كيف يعزز يوم التأسيس السعودي هويتنا الوطنية وروح الانتماء؟

صحيفة مكة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
في كل عام، ومع إشراقة يوم 22 فبراير، يتجدد شعور الاعتزاز بتاريخ وطننا العظيم، حيث نستحضر اللحظة التي بدأ فيها الإمام محمد بن سعود عام 1727م بناء الدولة في الدرعية، ليؤسس كيانا قويا قائما على الوحدة والعزيمة. هذه المناسبة ليست مجرد ذكرى، بل تجسيد لمعنى الانتماء والهوية، فهي تذكرنا بالجذور الراسخة التي قامت عليها المملكة العربية السعودية، والتي امتدت عبر العصور وصولا إلى هذا العهد الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.

حين نتأمل هذا التاريخ، ندرك أنه ليس فقط سردا للأحداث، بل هو مسيرة متكاملة من البناء والتطوير، حيث لم يكن الهدف مجرد تأسيس دولة، بل إنشاء مجتمع متماسك قادر على مواجهة التحديات وتحقيق الطموحات. فمنذ اللحظة التي أرسى فيها الإمام محمد بن سعود اللبنات الأولى، ثم واصل الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود استكمال المسيرة عام 1902م، كانت الرؤية واضحة: وطن موحد يقف أبناؤه صفا واحدا في مواجهة الصعاب، ويسعون دائما نحو مستقبل أكثر ازدهارا. واليوم تستمر هذه الروح في التحولات العظيمة التي تشهدها المملكة ضمن رؤية 2030، التي يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حيث تتجسد الطموحات في مشاريع تنموية غير مسبوقة تعيد رسم مستقبل البلاد وفق أسس حديثة دون أن تنفصل عن أصالتها.

الاحتفال بهذا اليوم يعزز في النفوس الشعور بالمسؤولية تجاه هذه الأرض، فالتاريخ ليس مجرد ماضٍ يُروى، بل هو رسالة للأجيال بأن هذا الوطن لم يكن وليد اللحظة، بل هو نتاج جهود متواصلة، وأن كل فرد فيه جزء من هذه المسيرة التي لم ولن تتوقف. إن استيعاب هذه الحقيقة يجعلنا ندرك أن الحفاظ على هذه المكتسبات والاستمرار في البناء هو واجب على الجميع، تماما كما كان على من سبقونا أن يمهدوا الطريق للأجيال اللاحقة.

في كل زاوية من المملكة العربية السعودية اليوم نشهد انعكاسا لهذه المسيرة التاريخية، من النهضة الاقتصادية والعلمية إلى التطورات في مختلف المجالات، وكل ذلك يؤكد أن ما بدأه المؤسسون لا يزال حيا في روح هذا الوطن وأبنائه. إن يوم التأسيس ليس مجرد احتفال، بل هو لحظة وعي وارتباط أعمق بالجذور، وفرصة للتأمل في معاني العطاء والعمل المشترك. حين ننظر إلى الماضي بفخر، ونعيش الحاضر بإيجابية، ونتطلع إلى المستقبل بطموح، نكون بذلك قد فهمنا جوهر هذا اليوم وأهميته في تشكيل وعينا الوطني.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق