فبراير 25, 2025 7:04 م
كاتب المقال : علي سعادة

لأنهما فضحتا جرائم الحرب التي يرتكبها جيش الاحتلال، وطالبتا بتقديم قتلة الأطفال والنساء ومرتكبي حرب الإبادة في قطاع غزة إلى الجنائية الدولية، لم يحتمل هذا الكيان المتغطرس والمشحون بكل الدعم الغربي والأمريكي رؤيتهما تزوران فلسطين المحتلة للإطلاع عن قرب على الجرائم التي يرتكبها الجيش الفاشي والنازي في الضفة الغربية.
المجموعة اليسارية في البرلمان الأوروبي، قالت إن السلطات الإسرائيلية منعت النائبتين في البرلمان الأوروبي، لين بويلان، وريما حسن، من الدخول عبر مطار بن غوريون، في إطار زيارتهما الرسمية للأراضي الفلسطينية، للقاء مسؤولين من السلطة الفلسطينية والمنظمات غير الحكومية والمدنيين في المنطقة.
بويلان وحسن، اللتين توجهتا إلى المنطقة مع وفد من البرلمان الأوروبي في زيارة رسمية، لم يسمح لهما بالدخول في مطار بن غوريون في تل أبيب. وبالإضافة إلى النواب، منع اثنان من أعضاء إدارة البرلمان الأوروبي، وليسا عضوين في أي مجموعة سياسية من الدخول إلى البلاد،
ورغم أن هذا المنع يشكل هجوما على مؤسسات الاتحاد الأوروبي، وإهانة لهذا الاتحاد الذي قدم كل الدعم والمساندة للاحتلال لارتكاب جرائمه ومع ذلك يصفعه الاحتلال بكل قوة على مؤخرته.
بويلان ، وهي أيرلندية وصفت القرار بأنه “مخز”، وهو نتيجة لفشل المجتمع الدولي في محاسبة دولة الاحتلال على جرائمه. وتابعت: “إسرائيل دولة مارقة، وهذه الخطوة المخزية تظهر مدى تجاهلها للقانون الدولي، يتعين على أوروبا الآن محاسبة إسرائيل، نحن بحاجة إلى تدابير ملموسة، بما في ذلك العقوبات”.
من ناحيتها قالت النائبة ريما حسن وفق البيان إن السلطات الإسرائيلية “تحاول منع أعضاء البرلمان الأوروبي من أداء واجباتهم”، مضيفة أن “إسرائيل تريد بوضوح منع الممثلين المنتخبين من أن يشهدوا مدى انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة على الأرض”.
وحسن هي فرنسية من أصول فلسطينية ومعروفة بمواقفها الداعمة للقضية الفلسطينية، وتسليطها الضوء على الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة.
تعرضت للتهديد بالقتل والاغتصاب والإهانة والعنصرية المناهضة للفلسطينيين من قبل اللوبي الصهيوني واليمين المتطرف في فرنسا.
واجهت وتواجه ضغوطات كبيرة، حتى قبل أن تدخل عالم السياسة لمجرد أنها فلسطينية.
وكانت محورا لسجالات في الأوساط السياسية والإعلامية الفرنسية، بسبب وصفها الأعمال العسكرية الإسرائيلية في غزة بأنها إبادة جماعية.
وأيدت في مقابلة إعلامية الرأي القائل بأن حماس “تقوم بعمل مشروع”.
هذه التصريحات وضعتها في مرمى الانتقادات، وسط الانقسام في فرنسا وأوروبا حول الموقف من حرب غزة.
وفي هذا الجو العدائي المشحون من قبل اليمين المتطرف ومن قبل اللوبي الصهيوني في فرنسا ومن قبل الإعلام الفرنسي المنحاز تماما للسرد الإسرائيلي، أعلن عن ترشحها لانتخابات البرلمان الأوروبي.
ورأت أنها “تعتبر القضية الفلسطينية شأنا أوروبيا، بسبب مسؤولية تقسيم المنطقة بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى بين الاستعمارين الفرنسي والبريطاني وفق اتفاقية سايكس بيكو”، بحسب تعبيرها.
وجاء فوزها بمقعد في البرلمان الأوروبي مثل الصاعقة التي ضربت المتطرفين الفرنسيين، بعد حصول حزبها “فرنسا الأبية” على 8 مقاعد في البرلمان الأوروبي.
وبدعم أمريكي يرتكب الاحتلال منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول إبادة جماعية بقطاع غزة خلفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
ويحاول الاحتلال بشتى الطرق محاصرة المؤيدين لفلسطين في العالم، ومحاربة السردية الفلسطينية، وشيطنة أحرار العالم وتوجه تهمة “معاداة السامة ” لهم وهي تهمة ممجوجة ومكررة ومستهلكة بطريقة أصبحت تثير سخرية واشمئزاز العالم الذي كشفت غزة الغطاء عن عينيه وقلبه فرأى حقيقة هذا الكيان المسخ المارق والمنبوذ.
0 تعليق