخلافات الطائفية والصراعات الداخلية الذي لن يتحقق إلا من خلال الحوار البناء.
إن انعقاد مؤتمر الحوار الإسلامي في مملكة التسامح يُبرز أهمية تعزيز التقارب بين المذاهب الإسلامية وهي دعوة مفتوحة لمواصلة الحوار والتعاون بين جميع مكونات الأمة حتى الوصول إلى وحدة حقيقية تُسهم في بناء مستقبل يسوده السلام والاستقرار في العالم الإسلامي، كما أن اجتماع كبار علماء ورجال الدين من العالم الإسلامي في المؤتمر، وفي هذا الوقت، يمثّل منصة مهمة لتوحيد الجهود ورص الصفوف في ظل ما تواجه الأمة الإسلامية من تحديات كبيرة خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وحماية المقدسات التي تمثّل جوهر قضايا الأمة الإسلامية.
همسةالحوار الصادق القائم على الاحترام المتبادل والتفاهم هو الأداة الأنجع لمعالجة النزاعات بين المسلمين، والتعايش هو الضامن الوحيد لتحقيق الاستقرار والتنمية، لذلك لابد من العمل على وضع آلية لحل النزاعات بين الدول الإسلامية.
0 تعليق