عمان - تترسخ قوالب اجتماعية تقيد من قدرة الفرد على التعبير عن مشاعره، حيث يعد طلب المساعدة دليل ضعف، والشعور بالحزن دليلا على السلبية، بينما تفسر الحاجة للراحة على أنها استسلام. وبهذا، يجد الشخص نفسه محاصرا داخل هذه القوالب.اضافة اعلان
لكن الحقيقة أن التعبير عن المشاعر وتقبل الذات والاحتياجات أمور ضرورية للنمو والتعافي. فطلب المساعدة لا يقلل من قوة الشخص، بل يسهم في بناء شخصيته وتشكلها.
رغم شعورها بالتعب وحاجتها للمساندة، ترفض إلهام (33 عاما) طلب المساعدة من أي شخص، خشية أن توصف بأنها ضعيفة، وهي التي عرفت بقوة شخصيتها وقدرتها على القيام بكل شيء.
هي اعتادت الاعتماد على نفسها من دون اللجوء للآخرين، فقد ترسخ في ذهنها منذ الصغر أن طلب العون ليس خيارا. لكن موخرا، بدأت تشعر بثقل هذا الحمل الذي وضعته على عاتقها، إذ أصبحت توقعات الآخرين بشأن قوتها عائقا أمام الإفصاح عن حاجاتها.
أما خالد (38 عاما)، فاختار التعبير عن مشاعره وأفكاره، حتى وإن اعتبره البعض غريبا أو خارجا عن القوالب الاجتماعية السائدة. عندما يشعر بالحزن، يسمح لنفسه بالبكاء، وعندما يحتاج إلى المساعدة، يطلبها من دون أن يهتم برأي الآخرين.
ويقول: "أؤمن بأن هذه القوالب الاجتماعية والاعتقادات وجدت لتقييدنا، فلماذا نختار أن نكون وراءها؟ اخترت أن أعيش بطريقتي، وفق أفكاري، بعيدا عن هذه القوالب المزيفة".
تفسيرات وتأويلات اجتماعية
من الجانب الاجتماعي، يوضح الدكتور محمد جريبيع أن الإنسان يولد ضمن قوالب اجتماعية تشكلت نتيجة للأعراف والعادات والتقاليد والنظام الاجتماعي السائد ولأفراد يخضعون باستمرار للتفسيرات والتأويلات الاجتماعية، مؤكدا أن هذه القوالب تؤثر في تشكيل الشخصية والسلوك، مما يجعل التصرفات والحياة جزءا من التنميط الاجتماعي الذي عاشه الفرد.
وبناء على ذلك، تنشأ الشخصيات وفقا لأنماط تشكلت من قيم وعادات وتقاليد. ويشير جريبيع إلى أن هذه القوالب في طبيعتها متغيرة، فانتقال الأفراد من الأسرة إلى بيئة الدراسة يتيح لهم تعلم قيم اجتماعية جديدة، وكذلك عند دخولهم إلى سوق العمل، مما يجعل الشخصية في حالة تطور مستمر، كما تتغير القيم ونظرة الإنسان للأمور مع مضي الوقت.
التفاعل مع البيئات الجديدة
ووفق جريبيع، فإن القيم الأساسية مثل الصدق والصراحة والحب والعائلة قد تتغير عند الانتقال إلى بيئات جديدة، مما يعني أن القوالب الاجتماعية متغيرة بطبيعتها. ورغم وجود بعض القوالب الثابتة والتنميط الذي يؤثر في تكوين الشخصية، إلا أن الأصل هو التغيير المستمر، نتيجة لما يكتسبه الفرد من خبرات وعلم وتجارب.
ومن الجانب النفسي، يوضح الاختصاصي موسى مطارنة أن القوالب الاجتماعية تتشكل من الأفكار والمعتقدات منذ الطفولة، لكنها في كثير من الأحيان تسلب الحرية وتتجاوزها متطلبات العصر.
