54.8 مليار دولار تمويلات رأس المال الخاص في دول الخليج آخر 5 سنوات

مصدرك 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

  • «إس آند بي»: مصدر تمويل مهم.. وينصبّ التركيز راهناً على الصفقات الكبيرة

على مدى العقد الماضي، اعتمد المُصْدرون الخليجيون بصورة رئيسية على البنوك والسندات والصكوك لتلبية احتياجاتهم التمويلية. وشهد إجمالي حجم تمويلات رأس المال الخاص التي جمعها المُصْدرون الخليجيون بين عامي 2020 و2024 ارتفاعاً كبيراً وصل إلى 54.8 مليار دولار، من 10.4 مليار دولار بين عامي 2015 و2019، ومن المتوقع أن يشهد مزيداً من الارتفاع.

وبين تحليل لـ«إس آند بي» أن المُصْدرين الخليجيين، بما في ذلك الحكومات الخليجية، جمعت 3.5 تريليون دولار خلال العقد الماضي، نصفها سندات والنصف الثاني تمويلات من البنوك. 

وتوقعت وكالة «إس آند بي جلوبال للتصنيفات الائتمانية» في تقرير حديث أن تكتسب تمويلات رأس المال الخاص في دول الخليج أهمية متزايدة خلال السنوات القليلة المقبلة، خاصة في ظل الاهتمام المتزايد من جانب مزودي رأس المال الخاص في المنطقة. وارتفع عدد المعاملات التي مُوّلت برأس مال خاص إلى ذروته ووصل حجمها إلى 20.4 مليار دولار في عام 2023، ثم انخفض إلى 14.5 مليار دولار في عام 2024، مقابل 1.3 مليار دولار في عام 2015.

ويعود الانخفاض الحاد في عام 2024 إلى حد كبير إلى تحسن شروط التمويل في القطاعات المصرفية المحلية وأسواق السندات والصكوك، وانخفاض أسعار الفائدة. مع ذلك، فإن عدد المعاملات في عام 2024 سيظل أعلى بنحو 2.7 مرة مما كان عليه في عام 2015، وهو ما يدل على الأسس القوية التي تدعم الزيادة في تمويلات رأس المال الخاص.

  • السندات تواصل هيمنتها

وحللت «إس آند بي» البيانات المتعلقة بالتمويل الذي جمعه المُصْدرون في دول الخليج على مدى العقد الماضي. وركزت بصورة أساسية على التمويل من البنوك، وإصدارات السندات والصكوك، ومعاملات سوق رأس المال - مثل الطرح العام الأولي - وتمويلات رأس المال الخاص من خلال استثمارات الائتمان الخاصة، واستثمارات الأسهم الخاصة، وتمويل المشاريع، واستثمارات صناديق الثروة السيادية، وغيرها من استثمارات الصناديق أو القروض.

وبين تحليل «إس آند بي» أن المُصْدرين الخليجيين، بما في ذلك الحكومات الخليجية، جمعت 3.5 تريليون دولار خلال العقد الماضي. وحظيت إصدارات السندات على أعلى نسبة إقبال للحصول على تمويل بنسبة بلغت 51% من إجمالي المبلغ المجمع في عام 2024، تلاها التمويل من البنوك بنسبة 26%. وشهدت ثلاث فئات أخرى من الأصول زيادة كبيرة في مزيج تمويلات المُصْدرين الخليجيين: ومثلت إصدارات الصكوك 19% من المبلغ الذي جُمع في عام 2024، ومعاملات سوق رأس المال الأسهم - مثل الطرح العام الأولي - 6%، وتمويلات رأس المال الخاص 3%. 

الصفقات الكبيرة

لاحظ تقرير «إس آند بي» أن الشركات الخاصة حصلت على معظم تمويلات رأس المال الخاص وأن الاستثمارات تركزت على الصفقات الأكبر حجماً. وعلى مدى العقد الماضي، مثلت أكبر عشر معاملات نحو 80% من إجمالي الحجم السنوي لتمويلات رأس المال الخاص. وعلاوة على ذلك، كانت الشركات الكبرى، بما في ذلك الكيانات المرتبطة بالحكومة، من بين المستفيدين من تمويلات رأس المال الخاص. 
وتوقع تقرير «إس آند بي» أن تستمر الشركات الكبرى والمؤسسات المرتبطة بالحكومة في تحسين مزيج تمويلها واغتنام الفرص، في حين سيزداد توجه الشركات الأصغر إلى التمويل الخاص، لا سيما إذا كانت في مرحلة مبكرة من التأسيس.
عملاء البنوك 
يظهر تحليل «إس آند بي» لمعاملات التمويل الخاص أن هذا التمويل وسّع نطاق وصوله بمرور الوقت لتوفير التمويل للشركات الأكثر نضجاً ورسوخاً، وليس فقط تلك التي في مراحل التأسيس المبكرة. وحصلت الشركات القائمة على 79% من التمويلات الخاصة في ديسمبر/كانون الأول 2024، مرتفعةً من 31% في عام 2015.
ورغم أن هذه الشركات الراسخة كان بإمكانها بسهولة الحصول على التمويل المطلوب من البنوك أو من أسواق رأس المال، فإنها اختارت التمويلات الخاص، التي من الممكن الحصول عليها بوقت أسرع أو بسهولة أكبر، وشروط أكثر مرونة أو أسعار أكثر تنافسية. مع ذلك، لا تتوقع «إس آند بي» أن يشكل رأس المال الخاص تحدياً للدور الذي تؤديه البنوك في منطقة الخليج؛ وذلك لأن الحجم الإجمالي للتمويلات الخاصة يظل صغيراً نسبياً.
وبحسب «إس آند بي»، وعلى جانب الطلب، يمكن لتمويلات رأس المال الخاص أن تساعد الشركات في المراحل المبكرة وتؤهلها للحصول على التمويل من البنوك بمرور الوقت، وهو ما يعطي زخماً للنظام المالي من خلال خلق المزيد من فرص النمو. وتميل البنوك إلى الحذر بشأن تقديم القروض للشركات التي لا تزال في مراحل التأسيس المبكرة، ما لم تستفدْ من الدعم الخارجي أو الضمانات.
وقال محللو «إس آند بي» في التقرير: «على جانب العرض، سيواصل مزودو رأس المال الخاص الإقليميون للشركات الخليجية، بما في ذلك صناديق الثروة السيادية، تنويع انكشافهم الجغرافي لتجنب الاعتماد المفرط على اقتصاد أو منطقة واحدة. وسيظل المستثمرون في دول الخليج في دائرة اهتمام الشركات الكبرى التي تسعى للحصول على التمويل من خارج النظام المصرفي التقليدي أو أسواق رأس المال، خاصة عندما تكون أسعار الفائدة مرتفعة».

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق