تنقسم الأُسَر في الامتحانات إلى قسمين، قسم يتعامل مع الموضوع بمنتهى الهدوء والانضباط، وقسم آخر يتعامل مع الموضوع بمنتهى الرعب والقلق.
الأطفال في الحالة الأولى يكونون أكثر استعداداً لمفاجآت الامتحان ولديهم هدوء وقدرة أكبر على الردّ على الأسئلة، وفي نفس الوقت فإن الأُسَر التي تتعامل مع الموضوع بعصبية وقلق يكون لها تأثير سلبي كبير على أداء أبنائهم حتى إذا كانت النتيجة تفوق الأبناء، فالعصبية لها تأثير سلبي مستقبلاً على أدائهم المهني، فيعتادون على التوتر والعصبية في أداء مهامهم خلال حياتهم العملية؛ ولذلك فمن الضروري أن تتعامل الأُسرة مع الامتحانات بطريقة عملية. وأهم تلك الطرق الاستعداد للامتحانات بالدراسة المبكرة والانتظام في متابعة الدروس مع المدرس وحل الواجبات ودمج نظام الحفظ مع الفهم، أما مع دخول الامتحان فمن المهم للغاية عدم السهر في ليلة الامتحان، وأن يستعدّ بالنوم المبكّر والذّهاب إلى الامتحان في الوقت المحدد، والالتجاء إلى الله بالدعاء بأي صيغة مشروعة كأن يقول "ربّ اشرح لي صدري ويسّر لي أمري"، وإحضار جميع الأدوات المطلوبة والمسموح بها كالأقلام وأدوات الهندسة والحاسبة والساعة، لأنّ حُسن الاستعداد يُعين على الإجابة.
نصائح للطلاب
اختر مكاناً جيداً للجلوس أثناء الاختبار ما أمكنك، وحافظ على استقامة ظهرك وأن تجلس على الكرسيّ جلسة صحيّة. تصفّح الامتحان أولاً، والأبحاث توصي بتخصيص 10% من وقت الامتحان لقراءة الأسئلة بدقة وعمق وتحديد الكلمات المهمة وتوزيع الوقت على الأسئلة. وخطط لحل الأسئلة السهلة أولاً والصعبة لاحقاً، وأثناء قراءة الأسئلة اكتب ملاحظات وأفكاراً لتستخدمها لاحقاً في الإجابة، وأجب على الأسئلة حسب الأهمية. ابتدئ بحلّ الأسئلة السهلة التي تعرفها، ثم اشرع في حلّ الأسئلة ذات العلامات الأعلى، وأخّر الأسئلة التي لا يحضرك جوابها أو ترى أنّها ستأخذ وقتاً للتوصّل إلى نتيجة فيها أو التي خُصّص لها درجات أقلّ.
تأنَّ في الإجابة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "التأنّي من الله والعجلة من الشيطان".. خصّص جزءاً كافياً من الوقت لمراجعة إجاباتك.. وتأنَّ في المراجعة وخصوصاً في العمليات الرياضية وكتابة الأرقام، وقاوم الرغبة في تسليم ورقة الامتحان بسرعة ولا يُزعجنّك تبكير بعض الخارجين فقد يكونون ممن استسلموا مبكّراً.
إذا اكتشفت بعد الاختبار أنّك أخطأت في بعض الإجابات اعتبره درسا في أهمية الاستعداد مستقبلاً أو عدم الاستعجال في الإجابة وارضَ بقضاء الله ولا تقع فريسة للإحباط واليأس، وتذكّر حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ". صحيح مسلم وقد تقدّم أوله.
نصائح للأهل
التخفيف من التوقعات العالية والمقارنة بأشخاص آخرين، وكذلك تقديم الدعم النفسي والمنطقي، كقولكم: "نحن على ثقة بأنكم ستحققون أفضل ما لديكم"، بدلاً من قولكم، على سبيل المثال: "ستحققون علامة كاملة". وأيضاً توفير الهدوء والسماح بأوقات الاستراحة والرفاهية، وعدم تغيير تنظيمهم للكتب ومكان الدراسة، حتى لو كانت مبعثرة.
لنتذكر دائماً أن الامتحان فرصة لتقييم مدى استيعاب الطالب لما ذاكر وليس لتعذيبه أو إهانته وإنما لإعطائه فرصة أخرى لتحسين مستواه وبذل المزيد من الجهد ومعرفة نقاط الضعف.
0 تعليق