ويبين مطارنة أن الفرد الذي يظل ثابتا من دون تطوير أفكاره ومهاراته قد يعاني من عدم الاستقرار النفسي، مما يؤدي إلى صراع داخلي بين معتقداته واحتياجاته الفعلية، مما يسبب ضغطا ومشكلات نفسية.
ويشير إلى أن القوالب الاجتماعية صنعت في زمن مختلف عن الزمن الحالي، ومع ذلك، يستمر الأفراد في تقليدها فقط لإرضاء الآخرين، مما يؤدي إلى مشكلات نفسية متعددة، مثل القلق والتوتر وصعوبة التكيف، فتتحول إلى معوقات للنجاح تؤثر على الإنجازات والعلاقات والتفاعل الاجتماعي.
تطوير مهارات الفرد
ويؤكد مطارنة أن التغيير يتحقق من خلال تطوير مهارات الذات وكسر النمطية، لأن التمسك بالأنماط الجامدة يضعف المشاعر والعواطف والأحلام.
ويوضح أن تجاوز هذه القوالب يكون بتطوير الذات، حيث يحتاج الفرد إلى تنمية مهاراته، لأن الأفكار والمعتقدات السلبية تصبح مع الوقت جزءا من منهج وسلوك، فهي تعيق تقدمه، وإن لم يسع إلى التغيير، فإن الزمن سيتجاوزه.
يفسر مطارنة أن تطوير مهارات الذات يبدأ بتحديد الهدف في الحياة، ثم بناء استراتيجيات ووسائل لتحقيقه، على أن تكون ضمن منظومة حقيقية تتماشى مع متطلبات الواقع الاجتماعي الحالي، وليس القديم، إلى جانب العمل على تبني أفكار ومعتقدات جديدة.
كما يشدد على أهمية التعلم والتدريب المستمر لتجاوز القوالب الاجتماعية التقليدية، مما يتيح رؤية الحياة بمنظور جديد، حيث تتغير بعض الأمور وتختفي، بينما تظهر أخرى لتجدد حياة الفرد.
ويقول مطارنة: "متطلبات الحياة الحالية مختلفة، إذ أصبحت أكثر سرعة، وتتطلب الجرأة والقوة والشجاعة، بالإضافة إلى مهارات متعددة، لبناء شخصية فاعلة ولتحقيق الاستقرار النفسي والعاطفي، والقدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة".
التفكير الإيجابي والمنطقي
تطوير المهارات يجب أن يكون وفق المعتقدات والمتطلبات الجديدة، مشيرا إلى ضرورة التدريب المستمر على مهارات الاتصال والحوار، والتفكير الإيجابي والمنطقي، والتفاوض، وحل المشكلات، إلى جانب العديد من المهارات الشخصية.
الى ذلك، يبين مطارنة أنه في حال لم يكن يعلم الشخص كيف يتغير، يمكنه استشارة مختصين لمساعدته في تغيير حياته وتطويرها بشكل إيجابي، ليزرع السعادة التي فقدها أمام القوالب الضاغطة.
ومن جهة أخرى، يؤكد مطارنة أهمية التفريغ الانفعالي، موضحا أن كبت المشاعر يؤدي إلى ضغط نفسي، مما قد يسبب اختلالا وهلعا ووساوس وشكوكا، إلى جانب العديد من المشكلات النفسية التي قد تتطور إلى الاكتئاب. فالكبت يعد من أشد المخاطر على الإنسان، في حين أن التعبير عن الذات والتفريغ الانفعالي ضروريان لنمو الشخصية.
ويذكر مطارنة أن هناك أساليب واستراتيجيات نفسية يمكن استخدامها للتفريغ الانفعالي والتعبير عن الذات، مثل تمارين التنفس، واليوغا، والاسترخاء، والرياضة، حيث تساعد هذه الوسائل في التخلص من الكبت والضغط الداخلي. كما يوضح أن عدم التعبير عن المشاعر قد يؤدي إلى حالة عصبية، وصعوبة في التكيف، مما يسبب العديد من المشكلات والانعكاسات السلبية.
