تستعد مدينة العين التاريخية، إحدى أقدم المستوطنات المأهولة في الإمارات، والمُدرجة ضمن قائمة
التراث العالمي لليونسكو، لاستضافة انطلاقة النسخة الـ 34 من رالي أبوظبي الصحراوي الذي يقام
تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة.
تمثل العين، والتي تم اختيارها عاصمة الخليج العربي للسياحة لعام 2025، موقعًا استثنائيًا لانطلاق هذا
الرالي الدولي الشهير، وستشهد البطولة مرحلة تأهيلية خاصة، حيث سيتمكن المشجعون من مشاهدة
السيارات والسائقين عن قرب في منتزه جبل حفيت الصحراوي، وستقام الفعالية الرئيسية للجماهير يوم
السبت 22 فبراير من الساعة 11:00 صباحًا وحتى 2:30 مساءً، ويُنصح الحضور بالوصول مبكرًا
لضمان التمكن من الدخول.
ويُعد رالي أبوظبي الصحراوي أحد أبرز الفعاليات الرياضية في الإمارات، حيث تطور على مدار 34
عاماً ليصبح ركيزة أساسية في سباقات الرالي الصحراوية العالمية، وقد بدأ الحدث برؤية جريئة رسمها
محمد بن سليم، بطل الشرق الأوسط للراليات 14 مرة، والرئيس الحالي لـلاتحاد الدولي للسيارات
(FIA)، وتحول إلى اختبار عالمي للمهارة والقدرة على التحمل والإصرار.
ومنذ انطلاقه عام 1991، استقطب الحدث أشهر المتسابقين العالميين، من جان-لوي شليسر وستيفان
بيترهانسل إلى النجوم المعاصرين مثل يزيد الراجحي وناصر العطية، وهو يحتل الآن الجولة الثانية في
بطولة العالم للراليات الصحراوية الطويلة.
وأكد محمد بن سليم، رئيس الاتحاد الدولي للسيارات (FIA) ومؤسس الحدث، أن النسخة الـ 34 من رالي
أبوظبي الصحراوي ستكون مميزة.
وقال: "باعتباره واحداً من أقدم وأهم سباقات الراليات الصحراوية في العالم، يُعد الرالي جوهرة في تاج
رياضة المحركات في الشرق الأوسط، لقد كان هذا السباق دائماً اختباراً قاسياً للمهارة والقدرة على
التحمل، وأنا فخور بالمستوى التنافسي الذي بلغه، حيث يجتذب نخبة السائقين العالميين، كما شهدنا العام
الماضي أداءً استثنائياً مع فوز ناصر العطية بلقبه الرابع، مما يمهد الطريق لمنافسة مثيرة في النسخة
المرتقبة، وأنا متحمس لرؤية السباق يتطور عبر الكثبان الرملية." وبفضل موقعها بين جبل حفيت من الشرق وامتداد الربع الخالي من الغرب، تُوفر مدينة العين مزيجاً فريداً من المناظر الطبيعية الخلابة والتراث الثقافي العريق، مما يجعلها الموقع المثالي لاستضافة انطلاقة الرالي لهذا العام، حيث تُرسّخ العين موقعها كوجهة رئيسية لاستضافة الفعاليات العالمية، تماشيًا مع رؤية القيادة لجلب الأحداث الرياضية الكبرى إلى المدينة.
وعلى عكس سباقات السيارات التقليدية التي تُقام على حلبات داخل المدن، يُوفر الرالي الصحراوي
اتصالًا مباشراً مع البيئة الطبيعية، بينما تُبرز بعض السباقات ناطحات السحاب الحديثة، يُسلط الرالي
الضوء على جمال الصحاري الإماراتية وأهميتها التاريخية.
ويعكس اختيار مدينة العين كنقطة انطلاق قدرة الرالي على مواكبة التطور مع الحفاظ على جذوره.
حيث ستُحدد المرحلة التأهيلية ترتيب الانطلاق في المرحلة الأولى الشاقة التي تمتد حتى مزيرعة. ومن
هناك، سينطلق المتسابقون في عمق الربع الخالي، حيث سيواجهون الكثبان الرملية الهائلة والتحديات
القاسية التي ميزت الحدث لعقود.
وستكون إحدى أبرز المستجدات هذا العام هي المخيم في منطقة القوع، والتي ستكون مفتوحة للدراجات
والسيارات معاً لأول مرة، وبدون أي مساعدة ميكانيكية خارجية، سيتعين على المتسابقين الاعتماد على
مهاراتهم وقدرتهم على التحمل لتجاوز هذا التحدي المحوري قبل العودة إلى أبوظبي في المرحلة
النهائية.
وبالنسبة لسكان العين، فإن استضافة تحدي صحراء أبوظبي لا تتعلق فقط برياضة المحركات، بل هي
احتفاء بالتاريخ والثقافة والفخر الوطن، إذ أن الترابط العميق بين المنطقة وحياة الصحراء يجعلها الموقع
المثالي لمثل هذا السباق الصعب، كما يُرسخ معسكر التجمع بجوار استاد هزاع بن زايد مكانة العين
كوجهة رئيسية للمنافسات الرياضية العالمية.
وكما يستعد السائقون لخوض هذا التحدي الأيقوني، سيتمكن المشجعون والزوار من اكتشاف التاريخ
الغني والجمال الطبيعي لمدينة العين من خلال تجربة لا يوفرها سوى سباقات الرالي الصحراوية.
يُقام رالي أبوظبي الصحراوي بدعم أدنوك للتوزيع (شريط الطاقة)، اتصالات (شريك التكنولوجيا)، دي
اتش ال (الشريك اللوجستي)، ومجموعة من الشركاء الحكوميين، وزارة الدفاع، شرطة أبوظبي، الدفاع
المدني، بلدية منطقة الظفرة.
0 تعليق