بعد رحلة فنية طويلة استطاع فيها أن يصنع اسمه في الوسط الفني عربياً؛ غيَّب الموت الفنان السعودي الكبير عبدالله المزيني؛ الذي عُرف بأدواره المُميزة التي جعلته أحد رموز الفن.

ومنذ أن بدأ مسيرته الفنية عام 1984، حقَّق "المزيني" شهرة واسعة، خاصة بشخصية "رقية" الجدّة النجدية، وأدواره في عديدٍ من الأعمال، ومنها "طاش ما طاش"، و"شباب البومب"، ومسرحيات مثل "عويس التاسع عشر" و"سلف ودين".

وُلد الفنان الراحل عبدالله محمد المزيني؛ في أغسطس 1940 بمدينة القصيم، وبدأ مشواره الفني في وقتٍ متأخرٍ من عمره عام 1984، وحينها اشترك في عددٍ من الأعمال بأدوار ثانوية، قبل أن ينطلق إلى عالم الشهرة بالمشاركة في مسلسل "طاش ما طاش"، الذي وضعه في مكانةٍ مُميزة بين نجوم الكوميديا بالخليج.

وبعد ذلك انطلق "المزيني"؛ لأداء كثيرٍ من الشخصيات في الدراما والمسرح؛ كان من بينها: مسلسل "أبو شلاخ البرمائي" ، ومسلسل "خلف خلاف"، ومسلسل "الزمن دوار"، و"وشوشه"، و"عقاب"، كما أبدع أيضاً خلال مشاركته في عديد من أجزاء مسلسل "غشمشم"، وكذلك كان له حضورٌ مُميز في مسلسل "المقطار"، وشارك بأدائه الاحترافي المعروف في مسلسل "كلنا عيال قرية".

ومن بين أدواره المتنوّعة، تبقى شخصية الجدّة (رقية) التي قدّمها في مسلسل "طاش ما طاش"، هي الأبرز في مسيرته، لكن وعلى الرغم من النجاح الكبير الذي حقّقه الدور، إلا أنه سبَّب للمزيني كثيراً من المتاعب، إذ تعرَّض لانتقاداتٍ بسبب تشبهه بالنساء.

وفي البداية، تقبَّل "المزيني" هذه الانتقادات، باعتبار أنها جزءٌ من نجاح أي دور وأي شخصية، لكنه بعد ذلك تمرَّد على الشخصية حتى لا يتوقف عن الإبداع، ما جعله يعلن وفاة الجدّة رقية، ووقتها قال: "من الأفضل لي وحرصاً على سمعتي الفنية ترك هذه الشخصية التي سبَّبت لي إحراجاً وتعرَّضت لمضايقاتٍ كثيرة، خاصة أن قيامي بدور الجدّة لم يجد قبولاً من المجتمع".

وفي حوارٍ سابقٍ مع صحيفة "سبق" في عام 2016، كشف الفنان الراحل عن جانبٍ آخر في شخصيته يتعلق ببرّه بوالديه، وحينها كشف أنه ابتعد عن التمثيل مدة 3 سنوات، بسبب مرض والدته، ثم وفاتها، وانتقاله لرعاية والده في بريدة، وهو ما أجبره على التوقف عن التمثيل، سوى بعض الأدوار الخاطفة، مثل مسلسلَيْ "سيلفي" و"مستر كاش".

وقال "المزيني" في حواره: "تركت أسرتي بالرياض، وانتقلت لبريدة لرعاية والدي، وبسبب ظروف والدتي الصحية، ومن ثم ظروف والدي، انصرفت عن التمثيل سوى بعض الأدوار الخاطفة".

وعن الجدوى المالية من التمثيل، قال: "التمثيل مغرٍ لو الشخص يأخذ حقه، لكن المنتجين لدينا مثل المطففين يأكلون الكثير ويتركون لنا القليل.. هَمهم الكسب المادي".