لكن الحقيقة أن التعبير عن المشاعر وتقبل الذات والاحتياجات أمور ضرورية للنمو والتعافي. فطلب المساعدة لا يقلل من قوة الشخص، بل يسهم في بناء شخصيته وتشكلها.
رغم شعورها بالتعب وحاجتها للمساندة، ترفض إلهام (33 عاما) طلب المساعدة من أي شخص، خشية أن توصف بأنها ضعيفة، وهي التي عرفت بقوة شخصيتها وقدرتها على القيام بكل شيء.
هي اعتادت الاعتماد على نفسها من دون اللجوء للآخرين، فقد ترسخ في ذهنها منذ الصغر أن طلب العون ليس خيارا. لكن موخرا، بدأت تشعر بثقل هذا الحمل الذي وضعته على عاتقها، إذ أصبحت توقعات الآخرين بشأن قوتها عائقا أمام الإفصاح عن حاجاتها.
أما خالد (38 عاما)، فاختار التعبير عن مشاعره وأفكاره، حتى وإن اعتبره البعض غريبا أو خارجا عن القوالب الاجتماعية السائدة. عندما يشعر بالحزن، يسمح لنفسه بالبكاء، وعندما يحتاج إلى المساعدة، يطلبها من دون أن يهتم برأي الآخرين.
ويقول: "أؤمن بأن هذه القوالب الاجتماعية والاعتقادات وجدت لتقييدنا، فلماذا نختار أن نكون وراءها؟ اخترت أن أعيش بطريقتي، وفق أفكاري، بعيدا عن هذه القوالب المزيفة".
تفسيرات وتأويلات اجتماعية
من الجانب الاجتماعي، يوضح الدكتور محمد جريبيع أن الإنسان يولد ضمن قوالب اجتماعية تشكلت نتيجة للأعراف والعادات والتقاليد والنظام الاجتماعي السائد ولأفراد يخضعون باستمرار للتفسيرات والتأويلات الاجتماعية، مؤكدا أن هذه القوالب تؤثر في تشكيل الشخصية والسلوك، مما يجعل التصرفات والحياة جزءا من التنميط الاجتماعي الذي عاشه الفرد.
وبناء على ذلك، تنشأ الشخصيات وفقا لأنماط تشكلت من قيم وعادات وتقاليد. ويشير جريبيع إلى أن هذه القوالب في طبيعتها متغيرة، فانتقال الأفراد من الأسرة إلى بيئة الدراسة يتيح لهم تعلم قيم اجتماعية جديدة، وكذلك عند دخولهم إلى سوق العمل، مما يجعل الشخصية في حالة تطور مستمر، كما تتغير القيم ونظرة الإنسان للأمور مع مضي الوقت.
التفاعل مع البيئات الجديدة
ووفق جريبيع، فإن القيم الأساسية مثل الصدق والصراحة والحب والعائلة قد تتغير عند الانتقال إلى بيئات جديدة، مما يعني أن القوالب الاجتماعية متغيرة بطبيعتها. ورغم وجود بعض القوالب الثابتة والتنميط الذي يؤثر في تكوين الشخصية، إلا أن الأصل هو التغيير المستمر، نتيجة لما يكتسبه الفرد من خبرات وعلم وتجارب.
ومن الجانب النفسي، يوضح الاختصاصي موسى مطارنة أن القوالب الاجتماعية تتشكل من الأفكار والمعتقدات منذ الطفولة، لكنها في كثير من الأحيان تسلب الحرية وتتجاوزها متطلبات العصر.
ويبين مطارنة أن الفرد الذي يظل ثابتا من دون تطوير أفكاره ومهاراته قد يعاني من عدم الاستقرار النفسي، مما يؤدي إلى صراع داخلي بين معتقداته واحتياجاته الفعلية، مما يسبب ضغطا ومشكلات نفسية.
ويشير إلى أن القوالب الاجتماعية صنعت في زمن مختلف عن الزمن الحالي، ومع ذلك، يستمر الأفراد في تقليدها فقط لإرضاء الآخرين، مما يؤدي إلى مشكلات نفسية متعددة، مثل القلق والتوتر وصعوبة التكيف، فتتحول إلى معوقات للنجاح تؤثر على الإنجازات والعلاقات والتفاعل الاجتماعي.
تطوير مهارات الفرد
ويؤكد مطارنة أن التغيير يتحقق من خلال تطوير مهارات الذات وكسر النمطية، لأن التمسك بالأنماط الجامدة يضعف المشاعر والعواطف والأحلام.
ويوضح أن تجاوز هذه القوالب يكون بتطوير الذات، حيث يحتاج الفرد إلى تنمية مهاراته، لأن الأفكار والمعتقدات السلبية تصبح مع الوقت جزءا من منهج وسلوك، فهي تعيق تقدمه، وإن لم يسع إلى التغيير، فإن الزمن سيتجاوزه.
يفسر مطارنة أن تطوير مهارات الذات يبدأ بتحديد الهدف في الحياة، ثم بناء استراتيجيات ووسائل لتحقيقه، على أن تكون ضمن منظومة حقيقية تتماشى مع متطلبات الواقع الاجتماعي الحالي، وليس القديم، إلى جانب العمل على تبني أفكار ومعتقدات جديدة.
كما يشدد على أهمية التعلم والتدريب المستمر لتجاوز القوالب الاجتماعية التقليدية، مما يتيح رؤية الحياة بمنظور جديد، حيث تتغير بعض الأمور وتختفي، بينما تظهر أخرى لتجدد حياة الفرد.
ويقول مطارنة: "متطلبات الحياة الحالية مختلفة، إذ أصبحت أكثر سرعة، وتتطلب الجرأة والقوة والشجاعة، بالإضافة إلى مهارات متعددة، لبناء شخصية فاعلة ولتحقيق الاستقرار النفسي والعاطفي، والقدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة".
التفكير الإيجابي والمنطقي
تطوير المهارات يجب أن يكون وفق المعتقدات والمتطلبات الجديدة، مشيرا إلى ضرورة التدريب المستمر على مهارات الاتصال والحوار، والتفكير الإيجابي والمنطقي، والتفاوض، وحل المشكلات، إلى جانب العديد من المهارات الشخصية.
الى ذلك، يبين مطارنة أنه في حال لم يكن يعلم الشخص كيف يتغير، يمكنه استشارة مختصين لمساعدته في تغيير حياته وتطويرها بشكل إيجابي، ليزرع السعادة التي فقدها أمام القوالب الضاغطة.
ومن جهة أخرى، يؤكد مطارنة أهمية التفريغ الانفعالي، موضحا أن كبت المشاعر يؤدي إلى ضغط نفسي، مما قد يسبب اختلالا وهلعا ووساوس وشكوكا، إلى جانب العديد من المشكلات النفسية التي قد تتطور إلى الاكتئاب. فالكبت يعد من أشد المخاطر على الإنسان، في حين أن التعبير عن الذات والتفريغ الانفعالي ضروريان لنمو الشخصية.
ويذكر مطارنة أن هناك أساليب واستراتيجيات نفسية يمكن استخدامها للتفريغ الانفعالي والتعبير عن الذات، مثل تمارين التنفس، واليوغا، والاسترخاء، والرياضة، حيث تساعد هذه الوسائل في التخلص من الكبت والضغط الداخلي. كما يوضح أن عدم التعبير عن المشاعر قد يؤدي إلى حالة عصبية، وصعوبة في التكيف، مما يسبب العديد من المشكلات والانعكاسات السلبية.
0 تعليق