والإمام محمد بن سعود الذي تولى إمارة الدرعية، عمل على تأسيس وحدتها وتأمين استقرارها الداخلي ومحيطها الخارجي، وحماية طرق الحج والتجارة، فانطلقت الدولة السعودية لتشكل بداية المرحلة الأولى من توحيد الدولة السعودية الأولى التي عملت بعد دخول مكة المكرمة تحت حكمها على تأمين دروب الحجيج واستقرار السكان.
فقال الإمام سعود بن عبدالعزيز في رسالته لأهالي مكة المكرمة بعد دخوله لها: لكل أهل مكة والأبوات والعلماء وقاضي السلطان "السلام على من اتبع الهدى، أما بعد.. فأنتم جيران الله وسكان حرمه، آمنون بأمنه، إنما ندعوكم لدين الله ورسوله (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون)، فأنتم في وجه الله ووجه أمير المسلمين سعود بن عبدالعزيز، وأميركم عبدالمعين بن مساعد ، فاسمعوا له واطيعوا ما أطاع الله والسلام"، ومثلت هذه الرسالة الضمان لأمن سكان مكة المكرمة وحجاج بيت الله الحرام، وقام الإمام سعود بن عبدالعزيز بن محمد بن سعود ببعض الأمور التي تتفق مع الشرع الحنيف من تأمين الناس على أرواحهم وأموالهم وإلغاء الضرائب بغير وجه حق وإزالة الأعمال الشرقية وهدم القباب".
وعمل الإمام سعود على ترميم وصيانة قنوات عين زبيدة، بعد أن تعرضت لسيل كبير عام (1208هـ -1794م) أدى إلى تخريبها، فانقطع الماء عن مكة المكرمة وتضرر الأهالي والحجاج.
وذكر الرحالة والجاسوس الإسباني دومينغو فرانثيسكو باديا، الذي عرف بلقب علي باي العباسي، والذي حج في العام الذي دخل فيه الإمام سعود مكة المكرمة، فقد وصف الإمام سعود ورجاله بقوله "لديهم خصال حميدة ولا يسرقون قط لا عن طريق قوة ولا عن طريق حيلة.. وهم يؤدون أثمان كل ما يشترونه وأجور الخدمات التي تقدم لهم".
هكذا كان حكم الإمام سعود بن عبدالعزيز في مكة المكرمة.
وفي عام 1343هـ ضم المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن - رحمه الله - مكة المكرمة إلى حكمه وجعل خدمة المسجد الحرام على رأس أولوياته، وأكد اهتمامه «بأقدس بلاد الله، مسطع النور، ومهبط الوحي، ومنشأ الهدى»، كما شرع في عمل ما يتطلبه الحرم من إصلاحات وترميمات عاجلة، فتم في العام 1344هـ - 1925م، ترميم عموم المسجد الحرام، وإصلاح كل ما يقتضي إصلاحه، ومن ذلك: ترميم جدران المسجد وأرضه وأعمدته، وإصلاح المماشي وحاشية المطاف، وطلاء مقام إبراهيم، وإصلاح الأبواب وصيانة القباب وغيرها من الأعمال. وفي العام 1345هـ - 1927م زاد عدد الحجاج زيادة كبيرة بسبب استتباب الأمن واستقرار الأوضاع.
0 تعليق